رفتن به محتوای اصلی

محاسبة النظام الإيراني!

احتجاجات ضد مقتل مهسا اميني
AvaToday caption
لا ينبغي لإدارة بايدن أن تفوت هذا الحادث أو غيره من الحوادث التي يكشف فيها النظام الإيراني عن استهانة لا مثيل لها بحياة الإيرانيات والإيرانيين
posted onSeptember 24, 2022
noدیدگاه

عمران سلمان

شخصيا لست مع تغيير الأنظمة السياسية في الشرق الأوسط بالقوة سواء عبر الانقلابات أو الثورات أو غيرها، لإيماني التام بأن المعارضين ليسوا بأفضل من الأنظمة التي يحاربونها إن لم يكونوا أسوء أو يماثلونها سوءا في العديد من الحالات.

فهم نتاج لنفس الثقافة ونفس القيم ونفس العقلية ولسوف يمارسون (وقد مارسوا فعلا في بعض الدول) نفس الأعمال التي لا نحبها جميعا، لذلك لا فائدة ترجى من استبدال شهاب الدين بأخيه، فكلاهما سيئ.

مع ذلك هناك أنظمة لا ينبغي أن تترك من دون عقاب وهي تمارس جرائمها ضد مواطنيها.

النظام الإيراني هو أحد هذه الأنظمة.

هل يمكن لأحد يعيش في هذا القرن أن يتصور وجود دولة تحتفظ بشرطة للأخلاق أو الآداب مهمتها مراقبة الناس ورصد سلوكياتهم وطريقة لبسهم وما شابه؟

وهذه الشرطة لها مطلق الصلاحية في اعتقال النساء، وإهانتهن واستجوابهن وتعذيبهن.

هذا على الأقل ما حدث مع الشابة الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) التي اعتقلت يوم الثلاثاء (13 سبتمبر 2022) وتوفيت يوم الجمعة بينما كانت في مركز احتجاز تابع لشرطة "الأخلاق" في طهران. أما التهمة فهي أنها لم تكن تضع حجابا ترضى عنه هذه السلطات!

وهذه الحادثة ليست فريدة من نوعها، الواقع أن هذه الشرطة التي يفترض أن اسمها وحده كافيا للشعور بالاشمئزاز، دأبت على التفنن في مطاردة النساء وقمعهن.

حسنا، كيف يمكن معاقبة النظام على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم؟

في البداية ينبغي القول بأن هذه ليست معركة سياسية بين جماعات تريد الوصول إلى السلطة في مواجهة جماعات أخرى تمسك بزمامها.

هذه ليست معركة بالأساس. هي مجرد تعبير لفتاة (أو فتيات) عادية تريد أن تلبس ما تشاء من الثياب وأن تضع على رأسها ما تشاء أيضا من اللباس.

هل يعقل أن تتدخل الدولة في هذا الأمر؟

 وهل يعقل أن تعتقل وتعذب أو تهان أو تدفع حياتها ثمنا لذلك؟

هذا لم يفعله حتى عملاء السافاك أيام نظام الشاه. ومع ذلك يفعله جلاوزة نظام الجمهورية الإسلامية وباسم الدين!

ولذلك لا ينبغي لإدارة بايدن أن تفوت هذا الحادث أو غيره من الحوادث التي يكشف فيها النظام الإيراني عن استهانة لا مثيل لها بحياة الإيرانيات والإيرانيين.

يتعين عليها أن تتخذ موقفا صارما ضد النظام الإيراني ومسؤوليه، بما في ذلك تشديد العقوبات ومساعدة أهالي الضحايا على رفع دعاوى ضد طهران في المحاكم الدولية.

ومن المهم أن يتم نبذ هذا النظام بصورة واضحة وصريحة ورفض التعامل معه.

لذلك من المفهوم أن تثار التساؤلات وأشكال التعبير عن القلق بشأن جدوى المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، خاصة وأنها قد تشتمل على تقديم مكافآت لهذا النظام سواء مالية أو عبر تأهيله وإعادته مجددا إلى المجتمع الدولي

في المقابل هناك من يجادل بأن الموقف الصارم من إيران قد يدفع متشدديها الى الرد وإلحاق المزيد من الأضرار بالمصالح الحيوية الأميركية في المنطقة.

والجواب هو أن الولايات المتحدة ليست عاجزة عن مواجهة النظام الإيراني، إذا أرادت ذلك، وهي وحلفائها قادرة على إصابته بالعطب.

وحتى إذا اقتضى الأمر اللجوء إلى الخيار العسكري فبإمكان الولايات المتحدة وإسرائيل أن تقصفا وتدمرا المواقع الإيرانية الحيوية وأن تقضيا على أية قدرات نووية أو تسلحية أخرى لدى طهران.

ورغم أنه ليس هناك في الوقت الراهن ما يشير إلى أن الأمور سوف تأخذ هذا المنحى، إلا أن من الواضح أن سياسة الجزرة مع النظام الإيراني قد فشلت في تحقيق أية نتيجة تذكر. على العكس من ذلك فهي شجعت المتشددين في هذا النظام على زيادة قمعهم للمواطنين الإيرانيين وتحدي المجتمع الدولي

لقد آن الأوان لتسمية الأشياء بأسمائها وتبني موقف واستراتيجية مضادة للأنظمة الإرهابية التي تنتمي إلى القرون الوسطى.

وليس مفهوما لماذا تضيع الولايات المتحدة جهدها ووقتها في محاولة تحمل أفعال المجنون بدلا من إدخاله إلى المصحة العقلية!

والنظام الإيراني ليس سوى ذلك المعتوه الذي يتحكم في شعب إيران وشعوب المنطقة ويدفع بها نحو الهلاك.

مرة أخرى ليس المطلوب هو إرسال جنود إلى إيران لتغيير النظام لمصلحة معارضة قد لا تختلف عنه في الثقافة والتفكير، ولكن إشعار هذا النظام بأن سلوكه وسياساته غير مقبولة ولا مكان لها في عالم اليوم، وأن تصرفاته تجاه مواطنيه الإيرانيين فاقت كل حد. وأن تهديداته لجيرانه ومعاداته للسامية وعزمه القضاء على إسرائيل تجعل منه خطرا محدقا تنبغي مواجهته بكل السبل والوسائل.