رفتن به محتوای اصلی

الخطر الصاروخي وفكر ملالي إيران

متحف صور خميني
AvaToday caption
الحاصل الآن أن الملالي يمتلكون تقنيات تصنيع السلاح النووي، أو الحد الأدنى من قدرات عسكرة التقنية النووية، وأن ما يفصل بينهم وبين التسلح النووي ليس سوى قرار سياسي وقليل من الوقت لتعزيز قدرات المفاعلات النووية على التخصيب بما يوفر اليورانيوم اللازم لتصنيع السلاح النووي
posted onFebruary 17, 2019
noدیدگاه

سالم الكتبي

كشف النظام الإيراني خلال احتفالاته مؤخراً بالذكرى الأربعين لثورة الخميني عن صاروخ باليستي عابر جديد أطلق عليه اسم “هويزة” يصل مداه لأكثر من 1350 كم، الأمر الذي ردت عليه الولايات المتحدة بالتعهد بمواصلة الضغط “دون هوادة” على إيران لردع برنامجها الصاروخي، بينما كان لافتاً أن الجانب الأوروبي قد التزم الصمت حيال هذا التطور الذي يفترض أنه يمثل تأكيدا على نوايا النظام الإيراني ورغبته في استمرار خطته لنشر الفوضى والاضطرابات الإقليمية.

إن استمرار الملالي في تطوير البرنامج الصاروخي يمثل خطرا داهما على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، كما يؤكد فشل الاتفاق النووي الموقّع بين مجموعة “5+1″ وإيران في لجم طموحات طهران والحد من خطرها الإقليمي، حيث بدا واضحاً أن الاتفاق راهن بالخطأ على نوايا نظام يجيد التلاعب والمماطلة والتسويف والتهرب والمراوغة.

الحاصل الآن أن الملالي يمتلكون تقنيات تصنيع السلاح النووي، أو الحد الأدنى من قدرات عسكرة التقنية النووية، وأن ما يفصل بينهم وبين التسلح النووي ليس سوى قرار سياسي وقليل من الوقت لتعزيز قدرات المفاعلات النووية على التخصيب بما يوفر اليورانيوم اللازم لتصنيع السلاح النووي، وها هي إيران تمضي في تطوير قدراتها الصاروخية الباليستية بمدى متزايد، ما يعني أننا أمام حالة استنساخ صارخة للخطر الكوري الشمالي، ويبدو أن العالم سيبقى صامتاً حتى يستيقظ على وقع خبر تجربة إيران النووية الأولى.

يزعم نظام إيران أن صواريخه الباليستية تتعلق بالأمن القومي وأن أهدافها “دفاعية”، وهذا محض كذب فاضح، حيث يدرك أي متخصص في العلوم العسكرية أن هذا الزعم باطل ويمثل استخفافاً بالعقول، لأن هذه النوعية من الصواريخ لا تندرج مطلقا ضمن إطار منظومات التسلح الدفاعي، وأنها قادرة على تنفيذ أي قرار بتوجيه ضربات استباقية هجومية، أو في حالات أخرى القيام بتوجيه الضربة الثانية أو الرد على هجمات مفترضة، وهي حالة ليست دفاعية مطلقاً بالنسبة للحالة الإيرانية وسلوك الملالي الأيديولوجي العدائي.فنظام طهران ينظر للأمور من منظور مغاير للقواعد والاعتبارات العسكرية، بل يتعامل وفق رؤية مبتسرة للأمور، بمعنى أن تعرض إيران لضربة عسكرية من دولة كبرى مثلاً قد تقابل برد انتقامي يوجه ضد دولة من دول الجوار، وهذه الخيارات تعتبر من ثوابت استراتيجية إيران العسكرية، التي يتعامل فيها مع دول الجوار باعتبارها أهدافاً ذات أولوية في حال تعرض النظام لخطر وجودي، حتى لو لم تشارك هذه الدول في أي عملية عسكرية ضد إيران، أو يكون لها أي علاقة بهجوم محتمل ضدها.

يمضي نظام إيران في استغلال الخلافات الدولية والتباينات بين الولايات المتحدة وأوروبا حول الاتفاق النووي، والصراع الروسي الأميركي في سوريا وغيرها، ولكن العالم كله سيدفع ثمنا باهظاً للصمت على هذه التجاوزات بعد أن يكتشف أن هناك كوريا شمالية أخرى تهدد الأمن والاستقرار، وأن التردد في مواجهة نظام الملالي ولجم طموحاته قد تسبب في حالة خطيرة من الفوضى والاضطراب بالشرق الأوسط.