Skip to main content

الخميني يستقبل زوار لبنان

لوحة إشارات بأسم إمام الخميني
AvaToday caption
وفي دلالة إلى انتقال الخلاف السياسي إلى مسألة "تسمية" الشوارع التي قد تصل حد التوتر بين مناصري الأحزاب السياسية المختلفة في لبنان
posted onFebruary 23, 2019
nocomment

وأنت متوجه إلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، أو مغادراً منه باتت تُطالعك من الآن فصاعداً لوحة عملاقة تحمل اسم "الإمام الخميني" عند مدخل المطار.

خطوة أثارت خلال اليومين الماضيين ولا تزال، العديد من التساؤلات، وجدلاً واسعاً بين اللبنانيين على مواقع التواصل.

فقد اعتبر العديد من المعارضين أن تلك الخطوة بتسمية جادة باسم الإمام الخميني تعكس مدى "تغلغل" حزب الله الحليف الأول لطهران في الحياة السياسية في لبنان، وفرض خياراته انطلاقاً من فائض القوة لديه بسبب امتلاكه ترسانة صواريخ وأسلحة.

وفي هذا السياق، أوضح وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود "إن قرار تسمية شارع باسم شخصية سياسية أو دينية لبنانية أو غير لبنانية يأتي نتيجة قرار من المجلس البلدي، ثم يُرفع إلى وزير الداخلية للمصادقة عليه".

وفي حين أوضح أحمد محمد الخنسا، نائب رئيس بلدية الغبيري ذات الغالبية الشيعية (التي تقع الجادة في نطاقها) ، أن تسمية الجادة باسم الإمام الخميني جاءت بناءً على قرار اتّخذه مجلس الوزراء في العام 2002 بعدما رفعت البلدية الاقتراح إلى الحكومة للتصديق عليه، اتهمت قوى سياسية مُناهضة لحزب الله وسياسة إيران، الدولة اللبنانية بالتخلي عن مسؤولياتها الأمنية في مطار بيروت الدولي لصالح "حزب الله"، ولفتت إلى أن المناطق المُحيطة بالمطار خاضعة كلها لنفوذ حزب الله.

إلى ذلك، استغرب الخنسا الضجة المُثارة حول الموضوع، وأشار إلى "أن ما حصل أن البلدية تعمد كل فترة إلى تجديد اللوحات التي تحمل اسم الجادة أو الشارع، وهذا ما عمدنا إليه كبلدية في موضوع لوحة الخميني".

كما اعتبر "أن الضجة المُثارة أتت نتيجة الأوضاع السياسية الحسّاسة التي يمر بها البلد".

وكانت صحيفة "واشنطن تايمز" اتهمت في تحقيق سابق حزب الله باستخدام مطار بيروت الدولي لتسهيل تهريب أسلحة ومخدرات ونقل مسلحين إلى دول تشهد صراعات ويتدخل فيها الحرس الثوري مثل سوريا.

وأرفقت الصحيفة أيضا إعلان السفارة اللبنانية في طهران في يونيو 2018 إلغاء ختم جوازات الإيرانيين لدى دخولهم أو خروجهم من مطار بيروت.

من جهته، لفت بارود الذي تولى وزارة الداخلية في الحكومة الأولى في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان إلى "أن ظاهرة تسمية شوارع في لبنان باسم مسؤولين وقادة غير لبنانيين باتت في صلب الحياة السياسية اللبنانية".

وفي دلالة إلى انتقال الخلاف السياسي إلى مسألة "تسمية" الشوارع التي قد تصل حد التوتر بين مناصري الأحزاب السياسية المختلفة في لبنان، ذكّر بارود "بواقعة إطلاق إحدى بلديات الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله) في لبنان في شهر سبتمبر الماضي اسم القيادي الراحل في حزب الله مصطفى بدر الدين، المتهم بالمشاركة في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، على أحد شوارع الضاحية، ما أثار جدلاً واسعاً في البلد فيما كانت المحكمة الجنائية الدولية قد بدأت مرافعاتها بخصوص قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني".

كما أشار بارود إلى "أن إلغاء تسمية شوارع باسم مسؤولين وقادة غير لبنانيين يحتاج إلى قرار من وزير الداخلية يمنع هذا الأمر".

ولاقت خطوة تسمية الجادة باسم الخميني استهجاناً واسعاً في لبنان بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبّروا عن غضبهم من محاولات "حزب الله" تحويل لبنان إلى "محافظة إيرانية"، والترحيب بالقادمين إلى البلد العربي بلغة فارسية "خوش آمديد" أي "على الرحب والسعة".

كما أن البعض اعتبرها "عملية منظمة وممنهجة لتغيير هوية لبنان وتزوير تاريخه ووضع اليد على حاضره ومستقبله".

وتأتي خطوة تسمية الجادة باسم الخميني بعد أيام من حجب السلطات اللبنانية الرسم الكاريكاتيري للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من صفحات مجلة "كورييه انترناسيونال" الفرنسية بعد دخولها لبنان بعدما نشرت في عددها الأخير ملفاً عن الذكرى الـ40 للثورة في إيران يظهر خامنئي غاضباً، تتطاير شرارات النار من عمامته ليُصيب المدنيين المتظاهرين.