Ana içeriğe atla

الحرس الثوري مستمر بتجنيد الأفغان لحربه في سوريا

قتلى من قوات فاطميون
AvaToday caption
أن المتطوعين الأفغان بعد التحاقهم بـ«فاطميون» يخضعون لفترة تدريب أوَّليّ بين أسبوعين وأربعة أسابيع
posted onNovember 26, 2018
noyorum

جاء في دراسة نشرتها مؤخَّرًا «مؤسَّسة دراسات الشرق الأوسط» في واشنطن، أن الحرس الثوري الإيرانيّ ما زال يجند الأفغان على الرغم من قلق الحكومة الأفغانية من توسيع عملية التجنيد التي تنفّذها فرقة «فاطميون»، إذ أكَّدت هذه الحكومة قبل ذلك «عدم استغلال مشاعر وعوَز» المهاجرين الأفغان في دول الجوار، مطالبة ضمنيًّا بانحلال لواء «فاطميون».

وقد ناقشت مؤسَّسة الدراسات الاستراتيجية في أفغانستان يوم الخميس ١٥ نوفمبر هذه الدراسة التي أعدَّها طوبياس شنايدر تحت عنوان «لواء فاطميون.. المحاربون الأفغان في الحرب الأهلية السورية»، ونشرت مؤسَّسة الشرق الأوسط صاحبة الـ٧٠ عامًا من التجربة والتي تبحث في مجال القضايا اليومية للشرق الأوسط، نسخة من هذه الدراسة التي تتطرق إلى منشأ وتطوُّر لواء «فاطميون» ودوره في الحرب الأهلية في سوريا، كما تطرقت الدراسة إلى تأثير الحرب على قوميَّة الهزارة والشيعة الأفغان في إيران و«الصراع العابر للحدود في أفغانستان».

ومن النقاط الأساسية التي تثيرها الدراسة الإشارة إلى كيفية تشكيل لواء «فاطميون» من عدد من المواطنين الهزارة والشيعة الأفغان القاطنين في إيران منذ الحرب الإيرانيَّة العراقية، والحروب الأهلية في أفغانستان، حتى أصبح مؤخَّرًا جزءًا من قوات الحرس الثوري المشاركة في حروب سوريا والعراق.

عناصر من لواء فاطميون

البداية

تَشكَّل لواء «فاطميون» في عام ٢٠١٥ نتيجة لإدماج لواء «أبي ذر» المشارك في الحرب الإيرانيَّة-العراقية وقوات المجاهدين الأفغان، وذلك تحت إشراف الحرس الثوري الإيرانيّ.

ويشير التقرير إلى مقال لصحيفة «كيهان» الإيرانيَّة بشأن كيفية تشكيل لواء «فاطميون»، إذ نسبت «كيهان» منشأ هذا الفصيل إلى «فريق صغير ومتأرجح من المتطوعين» وصفتهم بــــ« فيلق محمد»، وقاتل هذا الفيلق خلال الحرب الإيرانيَّة-العراقية وعاد في ما بعد، في حقبة التسعينيات إلى أفغانستان من أجل القتال ضدّ طالبان، لكنه -وَفْقًا لتقرير كيهان- اضطُرّ إلى أن يحلّ نفسه.

وجاء في تقرير مركز دراسات الشرق الأوسط نقلًا عن صحيفة «كيهان» أن انحلال هذا الفصيل الأفغاني يعود إلى الخشية من أن تطاردهم الحكومة الجديدة في أفغانستان وداعمو الائتلاف تحت قيادة أمريكا، وقد تَجمَّع هؤلاء المحاربون لاحقًا في مدينة مشهد الإيرانيَّة، وأُوفِدُوا تحت قيادة علي رضا توسلي إلى سوريا «للدفاع عن ضريح السيدة زينب» في دمشق.

وجاء في تقرير مركز دراسات الشرق الأوسط نقلًا عن محمد حسن الحسيني، -أحد قادة «فاطميون» الذي لقي حتفه في ما بعد- أن «عدد أفراد لواء فاطميون يصل إلى 12-14 ألف مقاتل».

ويعتقد أحمد شجاع رئيس تحرير مجلة «نظرة إلى السياسة العامَّة لجورج تاون»، أن دوافع الأفغان إلى المشاركة في حرب سوريا آيديولوجية-مالية مشفوعة بالمغامرة، لكن القضية المالية مطروحة دومًا، ويرى شجاع أن النقاش حول «فاطميون» هُوّل في الإعلام، لأن المعلومات حول هذه المجموعة شحيحة، ويجب أخذ هذه المسألة بعين الاعتبار في الظروف الحساسة الراهنة في أفغانستان. ووصف أحمد شجاع عدم تمديد إقامة المهاجرين الأفغان في إيران، بخاصَّة أعضاء لواء «فاطميون»، بأنه أداة ضغط بيد الحكومة الإيرانيَّة لتضع المهاجرين الأفغان في حالة ضعف أمام مطالبها. ويؤكّد شجاع إعادة إدماج أعضاء لواء «فاطميون» في المجتمع الأفغاني، ويعتقد أنه دون ذلك فإنهم بسبب الفقر سيعودون إلى هذا الفصيل.

ويشير آرين شريفي، الباحث والرئيس السابق لقسم تقييم التهديدات في مكتب مجلس الأمن القومي في أفغانستان، إلى مشاركة ١٤-٢١ ألف أفغاني في حروب سوريا والعراق واليمن خلال ٢٠١٧، واصفًا الأمر بالتهديد الإنساني الكبير لحَمَلة الجنسية الأفغانية، ويرى أن المهاجرين الأفغان في إيران هم الأكثر عرضة لهذه التهديدات من هذا المنطلق، فيما يقول السيد شريفي إن عودة أعضاء لواء «فاطميون» إلى أفغانستان يمكن أن تؤدِّي إلى مشاركتهم في النزاعات الداخلية في أفغانستان لأنهم جنود مُؤدلَجون.

قتلى من عناصر لواء فاطمون في سوريا

الفاطميون.. الناجون والهاربون

في دراسة مؤسَّسة دراسات الشرق الأوسط إشارات إلى مقابلات مع أشخاص وُصِفُوا بـ«الفاطميون الناجون والهاربون»، ويرسم الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان الذين قابلوا هؤلاء صورة سيئة لعملية التجنيد، وكذلك الحياة والخدمة في فرقة فاطميون «التطوعية في الظاهر»، فالراتب الشهري لا يتعدى ٤٥٠-٨٠٠ دولار، يدفعها لهم مَن وظّفوهم، فضلًا عن أن اقتراح الخدمة في لواء «فاطميون» في سوريا يُقَدَّم للسجناء والمرحَّلين بسبب عدم امتلاكهم الوثائق الخاصَّة بالإقامة في إيران.

ويشير التقرير إلى مقابلة لوكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري مع محمد علي فلكي، من القادة الإيرانيّين للواء «فاطميون»، التي قال فلكي فيها: «نحن في إيران ننظر إليهم [الأفغان] كمجرمين ومهرِّبي مخدِّرات ومزعجين، أو عمال بناء، وقد أثبتت تضحياتهم لنا أن ٢.٥ مليون أفغاني يقيمون في إيران، ويجب أن ننظر إليهم بإيجابية».

وورد في هذا التقرير تحت عنوان «التدريب والتجهيز» أن المتطوعين الأفغان بعد التحاقهم بـ«فاطميون» يخضعون لفترة تدريب أوَّليّ بين أسبوعين وأربعة أسابيع، وتُدير كوادر تابعة لقوات الحرس الثوري وتنفِّذ ذلك في ٩ معسكرات على أقلِّ تقدير.

ووَفْقًا لهذا التقرير فإن أعضاء لواء «فاطميون» الذين عادوا من حرب سوريا أكَّدوا أن الخسائر الكبيرة التي تَكبَّدَتها هذه القوات كانت بسبب عدم الاستعداد النفسي والتكتيكي لأعضائها، فضلًا عن الدّفع بهم إلى خطوط المواجهة الخطيرة جدًّا في القتال مع تنظيم ما يُسَمَّى «الدولة الإسلامية» (داعش)، كما أشار تقرير مؤسَّسة الشرق الأوسط إلى العدد الهائل من ضحايا «فاطميون» خلال عامَي ٢٠١٦ و٢٠١٧، إذ سقط خلال عامين من الحرب ضدّ المتمردين في حلب، وضدّ داعش في المناطق الشرقية لسوريا، ما معدَّله ٤٥ شخصًا شهريًّا.

وجاء في التقرير نقلًا عن مراسلة «واشنطن بوست» باميلا كونستابل، أنها التقت في يوليو 2018 عددًا من العائدين من سوريا، وهم يسعون ليستعيدوا حياتهم العادية في أفغانستان، لكن البعض الآخر منهم لأسباب اقتصادية يسجِّلون مرارًا وتكرارًا في فرقة «فاطميون» من أجل الذهاب إلى سوريا.