Skip to main content

200 مليون دولار خسائر عراقية جراء الزوار الإيرانيين

المنافذ البرية
AvaToday caption
العراق سيخسر قرابة 200 مليون دولار، أي أقل من ربع مليار دولار بقليل جراء إدخال نحو 5 مليون زائر إيراني مجانًا ودون تأشيرة الدخول البالغة 40 دولارًا للفرد
posted onAugust 6, 2022
nocomment

يطمح الزائرون الإيرانيون لموسم مختلف هذا العام لأداء زيارة عاشوراء في العراق بعد عامين من إلغاء وتقنين أعداد الزائرين بسبب جائحة كورونا، فضلًا عن إغلاق المنافذ البرية وإبقاء المنافذ الجوية فقط، فيما يظهر فارق كبير بين "الطموح الإيراني" والاستعدادات العراقية، حيث يصل هذا الفارق لأكثر من 800% بالنسبة للأعداد التي تريد إيران إدخالها من الزائرين إلى العراق، مقابل العدد الذي وافق العراق على إدخاله.

ووفق آخر اتفاق بين الجانبين وبزيارة أجراها وزير الداخلية عثمان الغانمي إلى إيران وبحسب ما أعلن الجانب الإيراني لأكثر من مرة، فأنّ السلطات العراقية أكدت استقبال 60 ألف زائر من المنافذ البرية وبواقع ألفي زائر يوميًا مجانًا، وفق اتفاق إلغاء التأشيرات.

وبالرغم من هذا الاتفاق، تحاول السلطات الإيرانية إدخال أكثر من العدد المتفق عليه بنحو 800%، فمن 60 ألف زائر، أعلن العراق الموافقة على استقباله، تريد إيران رفع العدد إلى نحو 5 ملايين زائر هذا الموسم.

يقول وزير الطرق والتنمية الحضرية الإيراني، رستم قاسمي، في تصريحات تابعها صحفية إنه "من المتوقع أن يسافر 5 ملايين زائر إلى العراق بمناسبة الأربعين عن طريق البر والسكك الحديدية والنقل الجوي هذا العام".

وأوضح أنه "من المتوقع أن يسافر 60 ألف زائر بالقطار، و 50 إلى 60 ألفًا بالطائرة، والباقي بواسطة النقل البري"، مشيرًا إلى أنه "تم توسيع وتحسين الطرق المؤدية إلى حدود البلاد، كما يجري تجهيز محطات النقل لاستقبال الزوار ونقلهم بسبب حرارة الصيف".

ومن المعروف أنّ الدخول المجاني سيكون من حصة "الداخلين عبر المنافذ البرية"، وبذلك من الملاحظ حسب التقسيم الذي حدده وزير الطرق الإيراني، فإنّ 120 ألف زائر فقط من بين 5 ملايين زائر سيدخلون عبر القطار والطائرات، أما عبر المنافذ البرية فسيدخل نحو 4 ملايين و900 ألف زائر مجانًا، أي أنّ 98% من الزائرين الإيرانيين سيدخلون مجانًا، وفق حسابات خاصة.

وبعملية حسابية، فإنّ العراق سيخسر قرابة 200 مليون دولار، أي أقل من ربع مليار دولار بقليل جراء إدخال نحو 5 مليون زائر إيراني مجانًا ودون تأشيرة الدخول البالغة 40 دولارًا للفرد.

وبالرغم من الحديث عن إعلان الجانب العراقي إمكانية دخول 60 ألف زائر عبر الحدود البرية، لكنّ الجانب الإيراني يؤكد استمراره بالتباحث مع الجانب العراقي لتغيير أعداد الزائرين، ويستمر المسؤولون الإيرانيون في التواصل مع الجانب العراقي ليتمكنوا من وضع برنامج مناسب لها في هذا العام، فضلًا عن المطالبة بـ"عدم وضع القيود على أعداد الزوار من إيران وفتح الحدود البرية وإلغاء التأشيرة للسفر البري في أيام زيارة الأربعين"، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

وذهبت وسائل الإعلام الإيرانية بهذا الملف إلى مساحة سياسية، حيث اعتبرت أنّ "تقييد أعداد الزائرين وراؤه جنبة سياسية"، حيث يشير تقرير لوكالة أنباء فارس إلى أنّ "بعض المسؤولين العراقيين المنتمين لتيار خاص يصرون على وضع قيود ويعتقدون بأن قدوم الزوار الأجانب يمكن أن يؤثر سياسيًا على زيارة الأربعين".

وجود تأثير سياسي وراء تحديد أعداد الزائرين الإيرانيين، هو أمر غير مطروح ولا يوجد أي نقاش حوله في الداخل العراقي، إلا أنّ السؤال المطروح، هو ما إذا كانت الصحافة الإيرانية أو الجانب الإيراني هو من يتعامل مع زيادة أعداد زائريه بدوافع سياسية واستقبل القرار العراقي "سياسيًا لا تنظيميًا"، بالرغم من كونه أمرًا طبيعيًا يتعلق بأسباب وقائية في الوقت الذي يعيش العراق في أجواء الموجة الخامسة لفيروس كورونا، وفقًا لعديدين.