Skip to main content

إيران "تماطل" كتكتيك تفاوضي

اتفاق نووي
AvaToday caption
رغم اتخاذ إيران خطوات لإعداد مواطنيها لتوقيع محتمل على اتفاق، فإن الفجوة بين الطرفين حول العديد من القضايا الرئيسية لا تزال كبيرة. في الوقت نفسه، لا يوجد ما يشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يُعتقد أنه يعارض الصفقة، قد غير رأيه
posted onSeptember 4, 2022
nocomment

يواصل المسؤولون الإسرائيليون استخدام عدة تكتيكات في محاولة لمنع إيران من التوصل إلى اتفاق نووي. ولم يتضح بعد ما إذا كانت إيران تطالب بأن تقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإغلاق ملف تحقيقاتها ضدها، والتي من المرجح أن تؤدي إلى انهيار المفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد.

وعلى الرغم من أن إشارات ترجح احتضار الاتفاقية، فإن الإعلان عن وفاتها ما زال بعيدًا. وفي هذا الإطار، قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات لصحيفة "هآرتس": "هناك الكثير من الأطراف المهتمة بهذه الصفقة، وسوف يحاولون إحياءها في الفترة المقبلة".

وبحسبه، فإن إيران تستخدم باستمرار التأخير كتكتيك تفاوضي، وإصرارها على إغلاق ملف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يكون بمثابة تأجيل آخر، حتى لو لم يفجر الصفقة بالكامل.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي آخر ما كرره مؤخرًا التقييم بأن المفاوضات قد تتأخر إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي الأميركية في نوفمبر.

وبحسب "هآرتس"، فإن الولايات المتحدة تريد توقيع الصفقة في أقرب وقت ممكن من أجل وضع الأمر خلفها، بينما تتطلع إيران إلى تحقيق أكبر عدد ممكن من الإنجازات قبل اتخاذ قرار بشأن التوقيع على صفقة جديدة أو الانسحاب كليا.

هذا وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، محمود عباس زاده مشكيني، إن طهران تسعى "لإنهاء وحسم المفاوضات" وإذا رفض الجانب الغربي الاتفاق، "فلدى إيران خيارات أخرى على الطاولة"، مضيفا "أنها ليست خالية الوفاض في هذا المجال"، على حد قوله.

وصرح مشكيني، الأحد، في مقابلة مع وكالة "إرنا" الرسمية، بأن "أي اتفاق دولي يفتقر إلى ضمانات لا قيمة له"، وقال: "نظرا إلى التجربة السابقة، أثبت الغربيون أنهم غير موثوقين في الوفاء بالتزاماتهم، ولهذا السبب تبحث إيران عن الحصول على ضمان للاتفاق، وهذا ما يؤكد عليه أيضا نواب البرلمان، ومن حيث المبدأ، لا ينبغي توقيع اتفاق دون الحصول على ضمان".

وأوضح مشكيني "إن الشعب الإيراني لن يقبل أي اتفاق يحرم إيران من الامتيازات التي تريدها"، زاعما أن النظام الإيراني "يتمتع بالقوة والاقتدار" لذلك يمكن لوزارة الخارجية الإيرانية "العمل بقوة أكبر في مجال الدبلوماسية".

وبشأن ما تقوم به حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من خلال عملية التفاوض ومواجهة ما وصفه "التوسعية الغربية"، قال: "إن أوراق إيران في هذه الجولة من المفاوضات ساعدت فريق التفاوض على العمل بقوة أكبر للحفاظ على المصالح الوطنية والتماسك السياسي في البلاد، كما أن القيادة الذكية وفرت أرضية على الساحة الدولية وفي المفاوضات أجبرت أميركا على الانسحاب".

ورغم اتخاذ إيران خطوات لإعداد مواطنيها لتوقيع محتمل على اتفاق، فإن الفجوة بين الطرفين حول العديد من القضايا الرئيسية لا تزال كبيرة. في الوقت نفسه، لا يوجد ما يشير إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي يُعتقد أنه يعارض الصفقة، قد غير رأيه، وأنه سيسمح لمن هم دونه بالتوقيع عليها.

ووسط إصرار الولايات المتحدة على أن الاتفاق النووي هو الخيار الأفضل للتعامل مع طهران، يعتزم الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، المشاركة في "اجتماع سري" مع أعضاء الكونغرس الأميركي من أجل تقديم إيضاحات حول مسار المفاوضات.

إذ يتوقع أن يمثل مالي أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأميركي في 14 سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك وفقاً لما تضمن نص مذكرة خاصة بهذا الاجتماع، بحسب ما نقلت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

كما لفتت إلى أن تغييرات هامة قد تطرأ على المفاوضات بحلول موعد الاجتماع المذكور، وسط تقدّم ملحوظ بدأ الأسبوع الماضي رغم التعثر الأخير الذي ظهر بعيد الرد الإيراني.

يأتي هذا فيما تدرس جميع أطراف الاتفاق النووي، وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، إلى جانب الولايات المتحدة التي انسحبت منه، حاليا الرد الإيراني الذي قدمته طهران بشأن المفاوضات النووية الجارية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

يذكر أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، كان قدم في الثامن من أغسطس الماضي - وبعد جولات ومفاوضات طويلة ومعقدة انطلقت في أبريل الماضي (2021) في فيينا، واستمرت 16 شهرا - نصاً نهائياً للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.

وقد تسلم بوريل، الرد الإيراني الأول في منتصف أغسطس الماضي (2022)، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية.

ليأتي أخيراً رد طهران، مساء الخميس، ويضع المحادثات ثانية في مهب الريح، وسط غموض يلف مصيرها، لاسيما بعد أن وصفه الأميركيون والأوروبيون على السواء بـ "غير البناء".