بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

لماذا يكمّم مشجعو الرياضة أفواههم؟

مشجعو الرياضة
AvaToday caption
تتضمن هذه الاستجابات تغيرات في الأحاسيس الجسدية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، والعمليات العقلية مثل الأفكار والمشاعر والتعبيرات والسلوكيات ذات الصلة
posted onJuly 30, 2021
noبۆچوون

تعد ركلات الترجيح في كرة القدم أحد أكثر الأحداث الدرامية التي لا يمكن التنبؤ بها في الرياضة؛ إذ تنتج لحظات من النشوة المطلقة واليأس العميق في اللاعبين والمديرين.

ومثلما حصل على مدرجات بطولة أوروبا 2020 وغيرها من البطولات، غالباً ما يغطي المشجعون وجوههم ويحبسون أنفاسهم عندما ينفذ اللاعبون ركلات الترجيح الواحد تلو الآخر.

سبب هذه الحركة كانت مثار اهتمام بعض الباحثين، الذين أكدوا وجود أسباب نفسية وراء المشاعر القوية التي يمر بها الجمهور، وخلف تعابير الوجه والجسم العصبية.

على الرغم من أن منفذ ركلة الجزاء نفسه يستحضر في تلك اللحظة مشاعر الكفاءة والسيطرة وسنوات الخبرة لتقليل القلق والتوتر، إلا أن المعجبين لا يملكون أي سيطرة على الأحداث.

فالمشجعون لا يملكون أي تأثير سوى الهتاف لتشجيع فريقهم والسخرية لإبعاد الخصم، في بعض الأحيان يقوم المشجعون بتغطية وجوههم كوسيلة للتأقلم ولحجب ما يحدث جزئياً على الملعب.

عامل آخر يفرض نفسه على المشجع هو تأثير من يوجد حوله؛ بمعنى آخر، عندما نشاهد حشداً من الناس، فإننا نلتقط مشاعرهم من خلال تعابير وجوههم وحركاتهم الجسدية والصراخ وغيرها من ردات الفعل التي يجهرون ويصرخون بها.

ويرجع ذلك إلى وجود "الخلايا العصبية المرآتية" في أدمغة البشر، والتي تشتعل عندما نلاحظ سلوك الآخرين، ثم نقوم بتقليد ومزامنة مشاعرنا مع عواطفهم لا شعورياً، حسب ما نشره موقع The Conversation.

ومنذ اللحظة التي يطلق فيها الحكم صافرته للإشارة إلى أن نتيجة المباراة سيتم تحديدها في ركلات الترجيح، وحتى مشاهدة منفذ ركلة الجزاء وهو يسير لمسافة طويلة من خط المنتصف إلى منطقة الجزاء، يشعر المشجعون بمشاعر اللاعبين.

تُظهر الصور التي تتناقلها وكالات الأنباء العالمية هذه الاستجابة لعوامل الضغط المحفورة بشكل واضح على وجه المشجع أثناء سعيه للتعامل مع الدراما التي تتكشف على أرض الملعب لحظة بعد لحظة.

والعواطف نمط من الاستجابات الفسيولوجية والنفسية للمواقف ذات المغزى، مثل نتيجة مباراة كرة القدم.

تتضمن هذه الاستجابات تغيرات في الأحاسيس الجسدية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب، والعمليات العقلية مثل الأفكار والمشاعر والتعبيرات والسلوكيات ذات الصلة.

وكبشر، لدينا حاجة أساسية للانتماء والشعور بالارتباط بالآخرين، كما ظهر في بحث أجراه روي بوميستر ومارك ليري.

يمكن أن توفر العضوية في مجموعة، مثل أن تكون مشجعاً لفريق رياضي معين، هوية اجتماعية قوية.

وفي سياق الرياضة، يشير هذا الانتماء إلى المدى الذي يشعر فيه الفرد بالارتباط النفسي مع الفريق، وينظر إلى الفريق على أنه امتداد لنفسه.

بل يشعر المشجعون بنفس الشوط الذي يشعر به اللاعب على أرض الملعب.

عادةً ما يعبر معجبو الفرق غير الناجحة عن مستويات أعلى من المشاعر السلبية ومستويات أقل من المشاعر الإيجابية مقارنة بمشجعي الفرق الفائزة.

بل تؤثر نتائج المباريات على الصحة العامة ككل، وهو ما حصل في كأس العالم العام 1998 في فرنسا، حيث سجلت السلطات الصحية انخفاض الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية بعد فوزها بكأس العالم ذلك العام.

في المقابل، توصلت دراسة إلى أن مشجعي كرة القدم المخلصين يعانون من مستويات شديدة من الإجهاد البدني أثناء مشاهدة فريقهم؛ إذ يعرضون أنفسهم لخطر الإصابة بنوبة قلبية.

واختبرت دراسة، أجرتها جامعة أكسفورد البريطانية، لعاب المشجعين البرازيليين خلال خسارتهم التاريخية أمام ألمانيا في كأس العالم 2014.

ووجد الباحثون ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول بشكل كبير خلال الهزيمة 7-1 في نصف النهائي، حسب ما نشره موقع BBC.

تأثير هكذا خسارة يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وإجهاد القلب.

من الجدير ذكره أن الباحثين لم يجدوا أي فرق في مستويات التوتر بين الرجال والنساء أثناء المباراة، على الرغم من التصورات المسبقة بأن الرجال أكثر "ارتباطاً برياضة كرة القدم الخاصة بهم".