بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

تقرير: خارطة الوجود الإيراني في سوريا

سوريا
AvaToday caption
أن القوات الموالية لإيران تنشط كذلك بشكل بارز في دمشق وريفها وتحت مسميات مختلفة في محافظة درعا والقُنيطرة مع ما يسمى "المقاومة السورية لتحرير الجولان"
posted onMarch 24, 2023
noبۆچوون

تنتشر في سوريا، عشرات الميليشيات التابعة لإيران، حيث تسعى الأخيرة لدعم سيطرة قوات النظام برئاسة بشار الأسد، ضد القوات الموالية للمعارضة، على اختلافها.

وكثيرا ما استهدفت إسرائيل مواقع لميليشيات تابعة لطهران -ولو أنها لم تعترف بذلك رسميا- كما تستهدف القوات الأميركية من فترة لأخرى مواقع لتنظيمات مسلحة تابعة لإيران، إثر هجمات تتعرض لها قواتها على الأرض.

وليل الخميس الجمعة، نفذ الجيش الأميركي ضربات جوية "دقيقة" في شرق سوريا، قتل على إثرها 14 مسلحا مواليا لإيران، وكان ذلك ردا على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وجرح ستة آخرين.

وأعلن البنتاغون أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتبر الطائرة بدون طيار "إيرانية المنشأ" في إشارة لسبب استهداف القوات الأميركية للمليشيات الإيرانية.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الرئيس، جو بايدن، أذن "لقوات القيادة المركزية الأميركية بشن ضربات جوية دقيقة في شرق سوريا ضد منشآت تستخدمها مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".

جندت القوات الموالية لإيران، عشرات الآلاف من السوريين

المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال في الصدد إن الضربات الأميركية، طالت مواقع عدّة شرقي البلاد، أبرزها مستودع أسلحة لمجموعات موالية لإيران داخل مدينة دير الزور، ما أدى إلى تدميره بالكامل ومقتل ستة من عناصرها.

كذلك، استهدف القصف مواقع في بادية مدينة الميادين وريف البوكمال، ما أدى إلى مقتل خمسة مسلحين موالين لطهران، في حصيلة قال مدير المركز السوري لحقوق الإنسان إنها ارتفعت، الجمعة.

وتتقاسم السيطرة على محافظة دير الزور في شرق سوريا، فصائل موالية لطهران من جنسيات متعددة من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، من جهة ثانية.

مناطق انتشار واسعة

في نظر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن فإن القوات الإيرانية تننتشر بشكل كبير جدا في سوريا، ضمن ميليشيات سورية وغير سورية.

وقال عبد الرحمن، في حديث لقناة الحرة الأميركية، إنه "خلال الأعوام الأخيرة جندت القوات الموالية لإيران، عشرات الآلاف من السوريين" انطلاقا من منطقة البوكمال، في دير الزور على الحدود السورية العراقية مرورا بالميادين وريف الرقة وحلب الشرقية، إضافة إلى شمال حلب ولا سيما في الزهراء، وحتى جنوبها مرورا بطريق خناصر، وإسرية، وريف السلمية، وريف حمص الشرقي.

إلى ذلك، يقدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود نحو 15 ألف مقاتل من المجموعات العراقية والأفغانية والباكستانية الموالية لإيران في دير الزور وحدها، وتحديدا المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال الحدودية مع العراق ودير الزور مرورا بالميادين.

وبالإضافة إلى المناطق سالفة الذكر، لفت عبد الرحمن، إلى أن بعض المسلحين الموالين لإيران ينشطون كذلك قرب الحدود مع لبنان، وخص بالذكر حزب الله اللبناني الذي قال إنه "يسيطر سيطرة كاملة على تلك المناطق".

قتل 16 من عناصر الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات سورية وغير سورية

وتعدّ المناطق الحدودية طريقا مهما للكتائب العراقية ولحزب الله اللبناني كما المجموعات الأخرى الموالية لإيران، لنقل الأسلحة والمقاتلين.

وتستخدم أيضا لنقل البضائع على أنواعها بين العراق وسوريا.

وغالبا ما يتم استهدافها بغارات يتبنى التحالف عددا منها ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.

وينشر حزب الله الذي يقاتل إلى جانب النظام السوري، عددا من مقاتليه، بشكل علني منذ 2013، خصوصا في منطقة دير الزور.

وقد خفض عدد قواته في سوريا خلال العامين الماضيين مع تراجع حدة المعارك واستعادة قوات النظام السيطرة على حوالى ثلثي مساحة البلاد.

مسميات مختلفة

كشف مدير المرصد الذي يملك عشرات المراقبين النشطين ميدانيا، أن القوات الموالية لإيران تنشط كذلك بشكل بارز في دمشق وريفها وتحت مسميات مختلفة في محافظة درعا والقُنيطرة مع ما يسمى  "المقاومة السورية لتحرير الجولان".

ومضى عبد الرحمن، يقول، إن المجموعات التي ذكرها سالفا تنشط أساسا في/ وحول المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، أما المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المعارضة، فتعرف بدورها تواجدا لافتا لميليشيات تأتمر بأمر طهران، لكن تحت مسميات مغايرة.

وقال :"في مناطق سيطرة قسد، اكتشفنا أن حزب الله يجند مزيدا من السوريين، حيث يجري تدريبهم، ولا سيما أولئك الذين يقطنون شرق الفرات".

وتابع "هؤلاء الذين يتم تجنيدهم شرقي الفرات ينضمون لما يسمى المقاومة السورية لتحرير سوريا من الاحتلال الأميركي" ثم أضاف "هم ينشطون في ضفاف الفرات الشرقية" مشيرا إلى أن الاستهدافات الأخيرة في المنطقة والتي طالت القوات الأميركية، نفذها موالون لإيران وليس عناصر من تنظيم "داعش" كما سبق وأن تم الإعلان عنه.

ذات المتحدث،  لفت إلى أن حصيلة الضربات الأميركية الأخيرة، ارتفعت وفق مصادره، إلى 14، منهم تسعة يحملون الجنسية السورية وهم موالون لإيران.

واستهدفت الضربات الأميركية وفق ما قال عبد الرحمن في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية "مستودع أسلحة في مدينة دير الزور ومواقع في بادية الميادين وريف البوكمال" اللتين تعدان منطقة نفوذ إيرانية في شرق سوريا.

وفي آخر حصيلة شهرية وثقها المرصد السوري، قتل 16 من عناصر الميليشيات التابعة لإيران من جنسيات سورية وغير سورية خلال الشهر الثاني من العام 2023.

وجاء في بيان مفصل "قتلوا جميعا باستهدافات متفرقة جوية وبرية" منهم 13 من جنسيات سورية وغير سورية باستهدافات إسرائيلية، و اثنان على يد تنظيم "داعش" في بادية دير الزور، وواحد من العاملين لصالح حزب الله اللبناني بحادثة فلتان أمني في درعا.

إعادة تموضع

قال المرصد في تقرير سابق له إن الميليشيات التابعة لإيران في سوريا شهدت عدة تموضعات تبعا لتغير الأهداف والتضييق الذي تمارسه عليها قوات التحالف الدولي.

وغادرت مجموعة عناصر يتبعون لمليشيا حزب الله اللبناني من مقر التنمية الريفية في حي هرابش بمدينة دير الزور، مطلع فبراير، واتجهت نحو اللواء 137 الكائن في جنوبي المدينة.

وفي الخامس من ذات الشهر، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن ميليشيا لواء "فاطميون" الأفغاني، الموالية لإيران أخلت أحد مقراتها العسكرية داخل المربع الأمني في مدينة في ريف دير الزور الشرقي، وسلمته بشكل كامل لعناصر حزب الله اللبناني.

كما كشفت المصادر، عن إخلاء الميليشيات الموالية لإيران لسجن في مدينة الميادين عقب استهدافات البوكمال، حيث جرى نقل المعتقلين من السجن لجهة مجهولة.

إلى ذلك، غادرت مجموعات من حزب الله اللبناني، عدة نقاط في ريف دير الزور، ولا سيما التي كانت تتمركز في كل من الميادين ومحكان والقريّا بريف دير الزور.

ومنتصف فبراير، أخلت الميليشيات التابعة لإيران، مقراتها شرقي دير الزور، "لأسباب مجهول" يقول المرصد، بالإضافة لإفراغ مقراتها في منطقة عين علي بأطراف الميادين.

وبدأت عمليات الإفراغ عقب الزلزال العنيف الذي ضرب الأراضي السورية فجر الاثنين 6 فبراير.