Skip to main content

صيف ساخن ينتظر إيران

ترامب مع صقور إدارته
AvaToday caption
وزعم خامنئي أن إيران تمكنت من التغلب على هذا المشروع الأميركي الذي يهدف إلى تغيير النظام في إيران
posted onJanuary 19, 2019
nocomment

قال الدبلوماسي الإيراني، علي خورّام، مندوب إيران السابق لدى المكتب الأوروبي للأمم المتحدة، إن "قمة وارسو ليست مزحة"، محذراً من "صيف ساخن" عقب حشد أميركا لمختلف دول العالم لمواجهة النظام الإيراني خلال القمة التي ستعقد في العاصمة البولندية يومي 13 و14 فبراير/شباط المقبل.

وأكد خورام في تصريحات فسرتها وسائل إعلام ايرانية على أنها ردا على تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي سخر من القمة واصفاً إياها بـ "السيرك"، موضحا أن "هذه القمة ليست مزحة وتأتي في إطار خطة "الصيف الساخن" التي تحدث عنها المتشددون الأميركيون".

وقال خورام في مقابلة مع موقع "الدبلوماسية الإيرانية" إن "هدف هذا التجمع إبلاغ العالم بالتحركات العدائية التي تريد الولايات المتحدة القيام بها"، حسب تعبيره.

بدوره، انتقد رئيس مجلس العلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، ما وصفه بـ "التأخر المتكرر" للاتحاد الأوروبي في تفعيل القناة المالية الخاصة للتعامل مع إيران، المعروفة باسم (SPV).

وربط خرازي هذه العرقلة بالقمة المرتقبة في وارسو، وقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" إن "هدف الرئيس الأميركي ترمب، لا يكمن فقط في الضغط على إيران بل إنه يسعى إلى إضعاف وتقسيم أوروبا، كما أن التحرك الأميركي لعقد اجتماع معادٍ لإيران في بولندا يتماشى أيضا مع تكثيف الخلاف بين الدول الأوروبية"، حسب تعبيره.

يذكر أن تعيين كمال خرازي في منصب رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، جاء بفكرة المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث يعمل حاليا كمجلس مواز لوزارة الخارجية، ويقوم خامنئي بتعيين جميع أعضائه شخصيا يلعب دورا مهما في الملفات الخارجية الحساسة.

ووفقا لوكالة "إرنا"، فقد أشار خرازي قال خلال لقائه وفد من المؤسسة الإيطالية للشؤون الدولية (IAI)، إلى أن ما وصفه "رضوخ أوروبا لضغوط أميركا في هذه المرحلة سيضع المزيد من الضغط الأميركي على أوروبا في المستقبل، وسيفشل الاتفاق النووي ويتعرض الأمن في أوروبا للخطر".

ويأتي تلويح خرازي بتعرض أمن أوروبا للخطر، في وقت فرض فيه الاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران لأول مرة منذ الاتفاق النووي عام 2015 بسبب قيام طهران بعمليات اغتيال وتفجير ضد المعارضين الإيرانيين في كل من هولندا وفرنسا والدنمارك.

وخلال الأيام الماضية، واصل العديد من مسؤولي النظام الإيراني الهجوم على بولندا، بسبب هذه القمة التي اعتبروها "عملا عدائيا".

قال نواب بالبرلمان الايراني إن قمة وارسو تهدف إلى حشد القوى الدولية ضد نظام طهران، خاصة وإنها ستركز على " خطر الإرهاب الإيراني"، حسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في وقت سابق.

وكانت طهران قد صعدت من مواقفها ضد وارسو، حيث استدعت الخارجیة الإیرانیة القائم بالأعمال في السفارة البولندیة لدى طهران، وأبلغته احتجاج إیران علی تنظیم القمة المقبلة. كما أعلنت طهران إلغاء أسبوع السينما البولندية الذي كان من المقرر عقده الشهر المقبل في عدة مدن إيرانية.

هذا وصعّد بعض المسؤولين الإيرانية، مثل المتحدث باسم الخارجية، بهرام قاسمي، وحسن فيروز آبادي المستشار العسكري للمرشد خامنئي، لغة التهديد، حيث قال قاسمي عن "ردة فعل عنيفة تجاه بولندا من دون أي استرضاء أو اعتبار".

وكان عباس علي كدخدائي، المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، الذي يهيمن عليه المتشددون ويخضع لإشراف المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي، قد اعتبر أن "ترمب يريد أن يحول بولندا إلى قاعدة مهمة للناتو يطلق عليها حصن #ترمب".

وقال كدخدائي إن "هناك عقداً بقيمة 4.7 مليار دولار لشراء منظومة دفاعية "باتريوت" بين بولندا وأميركا"، مضيفا أن "بولندا تريد أيضا استبدال شراء الغاز الطبيعي من أميركا بدلاً عن الغاز الروسي بدءا من عام 2022".

ورأى كدخدائي أن هذه هي الأسباب التي جعلت أميركا تختار بولندا لهذه القمة التي تحاول فيها حشد القوى الدولية ضد إيران، حسب تعبيره.

ولا يزال الناشطون الإيرانيون يأملون أن تكون قمة وارسو شبيهة بمؤتمر "غوادلوب" الذي عقدته أربع قوى غربية هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا الغربية، في جزيرة غوادلوب من 4 إلى 7 يناير 1979 حيث ركزت المناقشات على الأزمة السياسية الإيرانية قبيل رحيل الشاه حيث يقولون بأن قرار الإطاحة بالشاه اتخذ في هذا المؤتمر وربما هذا يفسر سبب القلق العميق واستفزاز المسؤولين الإيرانيين.

ويتكرر مصطلح " الصيف الساخن " على لسان المحللين الإيرانيين وحتى بعض النواب والمسؤولين، منذ أن صرح المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب له الشهر الماضي، أن أميركا كانت تجهز لـ "صيف ساخن" في إيران.

وزعم خامنئي أن إيران تمكنت من التغلب على هذا المشروع الأميركي الذي يهدف إلى تغيير النظام في إيران، لكنه حذر الشعب والموالين للنظام من تكرار هذا المخطط خلال الصيف القادم.

ويربط خامنئي وكبار مسؤولي النظام، الاحتجاجات الشعبية المتفرقة والمستمرة بأشكال مختلفة والإضرابات العمالية وزيادة وتيرة نزول مختلف شرائح الشعب الإيراني إلى الشوارع للاحتجاج على سياسات النظام، بما يصفونها بـ"المؤامرة الخارجية".

هذا بينما يقول الإيرانيون في شعاراتهم إنهم يخرجون للاحتجاج على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب تفشي الفساد والنهب الحكومي داخليا، وكذلك إنفاق ثرواتهم في دعم الميليشيات والجماعات الإرهابية والمغامرات العسكرية في الخارج.