Ana içeriğe atla

لماذا تستهدف طهران مجاهدي خلق دون غيرها من المعارضة الايرانية؟

مريم رجوي
AvaToday caption
بعد 4 عقود من حملة النظام ضد مجاهدي خلق، ومع إنه قد قام بالزعم لمرات عديدة بأن مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود وأصبحت أثرا بعد عين
posted onNovember 9, 2023
noyorum

نزار جاف

من الوارد أن يبادر أي نظام دکتاتوري لمحاربة المعارضة والطعن والتشکيك فيها بمختلف الصور والاساليب وخصوصا فيما لو کانت هذه المعارضة معروفة بنشاطها وفعاليتها وقوة تواجدها على الساحة وتمکنها من التأثير على الاحداث والتطورات وجعلها تسير بسياقات مختلفة عن تلك التي يريدها ويبتغيها النظام، لکن هذه المحاربة لها سقف ومجال محدود وليست بالصورة التي تتجاوز کل الحدود وتصبح هذه المعارضة هدفا مشروعا في سائر أرجاء العالم، کما يجري مع النظام الايراني من حيث محاربته لمنظمة مجاهدي خلق وسعيه من أجل القضاء المبرم عليها.

حديث المواجهة الجارية بين النظام الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق، حديث طويل وله جوانب وأبعاد مختلفة بدأ منذ بدايات تأسيس النظام، والاختلاف الذي وقع بين الطرفين والذي تطور مع مرور الايام حتى وصل الى مفترق لم يعد بالامکان التوفيق بينهما.

إستهداف النظام لمجاهدي خلق وجعلها على رأس أولوياته على مختلف الاصعدة، مرتبط أساسا بالاختلاف الفکري ـ السياسي ـ الاجتماعي العميق بينهما، خصوصا إذا ما لفتنا النظر هنا الى ثلاثة نقاط خلاف جوهرية بينهما منذ البدايـة، الاولى کانت متعلقة بوقوف مجاهدي خلق الى جانب النساء الايرانيات عندما تظاهرن في طهران ضد قرار خميني بفرض الحجاب عليهن، إذ الى جانب وقوف المنظمة الى جانبهن ودعمها لموقفهن فقد قامت عضوات من المنظمة بحماية المتظاهرات من أي تعرض ممکن من جانب النظام.

النقطة الثانية، کانت في رفض المنظمة للمجزرة الدموية التي جرت في مدينة سنندج طبقا لأوامر صادرة من خميني أيضا حيث تم تنفيذ أحکام الاعدام الميدانية بأعداد کبيرة من المواطنين الکورد، وهو موقف لم يجرٶ أي طرف أو حزب آخر في إيران وقتئذ لإتخاذه خصوصا وإنه يتصدى لموضوع الاقليات العرقية وهو موضوع لم يتجرأ أي طرف سياسي في إيران لإثارته، أما النقطة الثالثة والتي تعتبر الاهم؛ فقد کان رفض المنظمة التصويت على دستور نظام ولاية الفقيه وإعتبرته إمتدادا لنظام الشاه، ولذلك فقد حدثت القطيعة النهائية بين الطرفين ولاسيما بعد أن لم يفلح خميني بنفسه من إقناع زعيم مجاهدي خلق، مسعود رجوي بعد الاجتماع الذي تم عقده بينهما من جعله يقف الى جانب النظام وتإييده کما حدث مع حزب "تودە" -الحزب الشيوعي الايراني- وأحزاب وتنظيمات أخرى، وهذا ما جعل النظام يستنفر کل إمکانياته ضد المنظمة وأن يبيدها عن بکرة أبيها.

الملاحظة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية هنا، هي إن مجاهدي خلق تعرضت الى حملة غير عادية بالمرة من جانب النظام تضمنت الجوانب العسکرية والامنية والفکرية والفنية بل وحتى على مستوى العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم، وللمعلومات فإن هذه الحملة قد شرع بها النظام قبل قدوم المنظمة الى العراق، ولاسيما وإن هناك العديد ممن يربطون الخلاف بين الطرفين بهذا الامر وهو لا يتفق مع واقع ما قد حدث.

الحملة التي أشرنا إليها، والتي لم تتوقف حيث تعرضت المنظمة الى حملات تشويه منظمة وممنهجة من جانب النظام وصلت الى حد تلفيق إتهامات جاهزة ومغرضة ضدها نظير إتهامها بحادثة التفجير التي وقعت في في المسجد الامام الرضا بمشهد عام 1994، وأسفر عن مقتل 25 زائرا وجرح المئات، حيث سارع النظام لإتهام المنظمة لکن تبين فيما بعد وطبقا لإعتراف أحد أفراد الحرس الثوري بأن الحادثة کانت من جانب النظام نفسه! ونفس الشئ بالنسبة لما أشاعه عن إن مجاهدي خلق وقفت الى جانب نظام صدام حسين في محاربته للکورد أثناء الانتفاضة عام 1991، لکن لم يکن ذلك إلا زعما کاذبا هدفه الطعن في المنظمة والتأليب عليها ويومها سعى کاتب هذه الاسطر لکتابة تحقيق صحفي عن هذا الموضوع وسعى جاهدا للقاء أناس في مدن کفري وکلار من ممن زعم النظام الايراني بأن أقربائهم أو معارفهم تعرضوا للقتل على يد المنظمة لکن، لم يحصل ذلك والانکى من ذلك إن النظام ومن أجل التأليب على المنظمة قام بنشر صور لأحد الافلام التي أنتجها بهذا الصدد ونشر صورها على إنها مستمدة من أرض الواقع!

بعد 4 عقود من حملة النظام ضد مجاهدي خلق، ومع إنه قد قام بالزعم لمرات عديدة بأن مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود وأصبحت أثرا بعد عين، لکن النظام بنفسه وعلى لسان خامنئي نفسه عاد ليتهم مجاهدي خلق بقيادة الانتفاضات الشعبية التي أرعبت النظام، والانکى من ذلك إن النظام لا يزال يحذر الشعب الايراني عامة والاجيال الشابة خصوصا من التأثر بأفکار المنظمة وضرورة الابتعاد عنها، لکن من المهم جدا أن نلفت النظر هنا الى نقاط خلاف أخرى بين الطرفين إستجدت طبقا للأحداث والتطورات التي جرت على مر العقود الاربعة، ومنها:

ـ تصدير التطرف والارهاب والتدخلات السافرة في بلدان المنطقة.

ـ البرنامج النووي المشبوه الذي يستهدف المنطقة قبل أي طرف آخر.

ـ حقوق الانسان وإنتهاکات النظام لها وحملات الاعدام التي لم يتوقف عنها حتى أثناء إثارته للحرب في غزة فقد أعدم 40 إيرانيا خلال 13 يوما فقط!

أکثر ما جعل النظام يصاب بحالة من الهستيريا هو طرح مجاهدي خلق بمثابة البديل السياسي الجاهز للنظام، والترکيز عليه بعد الانتفاضات الثلاثة الاخيرة وبشکل خاص بعد إنتفاضة 16 سبتمبر2022، وهو الامر الذي دفع بالنظام للتحرك خلال شهري يونيو ويوليو المنصرمين في کل من فرنسا وألبانيا من أجل تحجيم الدور والتأثير غير العادي للمنظمة في الاوضاع داخل إيران، وهو تصرف فضح النظام کثيرا وأثبت من حيث يريد أو لا يريد الاعتراف بقوة دور وتأثير المنظمة على الاوضاع الداخلية في إيران وبحجم ومستوى شعبيتها في سائر أرجاء إيران.