Skip to main content

بغداد تبحث عن دور محوري

ماكرون - الكاظمي
AvaToday caption
العراق الذي يجد نفسه في وضع معقد بين جارته الشيعية الشرقية وجارته السنية إلى الجنوب، يسعى إلى اداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط منذ أنزل الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف نهاية 2017
posted onAugust 10, 2021
nocomment

سعياً لتخفيض التوتر في المنطقة وتركيز الجهود لمحاربة الجماعات الإرهابية، يشارك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية الشهر الحالي في "مؤتمر إقليمي" تستضيفه العاصمة العراقية بغداد، دعي إليه أيضاً قادة دول مجاورة مثل السعودية وتركيا وإيران بحسب وزارة الخارجية العراقية.

وترغب بغداد في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها أمام الاستثمارات، وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وجاء في بيان صدر عن رئاسة الوزراء العراقية الاثنين عقب اتصال بين ماكرون ومصطفى الكاظمي، إن رئيس الوزراء العراقي أبلغ ماكرون بأن "فرنسا شريك حقيقي للعراق"، فيما أعلن ماكرون من جهته عن "دعمه الكامل للعراق" وأشاد بـ"الدبلوماسية العراقية المتوازنة".

وستشكّل هذه ثاني زيارة لماكرون إلى العراق خلال أقلّ من عام بعد أن زاره في سبتمبر الماضي.

ومعروف أنّ الرئيس الفرنسي يقف بشدّة ضد التدخلات التركية والإيرانية في العراق، وسبق وأن أدان العمليات العسكرية للجيش التركي في إقليم كردستان.

وكانت وزارة الخارجية العراقية قد قدمت دعوات للمشاركة في المؤتمر لكل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز.

يأتي ذلك فيما استضافت بغداد خلال الأشهر الماضية مفاوضات بين وفدين إيراني وسعودي لمناقشة تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.

وهناك علاقات متوترة جدا بين ماكرون وأردوغان على أكثر من صعيد، على الرغم من محاولة الأخير التهدئة تجنّباً لفرض عقوبات أوروبية كانت تقودها باريس.

في مايو الماضي، أكد مصدران لفرانس برس أنه بالإضافة إلى المفاوضات الإيرانية السعودية، تجري أيضاً محادثات بين الأتراك والإماراتيين، لكن بدون أن يحددا زمانها ومكانها. وتحاول أنقرة تحسين علاقاتها مع الدول الخليجية، لا سيما السعودية والإمارات.

والعراق الذي يجد نفسه في وضع معقد بين جارته الشيعية الشرقية وجارته السنية إلى الجنوب، يسعى إلى اداء دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط منذ أنزل الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف نهاية 2017.

استضافت بغداد كذلك نهاية يونيو قمة ثلاثية جمعت بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبدالله الثاني والكاظمي.

ويدرك المسؤولون العراقيون أن الطريق طويل، ولكن إن لم يتمكن العراق من أن يمارس ضغوطًا كبيرة فإنه على الأقل وفر ساحة للحوار.

كذلك، فإن بغداد واحدة من العواصم الإقليمية القليلة التي تربطها علاقات جيدة مع الدول المجاورة.

وفيما تسعى بغداد إلى تحقيق تقارب بين حلفاء الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، أي السعودية والأردن ومصر، تدعم أيضاً عودة سوريا إلى الجامعة العربية.

في المقابل، لم تجرِ محادثات بين العراق والسعودية منذ وقت طويل.

وعام 1990، حين اجتاح صدام حسين الكويت، قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع العراق، ولم تستأنف العلاقات بينهما إلا في عام 2017، أي بعد 15 عاماً على سقوط صدام حسين.

كذلك، فإن رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي، وهو شيعي كما يتطلبه العرف، صديق مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ومن شأن أي تهدئة بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما في العام 2016 متبادلتين الاتهامات بزعزعة استقرار المنطقة، أن تعود بالفائدة على العراق الذي لا يزال يشهد هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تعد ورقة بيد إيران تستخدمها في كل مفاوضات مع بغداد، بحسب مسؤولين عراقيين.

ووصل وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الثلاثاء، إلى طهران لتسليم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، دعوة من بلاده لحضور مؤتمر دول الجوار المزمع عقده في بغداد نهاية الشهر الجاري.

جاء ذلك وفقا لبيان أصدرته وزارة الخارجية العراقية، قال إن "حسين والوفد المُرافق له وصل إلى طهران اليوم، وسيلتقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الإيرانيين".

وأضاف أن "الاجتماع يناقش مواضيع تخص العلاقات الثنائية والوضع الأمني في المنطقة، بالإضافة إلى تسليم الدعوة المُوجهة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لرئيس الإيراني لحضور اجتماع القمة لدول الجوار العراقي".