Skip to main content

صواريخ كروز انطلقت من إيران استهدفت أرامكو

صواريخ إيرانية
AvaToday caption
الولايات المتحدة باتت متأكدة من أن الهجوم الذي استهدف منشآت نفط سعودية السبت الماضي تم من الأراضي الإيرانية
posted onSeptember 17, 2019
nocomment

أعلنت السعودية اليوم أنها ستدافع عن أراضيها ومنشآتها النفطية الحيوية وأنها قادرة على الردّ على الأعمال العدائية أيا كان مصدرها، داعية المجتمع الدولي إلى اجراءات أكثر صرامة في التعاطي مع مثل تلك الاعتداءات التي تعرضت لها منشأتين للنفط تابعتين لأرامكو السبت الماضي.

مؤكدة أنها لا تستهدف أمن المملكة لوحدها بل إمدادات الطاقة العالمية.

ويأتي الموقف السعودي بينما نقلت شبكة 'سي ان ان' الأميركية عن مصدر قالت إنه مطلع أن التقييم السعودي الأميركي لهجمات السبت التي استهدفت منشأتين نفطيتين لأرامكو وعطّلت جزء مهما من إنتاج المملكة، قوله إنها تمت على الأرجح بصواريخ كروز مدعومة بطائرات مسيّرة انطلقت من قاعدة إيرانية قرب الحدود العراقية.

وأفاد مسؤول أميركي أمس الثلاثاء بأن الولايات المتحدة باتت متأكدة من أن الهجوم الذي استهدف منشآت نفط سعودية السبت الماضي تم من الأراضي الإيرانية، وقد استخدمت فيه صواريخ عابرة.

وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الإدارة الأميركية تعمل حاليا على إعداد ملف لإثبات معلوماتها وإقناع المجتمع الدولي خاصة الأوروبيين بذلك، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن متأكدة من أن الصواريخ أطلقت من الأراضي الإيرانية، أجاب المسؤول بـ"نعم".

ويتطابق هذا التقييم مع دعوة أطلقها السياسي العراقي إياد علاوي، طالب فيها بتوضيح إيراني بالأدلة حول اتهام طهران بالتورط في الاعتداءات على منشآت نفطية سعودية، مشددا على رفض استخدام الأراضي العراقية في الهجوم على أي دولة ومستنكرا في الوقت ذاته ما اعتبره صمتا عربيا إزاء تعرض المملكة السعودية لمثل تلك الاعتداءات.

ولم يشر علاوي صراحة لدور إيراني إلا أن تصريحاته توحي وكأن الهجمات انطلقت بالفعل من أراض عراقية، وهو احتمال وارد سبق أن نفته بغداد

ويميل التقييم الأميركي السعودي إلى فرضية استخدام صواريخ كروز وطائرات مسيرة تم إطلاقها من قاعدة إيرانية على الحدود مع العراق، فيما تشكل تلك الاعتداءات الأخطر على الإطلاق التي تتعرض لها المملكة، حيث اعتبرت تهديدا صريحا لأن السعودية وللأمن الإقليمي والدولي وأمن إمدادات الطاقة للعالم.

وذكرت 'سي ان ان' نقلا عن مصدرها الذي قالت إنه مطلع على التحقيقات الأميركية السعودية، أن الصواريخ مرّت فوق الأجواء العراقية والتفت في مرحلة ما من مسارها فوق الأجواء الكويتية لتضرب منشأتي النفط السعوديتين، موضحا أن الهدف من هذا الالتفاف هو إخفاء مصدر انطلاق تلك الصواريخ.

وقد ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية اليوم الثلاثاء أن وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح دعا القوات المسلحة إلى "ممارسة أقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد لمواجهة أية أحداث تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد"، مضيفا أن الكويت تقف إلى جانب السعودية في أعقاب الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة النفط الحكومية أرامكو يوم السبت الماضي.

وخلافا لما يقوله الحوثيون الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن تلك الاعتداءات، فإنه لا توجد، بحسب التقييم الأميركي السعودي، أي مؤشرات على انطلاق الصواريخ من جنوب المملكة وتحديدا من اليمن التي شن منها المتمردون الحوثيون هجمات متوترة بطائرات مسيرة وصواريخ إيرانية الصنع على أهداف في المملكة.

وبحسب المصدر ذاته فشلت بعض الصواريخ في الوصول لهدفها وسقطت في الصحراء قبل وصولها إلى حقول أرامكو في بقيق.

وأشار إلى أن حالة الصواريخ جيّدة بما يسمح بتحديد هويتها وأصلها في الوقت الذي وصل فيه فريق من الخبراء الأميركيين للمملكة للمساعدة الرياض في التحقيق الذي تجريه لتحديد نوع الصواريخ ومصدرها وعددها والتكنولوجيا المستخدمة فيها ومن يمتلكها.

ولم يستبعد الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إدارته أن تكون إيران من يقف وراء تلك الاعتداءات، وسط موجة تضامن عالمي مع السعودية ودعوات بالتحرك في مواجهة خطر حقيقي لا يهدد أمن السعودية لوحدها بل أمن إمدادات الطاقة العالمية.

ودأبت طهران على نفي أي صلة لها بالاعتداءات التي تعرضت لها المملكة في السابق. كما نفت أن تكون مصدرا للصواريخ والطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون في مهاجمة منشآت نفطية سعودية ومنشآت مدنية حيوية.

لكن تحليل حطام صواريخ وطائرات مسيرة أسقطتها دفاعات السعودية والتحالف العربي أكدت بما لا يدع للشكّ أنها إيرانية الصنع، فيما يدّعي المتمردون الحوثيون أنهم طوروها بإمكانيات ذاتية.

وأكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء أن المملكة قادرة على التعامل مع الاعتداءات الجبانة، في إشارة إلى الهجمات على منشأتي أرامكو في خريص وبقيق.

وأوضح أن تلك "الاعتداءات لا تستهدف المنشآت الحيوية السعودية بل إنها تستهدف إمدادات النفط العالمية وتهدد استقرار الاقتصاد العالمي".

واعتبر مجلس الوزراء السعودي أن ما وصفه بـ"العدوان التخريبي" يستهدف بدرجة أولى تعطيل إمدادات الطاقة العالمية، مضيفا أنه امتداد للأعمال العدوانية السابقة التي استهدفت محطات الضخ لشركة أرامكو باستخدام أسلحة إيرانية.

ودعا المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في التصدي لمثل هذه الاعتداءات ومن يقف خلفها وهي اعتداءات تمس عصب الاقتصاد العالمي.

وبحسب تقييم أولي للخسائر اطلع عليها مجلس الوزراء السعودي، فإن العدوان تسبب في توقف كميات من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 7.5 ملايين برميل، إضافة إلى توقف إنتاج كميات من الغاز المصاحب تقدر بنحو بليوني قدم مكعب في اليوم وانخفاض حوالي 50 بالمئة من إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي.

ولا يوجد طرف مستفيد من شن تلك الاعتداءات إلا إيران التي تتعرض لضغوط دولية وعقوبات أميركية وضعت اقتصادها على حافة الانهيار. وسبق أن هددت طهران بأنها ستعطل تصدير النفط الخليجي إذا لم يسمح لها بتصدير نفطها.

وتمارس الولايات المتحدة حليفة السعودية ضغوطا شديدة على إيران من خلال حزمة عقوبات قاسية أشدها تلك التي تستهدف خفض إيرادات النفط الإيراني إلى الصفر لتجفيف منابع إيران لوكلائها في المنطقة ولكبح برنامجيها النووي والصاروخي ودفعها في نهاية المطاف لتفاوض على اتفاق نووي جديد لكن تحت الضغط.

واستهداف منشآت النفط السعودية وقبلها ناقلات نفط في مضيق هرمز وبحر عمان، يبدو محاولة إيرانية لإرباك وضع سوق النفط وخلق حالة من الفوضى وتأجيج مخاوف المستثمرين.

وتريد طهران إرسال رسالة لواشنطن وحلفائها مفادها أنها قادرة على إحداث ضرر عالمي كبير في حال استمرار الضغوط الأميركية.

كما تسعى لتهدئة التململ الداخلي من العقوبات الأميركية وإيهام الإيرانيين بأنها تمسك بزمام المبادرة في المنطقة.

وكان لافتا في الفترة الأخيرة تنامي الهجمات بطائرات مسيرة في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن هجوم السبت على منشآت لأرامكو كان الأخطر.