أفادت مؤسسة "غالوب"، خلال آخر استطلاع رأي لها، تداولته وسائل إعلام عالمية، مؤخرًا، بأن ثقة الإيرانيين في اقتصاد بلادهم شهدت تراجعًا ملحوظًا، وذلك نظرًا لانخفاض قيمة الريال الإيراني، أمام العملات الأجنبية، مضيفةً أن 57 في المائة من الشعب الإيراني يرى أن الظروف الاقتصادية تزداد سوءًا.
وأظهر تقرير البنك الدولي الأخير، الذي تنبأ بالنمو الاقتصادي الإيراني للمرة الثالثة، أن عدم ثقة المواطنين بمستقبل الاقتصاد ليس مجرد شعور شعبي، فالمنظمات الدولية البارزة أيضًا تؤيد ذلك.
وحتى في ذروة العقوبات الأميركية على إيران عام 2012، وقبل التوصل إلى الاتفاق النووي، لم يتوقع أكثر من نصف المشاركين في استطلاع "غالوب" أسوأ من هذه التوقعات.
حيث كان 47 في المائة من الشعب فقط ينتظرون وضعًا اقتصاديًا صعبًا لمستقبل البلاد، وقد انخفضت نسبة المتشائمين بعد التوصل إلى الاتفاق النووي وتنفيذه، إلى 42 في المائة، ليصل بحلول عام 2017 إلى 38 في المائة. أما الآن، فأكثر من نصف سكان إيران متشائمون بالنسبة للمستقبل الاقتصادي للبلاد.
في الفترة الزمنية بين 2012 وأوائل 2018، يعني من ذروة العقوبات الأميركية على طهران إلى المحادثات النووية، وتوقيع وتنفيذ الاتفاق النووي، ثم الانسحاب الأميركي منه وإعادة فرض العقوبات على إيران، أعلن نحو 70 في المائة من المشاركين في استطلاع مؤسسة "غالوب" أن هذه الفترة هي الأسوأ على الإطلاق من ناحية إمكانية الحصول على وظيفة.
وقد شهد هذا التشاؤم واليأس وتيرة متصاعدة بحلول منتصف العام الماضي، حيث ارتفعت نسبة المواطنين اليائسين من الحصول على وظيفة إلى 92 في المائة.
وبعبارة أخرى، هناك فقط 7 في المائة من الشعب الإيراني لديهم أمل في الحصول على وظيفة في البلاد.
وأوضحت مؤسسة "غالوب" في تقريرها، أن واحدًا من بين كل ستة إيرانيين، أو 16 في المائة من سكان إيران عام 2018، يعملون بدوام كامل لدى صاحب عمل، وهو ما يعد مناسبًا من حيث المعايير والمقاييس الدولية.
لكن، تضيف المؤسسة أن نسبة 16 في المائة فقط، هي أدنى نسبة لمن لديهم وظيفة مناسبة في المنطقة.
بمعنى آخر، لا توجد هذه النسبة إلا في بلدان مثل العراق، والمغرب، وفلسطين. وتصل هذه النسبة أيضًا في اليمن- والتي تشهد حروبًا حاليًا- إلى 6 في المائة.
وتابعت "غالوب" أن 17 في المائة فقط من الشباب الإيرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 29 عامًا يحصلون على وظيفة مناسبة في إيران.
ووفقًا لاستطلاعات الرأي التي أجرتها هذه المؤسسة، فقد أثر المناخ السيئ والظروف المتدهورة على جزء كبير من سكان إيران.
وفي هذا الصدد، يقول 12 في المائة من الشعب الإيراني إنهم بالكاد يعيشون على قيد الحياة. وإن 34 في المائة من الشعب يقولون إنهم فقراء لدرجة أصبحوا معها ضمن الشرائح الضعيفة في المجتمع وإنهم معرضون للضياع.
وفي الوقت نفسه، انخفضت تصورات الشعب لمستويات المعيشة المستقبلية انخفاضًا حادًا، حيث قيّم المواطن الإيراني الأوضاع المعيشية في الخمس سنوات القادمة بدرجة 4.9 من أصل 10 درجات.
وبالتالي، يعتقد واحد من كل ثلاثة إيرانيين، أو 34 في المائة من المشاركين في استطلاع الرأي، أنهم يعيشون في ظروف متدهورة.
وكان هذا المعدل قد وصل عام 2012 في ذروة العقوبات إلى 31 في المائة، وخلال تنفيذ الاتفاق النووي وقبل انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق وصل إلى 26 في المائة.
واختتمت مؤسسة "غالوب" تقريرها مبينة أن هذه الإحصاءات لا تتفق تمامًا مع التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي قال خلالها إن إيران على حافة الانهيار، لكنها تقدم صورة لبلد تشهد فيه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية حالات تدهور متزايدة. وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد قارن في وقت سابق بين الأوضاع الراهنة في إيران والأوضاع خلال فترة الحرب العراقية–الإيرانية، والتي استمرت نحو ثماني سنوات، مؤكدًا في الوقت نفسه أن إيران لن تتراجع.
