Skip to main content

إيران تنقل المعتقلين إلى المستشفيات النفسية

رؤيا ذاكري
AvaToday caption
يشكل هذا الإجراء انتهاكاً للقانون الذي يؤكد ضرورة أن يكون الانتقال إلى مستشفى الأمراض النفسية بحرية كاملة إلا في الحالات التي يعجز فيها الأشخاص عن اتخاذ قرار بشأن الذهاب إليه
posted onOctober 25, 2023
nocomment

ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن رجال الأمن اقتادوا الناشطة الشابة المعارضة للنظام الإيراني رؤيا ذاكري إلى مستشفى الأمراض النفسية في مدينة تبريز ومنعوا الزيارات عنها، بهدف إخضاعها لضغوطات نفسية في مكان احتجازها.

كان رواد شبكات التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع فيديو من الناشطة رؤيا ذاكري البالغة 31 سنة، وهي تطلق شعارات ضد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي الشهر الماضي، ونظراً لعدم الكشف عن هويتها في الأيام الأولى بعد تداول الفيديو، أطلقوا عليها لقب "فتاة تبريز" في إشارة إلى مسقط رأسها شمال غربي إيران.

ورؤيا ذاكري طالبة جامعية تدرس في مرحلة الماجستير تخصص الذكاء الاصطناعي، واعتقلها الأمن العام الماضي، بالتزامن مع الاحتجاجات التي عمت البلاد بعد مقتل مهسا أميني.

وطبقاً لتقارير نشطاء حقوق الإنسان، فإن رجال الأمن حاولوا اعتقال الناشطة في أحد شوارع مدينة تبريز بسبب عدم ارتدائها الحجاب الرسمي وانهالوا عليها بالضرب وردت عليهم بإطلاق شعارات ضد مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي.

وتداول رواد شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تقول فيه الناشطة أثناء اعتقالها، إنها خاضت إضراباً عن الطعام لفترة خمسة أيام في المعتقل ثم أطلقت شعاري "الموت لخامنئي" و"الموت للديكتاتور".

وبعد اعتقالها نقلها رجال الأمن إلى مستشفى الأمراض النفسية في مستشفى رازي بمدينة تبريز وتقبع فيه حالياً، تحت إجراءات أمنية مشددة، بينما تمنع السلطات ذويها من زيارتها.

وكان عملاء النظام وأجهزة القضاء والأمن نقلوا كثيراً من السجناء السياسيين إلى مستشفيات الأمراض النفسية من أجل ممارسة ضغوط ضدهم ورفع تكاليف معارضة النظام الإيراني.

وفي إحدى هذه الإجراءات أرغم رجال الأمن بهنام محجوبي وهو ناشط سياسي حكم عليه بالسجن سنتين للانتقال إلى مستشفى أمين أباد للأمراض النفسية حيث توفى هناك، بينما وصفت أسرته محجوبي ورفاقه في سجن إيفين سيئ الصيت وفاته بأنها "جريمة حكومية" واتهموا السلطات بالتسبب فيها.

لكن بيان الأمن الداخلي بعد اعتقال رؤيا ذاكري نفى ضرب الناشطة خلال اعتقالها واتهم وسائل الإعلام المعارضة للنظام باستغلال حالة الفتاة النفسية وقال إنه "بناءً على اتصال بعض المواطنين بمركز طوارئ الشرطة وكذلك الإسعاف، فإنه اطلع على وجود فتاة تبدو مريضة تسير في الشارع واستجاب الأمن الداخلي وكذلك الطوارئ لهذه الاتصالات".

وذكر البيان أن "رؤيا ذاكري كانت تعاني من أمراض نفسية في الوقت السابق، وقد نقلت إلى مركز صحي بالتعاون مع أهلها ورجال الإسعاف وأنها تخضع حالياً للعلاج".

ويرفض أصدقاء رؤيا ذاكري هذه الإدعاءات من خلال التواصل مع وسائل الإعلام خارج البلاد وتحدثوا عن سلامتها العقلية والنفسية.

ورؤيا ذاكري من مدينة مرند وتعيش في تبريز بعيداً من ذويها، وأثار اعتقالها موجة انتقادات بين نشطاء سياسيين واجتماعيين بخاصة بعد إعلان نقلها إلى مستشفى أمراض نفسية، وذكروا بأن نقل المعتقلين إلى مثل هذه الأماكن يتطلب إصدار ترخيص طبي، لكن القاضي خضع لضغوطات رجال الأمن وأصدر حكمه بنقلها إلى المستشفى.

ويشكل هذا الإجراء انتهاكاً للقانون الذي يؤكد ضرورة أن يكون الانتقال إلى مستشفى الأمراض النفسية بحرية كاملة إلا في الحالات التي يعجز فيها الأشخاص عن اتخاذ قرار بشأن الذهاب إليه، وفي مثل هذه الحالات يتخذ ذوو المريض مثل هذا القرار.

وفي هذه الأثناء نشرت فريبا فريدوني زوجة الناشط السياسي المعتقل مجيد رضايي مقطع فيديو أكدت فيه أن زوجها نقل هو الآخر إلى مستشفى الأمراض النفسية في أمين آباد، وقالت في هذا المقطع إنه نقل إليه بعد مضي أسبوعين في الزنزانة الانفرادية.

وأكدت زوجة مجيد رضائي أن زوجها لم يعان من أي أمراض وتطرقت إلى مصير المعتقل المتوفى بهنام مجوبي وقالت "حياة أحبائنا في خطر".

وكان مجيد رضائي اعتقل الصيف الماضي في طهران، وذكر مصدر مقرب من عائلته إلى وكالة "هرانا" المعنية بحقوق الإنسان، أنه نقل إلى الزنزانة الانفرادية بعد وصوله سجن إيفين، بعدما حكم عليه بالسجن سنة باتهام الدعاية ضد النظام، وقد خفض القضاء فترة السجن إلى تسعة أشهر بعد البت في ملفه مجدداً.

وحكم القضاء الإيراني على رضائي بالأعمال الشاقة وأرغمه على العمل منظفاً في إحدى حدائق طهران، وكذلك حكم عليه بضرورة المشاركة في دورات تدريبية لاحتواء المشاعر والحالة النفسية، بينما تم اعتقال زوجته الناشطة فريبا فريدوني في وقت سابق، إلا أنها أطلق سراحها مقابل كفالة مالية.