Skip to main content

إيران تراوغ المجتمع الدولي في مفاوضاتهِ

مفاوضات فيينا
AvaToday caption
سعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع الجمهورية الإسلامية على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة
posted onJune 29, 2022
nocomment

قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة بوساطة الاتحاد الأوروبي مستمرة في أجواء "جدية" في نفي لتقرير سابق قال إنها انتهت دون التوصل لنتيجة.

وأكدت أن المحادثات غير المباشرة ستنتهي بعد يومين فقط، دون أي أنباء حول التوصل إلى اتفاق يساعد على دفع المحادثات مع الدول الكبرى في فيينا قدما، لكن مصدرا في الاتحاد الأوروبي ذكر أنه من المقرر أن تستمر عدة أيام، بينما لم يعلن في السابق عن مدتها، فيما تأتي قبل زيارة مرتقبة يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن القيام بها إلى السعودية منتصف الشهر المقبل.

وتهدف المحادثات لتخطي الخلافات المتعلقة بكيفية إنقاذ الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران والقوى العالمية. وفي وقت سابق، ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء أن المفاوضات في الدوحة انتهت دون نتيجة.

وقال ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية وفقا لما نقلته عنه وسائل إعلام رسمية إيرانية "المحادثات المنعقدة على مدى يومين لم تنته بعد، وسيعقد اجتماع آخر ظهر اليوم بين كبير المفاوضين النوويين الإيراني (علي باقري كني) ومبعوث الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا"، مضيفا "المحادثات مستمرة في أجواء جدية وعملية".

وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية إنّ المحادثات مستمرة الأربعاء، مضيفة "نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".

لكن من أجل ذلك "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي.

وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردّت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

وسعت إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع الجمهورية الإسلامية على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الأخيرة.

وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يأملون في إحراز تقدم في قطر. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "نأمل بالتوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترامب الذي لم يكن متوافقا مع القانون الدولي".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله الثلاثاء في العاصمة التركمانستانية عشق أباد "نحن جادون ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال".

وبحسب الوزير الإيراني فإنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نوايا جادة وتحلى بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة".

وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدما جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود منذ مارس/اذار مع تبقّي نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصا في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم الحرس الثوري الإيراني من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن.

وخلال محادثات فيينا، كررت إيران أيضا مطالبتها بضمانات أميركية لعدم انسحاب واشنطن من الاتفاق كما فعل ترامب.

وتقول إدارة بايدن إن إزالة الحرس الثوري من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب الكثير من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.

وبدأت المحادثات أمس الثلاثاء، ومورا هو المنسق لها إذ يتبادل الحديث مع كني ومع المبعوث الخاص لواشنطن المعني بالملف الإيراني روب مالي. ويحاولون كسر الجمود المستمر منذ شهور والذي أوقف جهودا في فيينا لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران عام 2015 مع القوى العالمية.

ونقلت تسنيم في وقت سابق عن مصادر مطلعة على المحادثات قولها "ما منع تلك المفاوضات من الوصول إلى نتائج هو إصرار الولايات المتحدة على مسودتها المقترحة في فيينا التي لا تشمل أي ضمانات للمنافع الاقتصادية الإيرانية".