بازبدە بۆ ناوەڕۆکی سەرەکی

ألزهايمر قنبلة موقوتة تهدد الصين

ألزهايمر
AvaToday caption
يُعدّ مرض ألزهايمر الذي خُصّص يوم عالمي للتوعية به في 21 سبتمبر (أيلول)، نوع الخرف الأكثر شيوعاً في العالم، من دون أن يكون له أي علاج يسمح بالشفاء منه أو اتقاء الإصابة
posted onSeptember 20, 2021
noبۆچوون

مع عشرة ملايين مريض وأقل من 200 سرير متوفّر لهم في المراكز المتخصصة، تسجّل الصين ربع حالات ألزهايمر المشخّصة في العالم، رازحةً تحت وطأة مرض ينتشر بوتيرة سريعة في أوساط سكان يتقدّمون في السن.

ويؤكّد واي شوتشاو، طبيب الأمراض العصبية في الجامعة الطبية في غوانغدونغ جنوب البلاد، أن "ما من مشكلة أخرى في مجال الصحة العامة تشكّل تهديداً بهذه الخطورة في الصين".

وفي ظل الازدياد السريع لأعداد المسنين في البلد، من المرتقب أن يرتفع عدد مرضى ألزهايمر أربع مرات ليصل إلى 40 مليوناً بحلول عام 2050، بحسب دراسة صادرة عن كلية لندن للنظافة الصحية والطب المداري.

ويقدر التقرير أن تصل تكلفة تبعات المرض على الاقتصاد الصيني إلى ألف مليار دولار في السنة، بين التكاليف الطبية وفقدان الإنتاجية.

ويقول طبيب الأمراض العصبية، "إنه المرض الذي يشهد أسرع نموّ في الصين ونحن لسنا مجهزين كما ينبغي لمواجهته".

وعلى سبيل المقارنة، تضم الولايات المتحدة 6.2 مليون مريض يتوفّر لهم 73 ألف سرير في مراكز الرعاية الصحية المتخصصة.

ويزداد الوضع تعقيداً في الصين في ظل التشخيص الذي غالباً ما يأتي متأخراً للمرض، كما هي مثلاً حال الموسيقي السابق تشين شاوهوا البالغ 68 سنة. فحين بدأ يضيّع مفاتيحه أو محفظته، نسب أقرباؤه أفعاله إلى طيشه.

وتقرّ ابنته تشين يوانيوان، "لم يخطر على بالنا يوماً أن يكون ذلك مرض ألزهايمر لأن ما من حالات في عائلتنا ولأنه لم يكن متقدّماً كثيراً في السنّ".

وفي ظل عدم تشخيص الحالات في وقت مبكر، يبقى المرض سنوات طويلة من دون علاج أو متابعة، بحسب ما يصرح هي ياو من المركز الوطني للأبحاث السريرية في أمراض الشيخوخة.

ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية، "إنه لأمر مؤسف بالفعل لأن التدخّل المبكر يتيح احتواء تقدّم المرض".

وللنزوح الريفي دور أيضاً في هذا السياق، فملايين الأشخاص الكبار في السنّ المعرضين لخطر الإصابة يجدون أنفسهم وحيدين في الريف من دون أحد من أولادهم للعناية بهم.

وقد ضلّ الموسيقي تشين شاوهوا طريقه مرّة أولى طوال يومين تقريباً. وعثرت عليه الشرطة وهو يحاول اقتحام منزل آخر.

وتوضح ابنته، "كان المكان يشبه ذاك الذي كنا نعيش فيه في السابق. وكان والدي ضالاً وقد نسي أننا أصبحنا نعيش في بكين".

وأعلنت الحكومة العام الماضي عن خطة عمل في مجال الصحة لعام 2030 تنوي من خلالها تعميم تشخيص المرض على مستوى الأحياء السكنية. لكن البرنامج لا يتضمّن أي معلومات عن إنشاء مراكز صحية متخصّصة أو توفير تدريب خاص للأطباء.

ويقول الطبيب واي متأسفاً، "لم يتدرّب الأطباء في المناطق الريفية على كيفية تشخيص المرض في مراحل مبكرة". ويردف، "حتى في بكين، ليس هناك سوى دار واحدة للرعاية بالمسنّين فيها طاقم متخصص".

يشكّل ألزهايمر وغيره من أمراض الخرف إحدى أكبر المشاكل المعاصرة في مجال الصحة العامة

وبسبب قلّة المراكز المتوافرة، يضطر تشين يونبنغ ابن الموسيقي، إلى اصطحاب والده معه إلى موقع عمله في مستودع لشركة لوجستية.

وعندما ضلّ الوالد طريقه للمرة الأولى، اتصلت العائلة بجمعية من المتطوعين يساعدون في البحث عن الأشخاص المفقودين.

وتجمّع أكثر من 10 أشخاص في الموقع حيث شوهد تشين للمرة الأخيرة. وساعد البعض منهم عناصر الشرطة على الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة في الشوارع الممتدة على ساعات عدة.

ألزهايمر

وتكشف هذه الجمعية أنها ساعدت في العثور على نحو 300 شخص مصاب بألزهايمر منذ عام 2016.

ويقول سو شياو الذي يدير مركز عمليات البحث في حالات الطوارئ في جيوان في بكين، "نتلقى اتصالات كل يوم تقريباً من أنحاء البلد كافة". ويكشف، "أخطر ما في الأمر هو عندما يجد شخص كبير في السنّ نفسه في ورشة عمل مهجورة أو مقلع حجارة أو في الخارج وقت تكون الأحوال الجوية سيئة".

ويُعدّ مرض ألزهايمر الذي خُصّص يوم عالمي للتوعية به في 21 سبتمبر (أيلول)، نوع الخرف الأكثر شيوعاً في العالم، من دون أن يكون له أي علاج يسمح بالشفاء منه أو اتقاء الإصابة.

ويؤدّي ألزهامير إلى فقدان المريض الذاكرة والقدرة على التحليل فقداناً لا يمكن عكس مساره الذي يمتدّ عادة على سنوات عدة.

ويصيب هذا المرض نحو 30 مليون شخص على الأقل في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. وليس هذا المجموع دقيقاً، إذ من الصعب التمييز بين ألزهايمر وغيره من أنواع الخرف كتلك الوعائية الأصل.

ويشكّل ألزهايمر وغيره من أمراض الخرف إحدى أكبر المشاكل المعاصرة في مجال الصحة العامة، لأن مرضاه يفقدون استقلاليتهم، ما يشكّل عبئاً نفسياً على العائلة ومالياً على النظام الصحي.

وهي الحال خصوصاً في البلدان التي تزداد فيها أعداد الكبار في السنّ، أي أبرز الدول المتقدمة حيث ينتشر المرض على نطاق واسع بين من تخطوا الـ65 من العمر.

ويتميّز المرض الذي كان الطبيب الألماني ألويس ألزهايمر أول من قام بتوصيفه في بداية القرن العشرين، عن غيره من أنواع الخرف بازدواجية مساره. فهو ناجم من جهة عن تشكّل لويحات بروتينات معروفة بـ"أميلويد" (نشوانيات) تضغط على الخلايا العصبية إلى أن تقضي عليها، ومن جهة أخرى عن نوع آخر من البروتين يُعرف بـ"تاو" يتكدّس عند مرضى ألزهايمر إلى أن يؤدّي في نهاية المطاف إلى موت الخلايا.

لكن ليس من المعلوم بعد ما هي العلاقة بين هاتين الظاهرتين. كما لا يعرف الخبراء بعد سبب نشوئهما. وعلى الرغم من عقود من الأبحاث، ما من علاج راهناً يسمح بالشفاء من المرض أو اتقاء الإصابة به.

وفي تقدّم بارز يسجّل منذ 20 عاماً، حقّق علاج يطوّره مختبر "بايوجين" الأميركي يستهدف البروتينات النشوانية بعض النتائج، وحصل هذه السنة على إذن من السلطات الأميركية لاستخدامه في بعض الحالات. لكن مفعوله لا يزال محدوداً ولا تحظى فعاليته العلاجية بإجماع.

ويركّز محور ثان على سبل الاتقاء من المرض الذي نادراً ما يعزى إلى عوامل جينية. وقد أعدت قائمة تضمّ قرابة 10 عوامل خطر لأنواع الخرف كافة، أبرزها الطرش والتدخين وتدني مستوى التعليم والانعزال والاكتئاب.

ويعتبر القيمون على دراسة مرجعية تعود لعام 2020، أنه من الممكن تفادي 40 في المئة من حالات الخرف وتأخيرها من خلال التركيز على هذا المحور. غير أن باحثين آخرين يعترضون على هذه النسبة باعتبار أن هذا التحليل ينطوي على درجة كبيرة من التبسيط.