نُظّمت تظاهرة كوردية كبرى في لوزان شارك فيها نحو ستة آلاف شخص وفق مصادر شرطية وإعلامية، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية الأولى للمعاهدة التي أبرمت في هذه المدينة السويسرية ورسّمت حدود تركيا الحديثة، مندّدين بتداعياتها على الكورد.
ويجتمع أبناء الجالية الكوردية بانتظام في الذكرى السنوية للمعاهدة، في تظاهرات يشارك فيها المئات منهم، لكن هذه المرة كان العدد أكبر بكثير من المعتاد، وفق المصادر نفسها.
وانطلق المتظاهرون من جوار فندق "شاتو دوشي" الواقع على ضفاف بحيرة ليمان والذي استضاف المحادثات التي أفضت إلى المعاهدة.
وقد ساروا رافعين أعلامًا تحمل صور الزعيم الكوردي المسجون منذ العام 1999 عبدالله أوجلان، وصولا إلى قصر رومين في وسط المدينة حيث تم توقيع المعاهدة.
وقال خير الدين أوزتكين وهو عضو في المركز الثقافي الكوردستاني في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية "نريد الاستفادة من هذه المئوية لكي نظهر للعالم بأسره أن القضية الكوردية لا تزال بلا حل"، مندّداً بـ"تداعيات معاهدة لوزان" وعواقبها "المأسوية" التي ما زال الكورد يعانون منها.
والمعاهدة بحسب المركز الثقافي الكوردستاني "أقرت توزيع الشعب الكوردي على أربع دول هي تركيا والعراق وإيران وسوريا، وهي دول فاشلة ديموقراطيًا إلى حد كبير".
في تركيا تخلّت القوى الكبرى عن الكورد "لدولة تركية قومية وعنصرية، ما أدى إلى قرن من المجازر وعمليات التهجير القسري وسياسات القمع والاستيعاب"، بحسب المركز الثقافي الكوردستاني.
انعقد مؤتمر لوزان في تشرين الثاني/نوفمبر 1922 لإعادة التفاوض على معاهدة سيفر المبرمة في العام 1920 بين الحلفاء والإمبراطورية العثمانية والتي رفضها الزعيم الاستقلالي التركي مصطفى كمال أتاتورك الذي أصبح لاحقا مؤسس تركيا الحديثة.
وتولّت الدبلوماسية البريطانية تنسيق المؤتمر الذي ضم خصوصًا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا.
ومن بين التداعيات التي نجمت عن المعاهدة تبادل قسري للسكان بين تركيا واليونان. وألحق شرق الأناضول بتركيا الحالية مقابل تخلي الأتراك عن المطالبة بمساحات في سوريا والعراق كانت ضمن أراضي الإمبراطورية العثمانية.
وترك الأرمن والكورد على الهامش وتم تجاهل طموحاتهم المتعلقة بإنشاء كيان لهم.