Skip to main content

واشنطن تتوجس من هجوم إيراني انتقامي

أميركا جاهزة لكل حدث
AvaToday caption
أي عمل عسكري ضد إيران ووكلائها في العراق يحتاج إلى موافقة الكونغرس الأميركي ويحتاج إلى مبرر قوي يقنع أعضاءه بوجود خطر كبير وجدّي ويستوجب أيضا التحقق من مدى خطورته
posted onDecember 24, 2020
nocomment

قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن كبار مسؤولي الأمن القومي اجتمعوا بالبيت الأبيض اليوم الأربعاء واتفقوا على عدة خيارات لردع أي هجوم يستهدف العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين في العراق.

والمسؤولون هم القائم بأعمال وزير الدفاع كريس ميلر ووزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين وقد اتفقوا على "مجموعة متنوعة من الخيارات" ستطرح على الرئيس دونالد ترامب قريبا.

وعُقد هذا الاجتماع على أعلى مستوى وبعيد تعرض مجمع السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين بوسط بغداد، إلى هجوم بثمانية صواريخ في أحدث هجمات تعتقد واشنطن أن ميليشيات عراقية موالية لإيران هي من نفذها.

ولم يوضح المسؤول الأميركي طبيعة الخيارات التي تمت مناقشتها لعرضها على ترامب الذي يستعد لمغادرة البيت الأبيض قريبا، لكن سبق أن دارت أحاديث في كواليس البيت الأبيض ووزارة الدفاع (البنتاغون) عن عمل عسكري محدود وانتقائي.

لكن أي عمل عسكري ضد إيران ووكلائها في العراق يحتاج إلى موافقة الكونغرس الأميركي ويحتاج إلى مبرر قوي يقنع أعضاءه بوجود خطر كبير وجدّي ويستوجب أيضا التحقق من مدى خطورته.

لكن للرئيس الأميركي المنتهية ولايته سابقتين في تجاوز الكونغرس: الأولى تعلقت بعملية تصفية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي الذي يضم معظم الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لإيران.

وقد أثارت تلك العملية جدلا واسعا في الولايات المتحدة وسجالات حادة بين ترامب والديمقراطيين وبعضا من معسكره الجمهوري. وتعلق الجدل حينها بتجاوزه الكونغرس وبمخاوف من هجمات انتقامية تشنها إيران ووكلاؤها على المصالح والقوات الأميركية المنتشرة في المنطقة ومن ضمنها العراق.

أما الأمر الثاني فيتعلق بتراجع ترامب في اللحظات الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية لإيران. وأقرّ بأن الجيش الأميركي أوشك في يونيو/حزيران من العام الماضي على تنفيذ ضربات عسكرية على طهران ردا على إسقاطها طائرة استطلاع أميركية مسيرة، لكنه تراجع عن القرار تجنبا لوقوع خسائر في الأرواح تقدر بنحو 150 شخصا.

وتسود مخاوف من أن يتخذ ترامب قرارا بمهاجمة إيران قبل مغادرته تسليم السلطة في 20 يناير/كانون الثاني مع أن هذا الأمر لا يبدو عمليا من حيث أن أي قرار من هذا النوع يحتاج إلى وقت وإلى موافقة من الكونغرس، لكن السيناريو الأرجح الذي قد يقدم عليه هو عملية جراحية تستهدف ميليشيات عراقية موالية لإيران وقد سبق أن قصفت طائرات أميركية مسيرة معسكرات لميليشيا حزب الله العراقي في أكثر من مناسبة تسببت إحداها في مقتل 25 من مسلحيها.

وتتوجس الولايات المتحدة من ردّ إيراني انتقامي في الذكرى الأولى لتصفية سليماني والمهندس والتي تصادف الثالث من يناير/كانون الثاني 2021.

والخيارات الأخرى المطروحة وهي الأقرب أن تلجأ واشنطن لفرض المزيد من العقوبات على وكلاء إيران وأذرعها السياسية في العراق.

ويأتي الاجتماع الأمني والعسكري الأميركي بعد يومين من نشر غواصة نووية أميركية في مضيق هرمز في عرض جديد للقوة حيال إيران مع اقتراب الذكرى الأولى لتصفية سليماني، في تطور جاء وسط تصاعد التوتر مع طهران وعلى إثر تعرض مجمع السفارة الأميركية بوسط بغداد لهجوم صاروخي.

ولا يبدو الأمر مجرد استعراض للقوة بقدر ما هو رسالة تحذير موجهة لإيران ووكلائها في المنطقة.

وأعلنت البحرية الأميركية الاثنين أن غواصة الصواريخ الموجهة 'يو إس إس جورجيا تي' التي تعمل بالطاقة النووية عبرت مضيق هرمز ودخلت الخليج العربي، مضيفة أن طرادات لصواريخ موجهة أبحرت أيضا مع الغواصة.