رفتن به محتوای اصلی

إيرانيات يتحدين قمع سجانيهن بإنشاد "بيلا تشاو"

سجن إوين
AvaToday caption
برزت نرجس محمدي، وهي إحدى النساء اللاتي غنين "بيلا تشاو"، كإحدى أكثر السجينات انتقاداً للأوضاع خلال الأشهر الأخيرة ونددت بأوضاع السجن في إوين وأيدت الاحتجاجات
posted onMarch 2, 2023
noدیدگاه

أنشدت معتقلات في سجن إوين في طهران بشجاعة أغنية "بيلا تشاو" الثورية باللغة الفارسية في حركة تحد ودعم للاحتجاجات في إيران على رغم الأخطار التي تهددهن، وسجلت ابنة إحدى السجينات صوتهن خلال اتصال هاتفي.

وقالت النساء "اسمعوا جيداً، واحد، اثنان، ثلاثة"، وبدأن بالغناء وتابعن "كل واحدة منا للجميع والجميع لكل منا"، وهن يضحكن ويصفقن.

يعود المقطع الصوتي اللافت إلى يناير (كانون الثاني)، ونشرته ابنة إحدى السجينات على مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح رمزاً لشجاعة النساء المحتجزات في هذا السجن المعروف بظروفه الصعبة جداً واستعدادهن لمواصلة دعمهن للاحتجاجات.

وكثر منهن محتجزات منذ أعوام مثل الناشطة البيئية نيلوفر بياني التي اعتقلت في 2018 وأمضت أخريات السنوات الـ10 الأخيرة بين السجن والإفراج عنهن ثم العودة إليه.

ألقي القبض على بعض المحتجزات قبل وقت طويل من بدء حركة الاحتجاج التي تتقدمها نساء واندلعت في أنحاء مختلفة من البلاد عقب وفاة الشابة الكردية- الإيرانية مهسا أميني البالغة 22 سنة في 16 سبتمبر (أيلول) بعد اعتقالها لدى شرطة الأخلاق في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة.

ويتزايد عدد السجينات في سجن إوين نتيجة قمع التحركات.

وأفرج عن نساء كثيرات خلال الأسابيع الماضية بينهن الصحافية والناشطة في مجال حقوق المرأة عليا مطالب زادة التي نشرت ابنتها التسجيل الصوتي لأغنية "بيلا تشاو" تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، والباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه المعتقلة في إيران منذ يونيو (حزيران) 2019 وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي.

وكانت طهران أعلنت قبل فترة وجيزة العفو عن "عدد كبير" من المدانين.

لكن مدافعين عن حقوق الإنسان وصفوا العفو بأنه "حيلة إعلامية" بينما ما زالت ناشطات عدة في السجن، بينهن الناشطة في مجال حقوق الإنسان نرجس محمدي والناشطتان البيئيتان سبيده كاشاني ونيلوفر بياني التي حكم عليها عام 2020 بالسجن 10 سنوات بتهمة "التجسس" والمدافعة عن حقوق العمال سبيده غوليان والناشطة الألمانية- الإيرانية في مجال حقوق الإنسان ناهد تقوي.

وقالت نائبة مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك ياسمين رمزي لوكالة الصحافة الفرنسية إن هؤلاء النساء محرومات من حريتهن لأن النظام "يرتجف من كلماتهن" وأضافت "الحجاب ركن من أركان الدولة الإيرانية، وكذلك خضوع النساء. يكرهون سماع النساء وقولهن نستطيع أن نفعل ما نريد!".

ووجه مركز حقوق الإنسان في إيران عريضة وقعتها نحو 40 منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان إلى السويد الرئيسة الحالية للاتحاد الأوروبي، تدعو الدول الأعضاء إلى استدعاء السفراء الإيرانيين لدى بلادهم لمناسبة يوم المرأة العالمي في 8 مارس (آذار) ومطالبتهم بـ"الكف عن سجن النساء وممارسة العنف بحق اللاتي يطالبن بحقوقهن وحرياتهن الأساسية ووقف العنف الجسدي والجنسي ضد المعتقلات والمتظاهرات".

وبرزت نرجس محمدي، وهي إحدى النساء اللاتي غنين "بيلا تشاو"، كإحدى أكثر السجينات انتقاداً للأوضاع خلال الأشهر الأخيرة ونددت بأوضاع السجن في إوين وأيدت الاحتجاجات.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، نشرت رسالة مفتوحة من السجن كاشفة عن اعتداءات جنسية تعرضت لها معتقلات وأشارت إلى حالات اغتصاب نساء أثناء استجوابهن.

وقالت ياسمين رمزي "أثبتت النساء أنهن صوت التغيير والحرية والمساواة. أحد أسباب بقاء نرجس في السجن هو أن السلطات تخاف منها. تجعلهم يرتجفون".

ووصفت سبيده غوليان التي تقضي حكماً بالسجن لخمس سنوات بتهمة دعم إضراب في رسالة مروعة نشرتها "بي بي سي" باللغة الفارسية في يناير، أساليب يستخدمها من يتصدون للاستجوابات لانتزاع اعترافات قسرية وانتشار أصوات الصراخ في أنحاء السجن.

وقالت "اليوم، الأصوات التي نسمعها (...) في أنحاء إيران أعلى من صرخات غرف الاستجواب، إنه صوت الثورة، صوت الحقيقة امرأة، حياة، حرية"، في إشارة إلى شعار يردد خلال التظاهرات.

في سياق آخر، قال محامي وعائلة الفرنسي بنجامين بريار المحتجز في إيران منذ نهاية مايو (أيار) 2020 حيث حكم عليه بالسجن ثماني سنوات إنه "برئ من جميع التهم" بالاستئناف في 16 فبراير (شباط) لكنه ما زال مسجوناً.

وأوضح محاميه الفرنسي فيليب فالان أنه بعد الحكم بالبراءة، أمرت المحكمة في 17 فبراير "بالإفراج الفوري عنه"، لكن "الحرس الثوري لم يطلق سراحه ويبقيه في السجن"، علماً أن بريار مضرب عن الطعام منذ 28 يناير.