Skip to main content

ارتفاع جرائم الكراهية التي تستهدف الكورد

الكورد
AvaToday caption
الهجمات الأخيرة مرتبطة بـ "التحريض المتزايد وأنواع خطاب الإبادة الجماعية التي يستخدمها اليمين المتطرف ''
posted onAugust 1, 2021
nocomment

كتب المحلل سيث ج.فرانتزمان في صحيفة جيروزاليم بوست يوم السبت أن صعود اليمين التركي المتطرف في السنوات الأخيرة أدى إلى "تحريض هائل" ضد الكورد والأقليات كما يتضح من الهجمات الأخيرة في غرب إزمير ومحافظات قونية الوسطى.

وكتب فرانتزمان أن الكراهية ضد الأقليات في تركيا، والتي أحياها القوميون المتطرفون، تلقت في بعض الأحيان دعمًا رسميًا من حزب أردوغان الحاكم، على الرغم من محاولات الحزب حشد الناخبين الكورد في بعض الأحيان.

وجهت وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة في تركيا مؤخرًا أصابع الاتهام إلى "الإرهابيين" الكورد دون أي دليل على حرائق الغابات التي عصفت بالبلاد، في خطوة تستهدف الكورد في البلاد.

في غضون ذلك، قتل سبعة من أفراد أسرة كوردية يوم الجمعة في هجوم يعتقد أنه كان بدوافع عنصرية. وكانت الأسرة المعنية قد تعرضت في السابق للهجوم واشتكت من أن الشرطة تجاهلت الخطر الذي يهدد حياة أفرادها.

كما أشار فرانتزمان إلى الهجوم على مقر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للكورد في إزمير في يونيو، والذي أسفر عن مقتل متطوعة واحدة من الحزب الموالي للكورد. ونفذ الهجوم عضو في الحركة اليمينية المتطرفة في تركيا.

وفي 17 يونيو، قُتلت دنيز بويراز، العضو في حزب الشعوب الديمقراطي برصاص مهاجم داخل مقر الحزب في مقاطعة إزمير الغربية. وأوضح أونور جينسر، القومي المتطرف الذي قاتل إلى جانب وكلاء أتراك في سوريا، تصرفاته بالقول إنه يكره حزب العمال الكوردستاني، الذي يشن تمردا منذ عقود ضد تركيا.

وتأتي موجة الحوادث في الوقت الذي تواصل فيه أنقرة حملة القمع المستمرة منذ سنوات على حزب الشعوب الديمقراطي، حيث يواجه الحزب الإغلاق واحتجاز الآلاف من أعضائه أو سجنهم أو محاكمتهم بتهم الارتباط بحزب العمال الكوردستاني المحظور.

وقال فرانتزمان إن وسائل الإعلام التركية تزعم أن حوالي 40 ألف شخص قتلوا في تركيا على مدى العقود الماضية في الحرب مع حزب العمال الكوردستاني، لكنه أشار إلى أن معظم الضحايا كانوا من المدنيين الكورد على الأرجح بسبب العمليات العسكرية التركية.

كتب المحلل أنه في حين أنه من غير الواضح إلى أي مدى أعطى التحريض ضد "الإرهابيين" والخطاب المناهض لحزب الشعوب الديمقراطي شعورًا بالحق في الانخراط في هجمات على المواطنين الكورد، فقد تكون الهجمات الأخيرة مرتبطة بـ "التحريض المتزايد وأنواع خطاب الإبادة الجماعية التي يستخدمها اليمين المتطرف ''.

وبحسب وسائل إعلام تركية فإنّ أفراد عائلة ديدي أوغلو السبعة قتلوا على أيدي مسلّحين هاجموا منزلهم وحاولوا إحراقه. وكان أفراد هذه العائلة أصيبوا بجروح خطيرة في مايو الماضي في هجوم شنّه عدد من جيرانهم بسبب قوميتهم الكوردية، قائلين لهم "ليس مسموحاً للكورد بالعيش هنا"، بحسب ما نقل موقع "غازيت دوفار" الإخباري في منتصف يوليو عن أحد أفراد هذه العائلة الذي قُتل الجمعة.

وحينها اتّهم الضحية جهازي الشرطة والقضاء بمحاباة المهاجمين، مؤكّداً أنّ جميع أفراد الأسرة يخشون على حياتهم، ووفقاً لوكيل الدفاع عن الضحايا المحامي عبد الرحمن كارابولوت، فإن إطلاق سراح مرتكبي الهجوم الأول منحهم شعوراً بالإفلات من العقاب.

وقال كارابولوت لقناة "آرتي تي في" التلفزيونية "إنّه هجوم عنصري بالكامل.. القضاء والسلطة يتحمّلان نصيبهما من المسؤولية عمّا حدث".

بدورها قالت إيرين كيسكين، نائبة رئيس "جمعية حقوق الإنسان"، في تغريدة على تويتر إنّ هذه قضية كنّا نتابعها. قال لي أصغر أفراد العائلة إنّنا خائفون للغاية. لكنّ السلطات سارعت إلى نفي الطابع العنصري للجريمة.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أمام الصحافيين إنّ الجريمة سببها عداء مزمن بين عائلتين، معتبراً أنّه من "الاستفزاز" اعتبار ما حدث جريمة عنصرية. وأضاف "ليس هناك أي علاقة لهذا الهجوم بالمسألة التركية - الكوردية. إن الربط بين هذين الأمرين يعادل في خطورته خطورة الهجوم".

لكنّ "حزب الشعوب الديموقراطي" المؤيّد للكورد رفض تصريح الوزير، معتبراً أنّ ما شهدته قونيا من جرائم راح ضحيتها مواطنون كورد يندرج في إطار الهجمات التي تستهدف الكورد والتي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة.

وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار في تصريح مساء الجمعة "لقد شهدنا في قونية مثالاً مروعاً للهجمات العنصرية المستمرة منذ فترة. إنّ خطاب السلطة الذي ينطوي على الكراهية والاستفزاز هو المسؤول الرئيسي عن هذه المذبحة".

وكانت سلطات محافظة قونية نفت الطبيعة العنصرية لتلك الجريمة، مؤكّدة أنّها نتيجة مشادّة اندلعت بسبب ماشية دخلت حقولاً في قرية أخرى.

وبعد مذبحة قونيا، تم تشكيل لجنة خاصة بأمر من رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو. وأدلى الوفد الذي ترأسه نائب حزب الشعب الجمهوري في قونية عبد اللطيف شينر ببيانات بعد الفحص والتحقيق.

وأكّد شينر في بداية حديثه بالتركيز على الأخوة التركية الكوردية، "نعتقد أن هذا الحدث الشنيع لن يضر بأجواء الحب والأخوة الكوردية التركية الموجودة في قونية منذ قرون".

قال شينر "بعد الحادث، نشعر جميعًا بالحزن، وننزف من الداخل، ومشاعرنا بالفعل منهارة. وبسبب هذا الحدث، تم إرسال وفد من حزب الشعب الجمهوري إلى هنا لتقييم الموضوع وتقديم تعازينا".

وأضاف شينر في بيانه الصحفي: "نحن، بصفتنا حزب الشعب الجمهوري، نعتقد أن تعزيز إرادة شعبنا للعيش معًا هو قبل كل شيء. قد يكون هناك أشخاص يفكرون بشكل مختلف في هذا البلد، قد تكون هناك أحزاب سياسية مختلفة. وبالمثل، قد يكون هناك عرقيون مختلفون. ولكن يجب أن يسعد جميع مواطنينا بالعيش معًا كمواطنين في هذا البلد، فمن الأولويات الأساسية لنا أن يحولوا طاقاتهم إلى تآزر من خلال العيش معًا. أي تعزيز إرادة 84 مليون شخص في بلدنا للعيش معا هو المبدأ والجهد الأساسي والأساسي لحزب الشعب الجمهوري..".