Skip to main content

مقتدى الصدر يحيّر العراقيين

مقتدى الصدر
AvaToday caption
بعد توصل الصدر والكتل السياسية، المتحالفة مع إيران، إلى اتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي، في فبراير الماضي، وهو خيار رفضه المحتجون، تحول أصحاب القبعات من حماية المتظاهرين إلى الاعتداء عليهم وإزالة مخيماتهم
posted onOctober 4, 2020
nocomment

لم يفوت زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، فرصة إحياء ذكرى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في أكتوبر العام الماضي، ليصدر بيانا يضاف إلى سلسلة التقلبات التي تميزت بها مواقفه، حتى أصبح بعض الناشطين يسمونه "زعيم المتناقضات".

وفي بيانه الحديث الذي نشره على صفحته الرسمية بتويتر، بدأ الصدر بجملة "مرت علينا الذكرى السنوية الأولى لما يسمونها بـ(انتفاضة تشرين)"، ليذكره المغردون ببيان آخر، بتاريخ فبراير 2020، وبدأه بـ "عشقت ثورة تشرين، وما زلت أعشقها".

لكن في نفس الشهر الذي أعلن الصدر فيه "عشقه لثورة تشرين"، اقتحم أنصاره، المعروفين باسم أصحاب القبعات الزرق، نظرا للقبعات الزرق التي عادة ما يضعوها على رؤوسهم، مخيما للمحتجين في مدينة النجف بجنوب البلاد، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين، وهو الأمر الذي استهجنه حينها علي السيستاني، المرجعية العليا لشيعة العراق.

وعلى الأرض، كان أصحاب القبعات الزرق يعكسون هذه الرؤية المتقلبة لسيدهم، فقد شاركوا بشكل غير رسمي في بداية الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وتولوا حماية المحجين في بعض الأحيان من هجمات قوات الأمن وأفراد الميليشيات الإيرانية.

وبعد توصل الصدر والكتل السياسية، المتحالفة مع إيران، إلى اتفاق على تسمية رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي، في فبراير الماضي، وهو خيار رفضه المحتجون، تحول أصحاب القبعات من حماية المتظاهرين إلى الاعتداء عليهم وإزالة مخيماتهم.

وألقى أصحاب القبعات الزرق قنابل حارقة على خيام المحتجين، كما إطلاق رصاص حي بعد ذلك بوقت قصير أدى لمقتل ثمانية أشخاص.

وحينها رأى كثير من المحتجين تحرك الصدر لدعم علاوي ودعواته التالية لأصحاب القبعات الزرق بإزالة مخيمات الاحتجاجات بأنها خيانة، وكانت بمثابة بداية رفض الشارع له، وانشق عدد كبير من التيار الصدري بعد سياسة "السير مع التيار" التي أصبحت واضحة.

ويصور الصدر نفسه قوميا يرفض كلا من الوجود الإيراني والنفوذ الأميركي، لكن ما يحدث على أرض الواقع يغاير ذلك.

وكان العراقيون يعولون على الانتصار المفاجئ للصدر في انتخابات مايو 2018، حيث تصدرت كتلته "سائرون" التي يتزعمها الانتخابات.

إلا أن الشارع العراقي لم يستفد شيئا من هذه الكتلة البرلمانية التي ظلت تتأرجح بين موالاة الميليشيات الإيرانية أحيانا والمحتجين العراقيين في أحيان أخرى، وأجلت طويلا التوصل إلى تسمية الحقائب الوزارية المهمة، حتى يتم الحصول على الموافقة الإيرانية، مما عرقل مهام الحكومات العراقية المتعاقبة.

وفي سبتمبر الماضي، وبينما كانت تشتد هجمات الميليشيات الإيرانية على المنطقة الخضراء مستهدفة البعثات الدبلوماسية، أصدر الصدر، بيانا دعا فيه إلى تحاشي التصعيد الذي قد يحول العراق إلى ساحة معركة.

وكان هذا الموقف هو الأجدد، في هذا الصدد، ففي نهاية العام الماضي وبعدما استهدف صاروخ أطلقته طائرة مسيرة استهدف منزله، أبدى الصدر استعداده للعمل مع الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران لطرد القوات الأميركية من العراق.

وقال حينها إنه إذا لم تنسحب القوات الأميركية "فسيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم".

وكان الصدريون، وقت غزو العراق عام 2003 من أتباع محمد صادق الصدر، والد مقتدى، ورجل دين شعبوي اغتيل (مع أخوي مقتدى الأكبر سنا) على يد نظام صدام عام 1999.

ويقول معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن "الصدريين الذين ما زالوا مع مقتدى هم أتباع مقتدى بقدر ما هم أتباع أبيه. أما أولئك الذين كانوا يريدون الانفصال عن مقتدى فقد فعلوا ذلك وانضموا إلى الجماعات المنشقة المدعومة من إيران، وأبرزها جماعة عصائب أهل الحق"، الموالية لإيران.

وفي بيانه الأخير تحدث الصدر عن انتخابات مبكرة، بإشراف دولي، وبآلية لا تتيح "للأحزاب الفاسدة" التربع على عرش الحكم، الأمر الذي سخر منه الكثير من المغردين.

فهذه الأحزاب التي وصفها الصدر بـ"الفاسدة" سبق وأن تحالف الصدر معها لاختيار رئيس حكومة بعينه، أو تسمية وزير لحقيبة سيادية، ومن بين هذه التحالفات كان "ائتلاف الفتح" الذي يقوده هادي العامري الموالي لإيران.

كما أن بعضا من هذه الأحزاب خرجت من عباءة "جيش المهدي" الذي كان تابعا للصدر، وكان أبرزها "عصائب أهل الحق"، بزعامة قيس الخزعلي، والتي خاضت انتخابات 2018 السابقة تحت كتلة "الصادقون".