Skip to main content

جرحى احتجاجات إيران يفرون خارج البلاد

الاحتجاجات المناهضة
AvaToday caption
تقول الصحيفة إن مسعود يقضي كل وقته تقريبا في الداخل يتصفح الإنترنت ويراقب الأخبار، لإنه يخشى الخروج من المنزل بسبب وجود العملاء الإيرانيين في السليمانية
posted onNovember 17, 2022
nocomment

يحاول معظم الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للنظام في إيران البقاء بعيدا عن أنظار أجهزة الأمن داخل البلاد، لكن البعض منهم، وخاصة أولئك الذين أصيبوا في الحملة القمعية ضد المحتجين، أجبروا على الفرار.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن من المستحيل تقدير عدد جرحى الاحتجاجات الذين فروا من إيران بشكل موثوق لأن معظمهم فضل الاختباء وعدم الإعلان عن مكانه.

ومع ذلك تبين الصحيفة أن البعض منهم تمكنوا من عبور الحدود البرية إلى العراق المجاور أو نجحوا في الصعود على متن رحلات جوية غادرت إيران بالفعل.

من بين هؤلاء شاب إيراني يدعى مسعود لم تستخدم الصحيفة اسمه الكامل بسبب مخاوف على سلامته.

عاد مسعود البالغ من العمر 27 عاما ويعمل مبرمج كمبيوتر، في أحد الليالي إلى منزل عائلته في طهران وهو ينزف من جراء إصابته بوابل من الكريات المعدنية أطلقتها عليها قوات الأمن خلال مشاركته في الاحتجاجات.

في مثل هذه الحالات يعني الذهاب إلى المستشفى بالنسبة للمتظاهرين اعتقالا شبه مؤكد.

يقول مسعود إن والده حثه على الذهاب لتلقي العلاج وأخبره إنهم سيضعونك في السجن لمدة عام فقط، وبعدها ينتهي الأمر. لكن مسعود يشير إلى أن "الجميع يعلم أنك لن تسجن في إيران لمدة عام واحد فقط".

بعد خمسة أسابيع من عبور الحدود إلى العراق، يقول مسعود إن أكثر من 50 كرة معدنية لاتزال في جسده، واحدة منها داخل أذنه اليسرى مما يؤثر على سمعه.

بعد مغادرته المنزل، قال مسعود إن أصدقاءه اصطحبوه إلى طبيب كان يعالج المتظاهرين سرا.

في اليوم التالي لمغادرته، قال مسعود إن والدته اتصلت لتخبره أن ضباط أمن في ثياب مدنية كانوا خارج المنزل يسألون عنه.

تمكن مسعود من عبور الحدود العراقية الإيرانية بمساعدة حزب كومله الكوردي الإيراني المعارض، واستقر حاليا في مدينة السليمانية بإقليم كوردستان العراق.

تقول الصحيفة إن مسعود يقضي كل وقته تقريبا في الداخل يتصفح الإنترنت ويراقب الأخبار، لإنه يخشى الخروج من المنزل بسبب وجود العملاء الإيرانيين في السليمانية، بالإضافة لعدم معرفته للمدينة أو إجادته للغة المحلية.

يقول مسعود إنه ليس عضوا في كومله ولا يهتم بالتدريب كمقاتل، لكنهم ساعدوه في العبور ومنحوه مكانا للإقامة وبالتالي يعتبرهم بمثابة عائلته.

يتحدث مسعود عن السبب الذي دعاه وباقي الشباب في إيران للانضمام للاحتجاجات ويقول إن "موت مهسا كان الشرارة.. بعد مقتلها بدأت أرى كل الفقر والوضع السيئ في إيران وقررت أن هذا النوع من الحياة يجب أن ينتهي".

أما والداه، وهما من الطبقة المتوسطة، فيؤكد مسعود أنهما يدعمان الحكومة إلى حد ما ولا يدعمان الاحتجاجات"، مشيرا إلى وجود انقسام بين الأجيال بشأن التظاهرات.

ولدى سؤاله عما إذا كان ما مر به يستحق التضحية، يرد مسعود "لقد دمرني هذا السؤال.. لا أعرف هل أبكي أو ماذا أقول.. لقد فقدت كل ما لدي.. ليس لدي عائلة ولا بلد".

وبعد أن سكت لبرهة يواصل مسعود حديثه بالقول "على الرغم من التكلفة أشعر بأني مضطر لاتخاذ موقف.. يجب أن يأتي وقت تنتهي فيه الديكتاتورية التي دمرت حياة 80 مليون شخص ويجب أن يبدأها شباب شجعان مثلي".

وتفيد منظمات حقوقية إيرانية بأن 344 محتجا على الأقل لقوا حتفهم في الاحتجاجات، المستمرة منذ أكثر من شهرين، من بينهم 52 قاصرا، ويعتقد أن الآلاف أصيبوا بجروح فيما اعتقلت السلطات نحو 15820 شخصا.

واندلعت شرارة الاحتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر بعد توقيفها على يد شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقوانين اللباس الإسلامي.

وتصاعدت حركة الاحتجاج بسبب الغضب حيال قواعد اللباس المفروضة على النساء، لكنها تطورت إلى حركة واسعة ضد حكم رجال الدين القائم في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.