تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

القطاع الطبي في روجافا يقترب من الانهيار

الأوضاع الصحية
AvaToday caption
أعلنت الإدارة الذاتية الخميس عن إعادة فرض إجراءات الإغلاق لمدة أسبوع وتتضمن حظرا للتجول بين السابعة مساء والسابعة صباحا وإغلاق المدارس والمطاعم والأسواق الشعبية
posted onApril 30, 2021
noتعليق

من المتوقع أن تشهد الأوضاع الصحية في شمال شرق سوريا (روجافا) حيث مناطق سيطرة الإدارة الكوردية الذاتية الواقعة على مرمى العين من مواقع الاحتلال التركي، تدهورا خطيرا وسط تحذيرات دولية من نفاد معدات التوقي من فيروس كورونا.

وتشهد سوريا عموما والتي طوت لتوها عشر سنوات من حرب متعددة الأطراف، تدهورا واضحا في الوضع الصحي مع ضعف الإمكانات الطبية والصحية في مواجهة جائحة كوفيد 19.

وحذرت لجنة الإنقاذ الدولية الخميس من أن معدات فحص فيروس كورونا ستنفذ خلال أسبوع في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكوردية في روجافا التي تشهد منذ أسابيع ارتفاعا في عدد الإصابات.

وتعاني مناطق سيطرة الكورد أساسا من نقص طبي حاد فاقمه التهديد الذي فرضه فيروس كورونا وسط خشية من العجز عن احتواء انتشار الوباء.

وقالت ميتسي باسويل من لجنة الإنقاذ الدولية في بيان إن "القدرة على إجراء الفحوصات في شمال شرق سوريا لم تكن يوما كافية وقد تنعدم تماما الآن".

وأوضحت المنظمة أن المختبر الوحيد الذي يتم فيه إجراء الفحوصات ومقره مدينة القامشلي، "قد يضطر إلى وقف فحوصات كوفيد-19 خلال أقل من أسبوع جراء النقص الخطير" في معدات الفحص.

واعتبرت أن ذلك سيكون "له تداعيات خطيرة مع عدم تمكن العاملين الطبيين من تحديد أي إصابات جديدة وتعقب مسار المرض أو حتى إدراك حقيقة انتشاره".

وحذرت المنظمة من أن القطاع الطبي في شمال شرق سوريا "يقترب" من الانهيار. وسجلت مناطق سيطرة الإدارة الذاتية حتى الآن 15796 إصابة بينها 571 وفاة.

وقد ارتفع عدد الإصابات بنسبة 243 بالمئة بين شهري مارس وأبريل، كما أن نتائج نحو نصف الفحوصات التي أجريت الأسبوع الماضي جاءت إيجابية.

وأعلنت الإدارة الذاتية الخميس عن إعادة فرض إجراءات الإغلاق لمدة أسبوع وتتضمن حظرا للتجول بين السابعة مساء والسابعة صباحا وإغلاق المدارس والمطاعم والأسواق الشعبية.

وأوضحت باسويل أن "83 بالمئة من المرضى الذين يتم وضعهم على أجهزة التنفس الاصطناعي، لا تُكتب لهم النجاة... نخشى أن تذهب الأمور نحو الأسوأ".

ومطلع العام الماضي، قلص مجلس الأمن الدولي نقاط عبور المساعدات الإنسانية إلى سوريا واختصرها بمعبر حدودي واحد مع تركيا في شمال غرب البلاد.

واستبعد بضغط من روسيا معبر اليعربية الحدودي مع العراق، ما حال دون إيصال الإمدادات الصحية الضرورية إلى شمال شرق سوريا.

وكانت لجنة الإنقاذ الدولية دعت العام الماضي إلى إعادة فتح معبر اليعربية على وقع انتشار وباء كوفيد-19. وطالبت الخميس بزيادة الدعم الدولي الطارئ لمواجهة تفشي الفيروس في شمال شرق سوريا.

وتسلمت الحكومة السورية الأسبوع الماضي أول دفعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا مؤلفة من 203 آلاف جرعة، سيخصص نحو نصفها إلى مناطق شمال شرق سوريا، التي لم تتلق شيئا حتى الآن في ظل غياب برنامج محدد لإيصالها.

وفي فبراير، حذرت منظمة 'هيومن رايتس ووتش' من أن "كثيرا ما حجبت الحكومة السورية الإذن أو أخرته ومنعت وصول بعض الإمدادات الطبية وغيرها إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرتها".

كما تسود مخاوف من أن ينتشر فيروس كورونا في المخيمات المكتظة التي تديرها وحدات حماية الشعب الكوردية والتي تؤوي عشرات آلاف النازحين وأيضا الآلاف من أسرى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بينهم أبناء مقاتليه وزوجاتهم.

ويؤوي مخيم الهول لوحده نحو 60 ألف نزيل وسط وضع صحي كارثي وانعدام للمعدات الطبية وللإطار الطبي.

وتراقب قوات الاحتلال التركي تطورات الوضع الوبائي في المناطق القريبة من سيطرتها من دون أي تدخل في ظل حرب دموية مع المكون الكردي السوري. كما تواجه تركيا ذاتها أسوأ أزمة صحية وتكابد أن لا تطال شظاياها.