Ana içeriğe atla

صفقة أسدي تزيد الطين بلة للنظام الايراني

أسدالله أسدي
AvaToday caption
إعادة أسدي الى إيران ليست بإمکانها من أن تبيض وجه النظام ومن أن تغطي على ماهيته الارهابية بل وعلى العکس من ذلك، إنها تفضحه وتعريه أکثر مما يمکن أن يتصور
posted onJune 2, 2023
noyorum

موسى أفشار

مظاهر الفرح الزائف والانتصار الخيالي التي حرص النظام الايراني على القيام بها مع إطلاق سراح الدبلوماسي الارهابي أسدي، لا يبدو إنها قد لفتت أنظار الشعب الايراني أو أثارت إهتمامه، ذلك إن الشعب الايراني الرافض والکاره للنظام الايراني، يعلم جيدا من هو أسدي وماذا کانت المهمة التي تم تکليفه بها، وقد کان واضحا إن النظام قد فشل فشلا ذريعا في تسويقه کبطل وطني، تماما کفشل خامنئي في تسويق رئيسي کرئيس نموذجي يبشر بالخير والبرکة.

صفقة أسدي المخزية، قد لفتت الانظار العالمية أکثر فأکثر الى النظام الايراني بإعتباره نظام يعتمد الارهاب والاساليب الارهابية الملتوية في إبتزاز دول العالم، وحتى إن الحکومة البلجيکية ومع کل تلك التبريرات التي سعت إليها لکنها لم تتمکن من إقناع العالم بأنه لم يتم إبتزازها من قبل النظام الايراني وجعلها تنصاع له رغم معرفتها بأن عامل الاغاثة البلجيکي برئ من التهمة التي نسبها إليه هذا النظام ومن إنه قد تم إستخدامه کوسيلة ضغط لإطلاق سراح الارهابي أسدي.

تصور البعض بأن النظام الايراني قد حقق الانتصار في فرض هذه الصفقة المخزية والمشبوهة جملة وتفصيلا، هو تصور خاطئ والحقيقة يمکن وصفه بأنه إنتصار بطعم الهزيمة، ذلك إن النظام وبعد أن تم فضحه على رٶوس الاشهاد وإنکشفت ماهيته الارهابية للعالم، فإن إعادة أسدي الى إيران ليست بإمکانها من أن تبيض وجه النظام ومن أن تغطي على ماهيته الارهابية بل وعلى العکس من ذلك، إنها تفضحه وتعريه أکثر مما يمکن أن يتصور، إذ ستبقى هذه الصفقة المشينة کأول عملية إبتزاز واضحة المعالم تقوم بها دولة ضد دولة أخرى، وسيبقى التأريخ يذکر النظام الايراني باللعنات لقيامه بذلك.

التمعن في هذه الصفقة والبحث في جوانبها المختلفة، تقود الى ثمة حقيقة بالغة الاهمية لا يمکن أبدا تجاهلها أو التغاضي عنها، وهي إنها کانت غير قانونية شکلا ومضمونا ولاسيما عندما إعتبر النظام الايراني نفسه من إنه قد ضحك على ذقن القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان بإعتقاله عامل إغاثة بلجيکي برئ وتلفيق تهمة کاذبة بحقه وإجراء محاکمة أقل ما يقال عنها إنها کانت مهزلة ومسرحية بائسة، مع ملاحظة إنها ليست المرة الاولى التي يقوم بها النظام بهکذا لعبة ومسرحية مکشوفة وقطعا لن تکون الاخيرة من نوعها، لکن هذه المرة تحديدا فإن النظام الايراني قد قام من حيث لا يدري بتسليط الاضواء على نفسه وجعله يبدو على حقيقته الرعناء أمام العالم کله.

إن إطلاق سراح أسدالله أسدي، الذي نظم وقاد أكبر عمل إجرامي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، فدية مخزية للإرهاب واحتجاز الرهائن، في انتهاك واضح لأمر المحكمة. وهذا يجعل النظام الإيراني تواصل جرائمها في القمع الداخلي والإرهاب الإقليمي والدولي.

ولكن هذه الصفقة لم تحقق أي من النتائج والاهداف التي کان النظام يسعى إليها، سوى إنها کانت طعنة غادرة في ظهر القانون الدولي وقيم ومبادئ حقوق الانسان والحضارة الانسانية، وإنها وبعد أن تهدأ الضجة المفتعلة بشأنها، فإنها ستعود بالضرر على النظام وستزيد الطين بلة عليه!