Skip to main content

إيران تناور السعودية بـ"الأيادي الممدودة والأبواب المفتوحة"

الخليج لا يرى جدية ايرانية
AvaToday caption
تأتي تصريحات المسؤول الإيراني بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر على حلحلة أزمة الملف النووي بعد تعثر مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإنعاش الاتفاق النووي
posted onJanuary 2, 2023
nocomment

قال نائب وزير الخارجية الإيراني رضا عنايتي إن "الحوار مع السعودية لا يزال في مراحله الأولى ونريد علاقات طيبة مع دول الجوار"، مضيفا أن "الأبواب مفتوحة لإحياء العلاقات ونشد على الأيادي السعودية الممدودة للحوار معنا".

وفي المقابل لا تبدي طهران أي مرونة في التجاوب مع المخاوف المشروعة لدول الخليج والتي تشمل ممارسات تشكل تهديدا لأمن المنطقة وتشمل برامجها الصاروخية والنووية والطائرات المُسيرة وشبكة وكلائها في المنطقة.

وأشار إلى أن جولات الحوار السابقة أحرزت تقدما، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية 'ارنا'، معلقا كذلك على لقاء وزيري خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان والأمير فيصل بن فرحان آل سعود على هامش مؤتمر بغداد 2 الذي استضافه الأردن مؤخرا برعاية فرنسية، بالقول إن "اللقاء كان وديا".

ونقلت الوكالة الإيرانية عن مقابلة أجرتها قناة 'الجزيرة' القطرية مع عنايتي أن إيران أبرمت اتفاقيات أمنية مع بعض دول الجوار ومنها السعودية.

ويتناقض الحديث الإيراني عن الأبواب المفتوحة لإحياء العلاقات الإيرانية السعودية المقطوعة منذ العام 2016 بعد محاولة إيرانيين اقتحام وإحراق سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد ردا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بتهم تتعلق بالإرهاب، مع ممارساتها على الأرض في ما يتعلق بملفها النووي وبرنامجيها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وهي برامج تثير قلقا إقليميا ودوليا وتحفز في الوقت ذاته سباق التسلح وسط توجس دول الجوار الإيراني من تهديدات جدية لأمنها.

واستضاف العراق خمسة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين منذ العام الماضي، كان آخرها في أبريل/نيسان، لكنها لم تسفر عن أي انفراجة في العلاقات.

ودعمت طهران والرياض أطرافا متقابلة في حروب بالوكالة في أنحاء المنطقة، من اليمن إلى سوريا وغيرهما.

وتأتي تصريحات المسؤول الإيراني بينما لا تلوح في الأفق أي بوادر على حلحلة أزمة الملف النووي بعد تعثر مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإنعاش الاتفاق النووي الذي ترفض كل الأطراف نعيه بما فيها الأطراف الغربية لكنها في الوقت ذاته تعتبره سرا وعلانية أنه اتفاق ميت.

وتوقفت في سبتمبر/أيلول محادثات أميركية إيرانية غير مباشرة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى العالمية وإيران والذي انسحبت منه واشنطن في 2018. وعبر مدير عام وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عن قلقه إزاء إعلان طهران في الآونة الأخيرة تعزيز قدرتها على تخصيب اليورانيوم.

وتعثرت المحادثات النووية وسط اتهام القوى الغربية لإيران بطرح مطالب غير منطقية، فضلا عن تحول التركيز إلى الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب الاضطرابات الداخلية في إيران إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها.

وكان وزير الخارجية السعودي قد أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي أن جيران إيران في الخليج سيتحركون لتعزيز أمنهم إذا امتلكت طهران أسلحة نووية.

وقال الوزير السعودي على هامش مؤتمر السياسات العالمي في أبوظبي ردا على سؤال بشأن هذا السيناريو "إذا حصلت إيران على سلاح نووي جاهز للعمل، سيكون من الصعب التكهن بما سيحدث"، مضيفا "نحن في وضع خطير للغاية في المنطقة... يمكنك أن تتوقع أن دول المنطقة ستدرس بالتأكيد كيفية ضمان أمنها".

ورغم أن الرياض ما زالت "متشككة" تجاه الاتفاق النووي الإيراني، قال الأمير فيصل إنها تدعم جهود إحيائه "شريطة أن يكون نقطة انطلاق وليس نقطة النهاية" لاتفاق أقوى مع طهران.

وتضغط دول الخليج من أجل اتفاق أقوى يعالج مخاوفها إزاء صواريخ إيران الشيعية وبرنامجها للطائرات المُسيرة وشبكة وكلائها في المنطقة.

وقال الأمير فيصل "المؤشرات في الوقت الراهن ليست إيجابية للغاية للأسف"، مضيفا "نسمع من الإيرانيين أنه ليس لديهم مصلحة في برنامج للأسلحة النووية، سيكون من المريح للغاية إذا استطعنا تصديق ذلك. إننا بحاجة لمزيد من الضمانات بهذا الشأن".

وتؤكد إيران أن برنامجها النووي هو لأغراض مدنية فقط، لكنها تواصل في الوقت ذاته رفع وتيرة التخصيب بدرجة نقاء عالية وبنسبة تقربها من المستوى المطلوب لصناعة قنبلة نووية.

وتواصل إيران كذلك تسليح حلفائها الحوثيين في اليمن الذين ينفذون هجمات إرهابية بصواريخ باليستية ومسيرات إيرانية الصنع طالت مواقع اقتصادية ومدنية.

وتنكر طهران أي دور لها في تلك الهجمات أو أن تكون سلحت الحوثيين لكن فحوصات دقيقة لحطام مسيرات وصواريخ أسقطتها دفاعات التحالف العربي والدفاعات السعودية، أكدت أنها إيرانية الصنع.

كما سبق لقوات التحالف العربي والقوات الأميركية أن ضبطت سفنا محملة بأسلحة إيرانية كانت في طريقها للحوثيين. ويثقل ملف تسليح الحوثيين ووكلاء إيران في المنطقة، على جهود إعادة تطبيع العلاقات بين الرياض وطهران.