Skip to main content

مهزلة الإنتخابات الإيرانية أنتهت بمقاطعة كبيرة

البرلمان الإيراني
AvaToday caption
"إن الانتخابات التكميلية تكمل العرض الذي بدأ مع الجولة الأولى. وإن النواة الصلبة للحكم ترغب في تحويل إيران إلى كوريا شمالية جديدة مع إضافة طبقة كاذبة من الديمقراطية"
posted onSeptember 14, 2020
nocomment

أظهر الإقبال الضعيف على الانتخابات البرلمانية التكميلية التي أجريت في إيران أول أمس الجمعة بشكل لافت، مدى تراجع شعبية النظام الحاكم في طهران وفقدان شرعيته بسبب فشله في إدارة البلاد على مستوى سياساته الداخلية والخارجية، ما وضع البلد على حافة الانهيار الاقتصادي فضلا عن حملات القمع والتخويف التي يعانيها الإيرانيون من سطوة النظام.

وتراوحت نسبة المشاركة في مختلف الدوائر الانتخابي في إيران بين 2 و15 بالمئة، وهي نسبة ضعيفة جدا رغم أن الإقبال على أن الانتخابات التكميلية كان دائما اقل من الجولة الأولى، إلا أن ما حدث الجمعة كان لافتا، ما يعكس مدى سخط الإيرانيين على النخبة السياسية.

وأثار ذلك قلق المسؤولين الإيرانيين بشأن تراجع شعبية النظام وشرعيته، فيما يبدو أن الشارع الإيراني قد ضاق ذرعا بسبب تردي الأوضاع المعيشية والمشاكل الاقتصادية الآخذة في التفاقم، مقابل وعود واهية من قبل الحكومة، فضلا عن الأزمة العميقة في ما يتعلق بالسياسة الخارجية وتمسك النظام بنهجه العدائي تجاه المعسكر الدولي المناوئ لأنشطته المزعزعة لاستقرار المنطقة، ما عمق عزلة طهران وأغلق عليها منافذها التجارية.

ولا يختلف اثنان في أن إيران تمر بأصعب ظرف سياسي واقتصادي في تاريخها بعد أن ضيقت عليها واشنطن الخناق منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية وضعت اقتصادها على حافة الانهيار، فيما عمّق تفشي كورونا وانهيار الريال الإيراني إلى أدنى مستوى له أزمة غير مسبوقة تشهدها البلاد.

وبحسب موقع 'إيران انترناشيونال عربي'، فقد جرت الانتخابات التكميلية في 8 مدن تضم 10 دوائر انتخابية، توفي نوابها في البرلمان أو تم استبعادهم منها، منذ الانتخابات الرئيسية التي جرت في فبراير/شباط الماضي.

وما حدث في مدينة أصفهان خير دليل على تراجع شعبية النظام وشرعيته، فقد شارك في مدينة سيميروم بالمحافظة 8505 ناخبا فقط من أصل 53890 بالانتخابات التكميلية أي حوالي 15 بالمئة ممن صوتوا في الانتخابات الفرعية، و14127 من بين 187783 بليجان في نفس المحافظة أي ما يعادل حوالي 7.5 بالمئة.

ويعتبر ذلك انخفاضًا كبيرًا على مستوى المحافظات مقارنة بالانتخابات التكميلية التي جرت عام 2017 في نفس المحافظة التي شهدت إقبال نحو 30 بالمئة من الناخبين، بمشاركة 242 ألف ناخب من أصل 696 ألف.

وأشارت وكالة أنباء 'تسنيم' التابعة للحرس الثوري السبت إلى أن 8 من بين أغضاء البرلمان العشرة الجدد هم من المحافظين المتشددين، فيما أكدت أن العضوان الآخران هما مستقلان.

ويقول المحلل في قناة 'إيران إنترناشيونال' مرتضى كاظميان، "إن الانتخابات التكميلية تكمل العرض الذي بدأ مع الجولة الأولى. وإن النواة الصلبة للحكم ترغب في تحويل إيران إلى كوريا شمالية جديدة مع إضافة طبقة كاذبة من الديمقراطية"، مضيفًا أن "الجمهورية الإسلامية تعتمد على شبه انتخابات ولا تهتم بتراجع نسبة المشاركة".

وفي سياق متصل نقلت ذات المصادر عن الصحافي المحلي أوميد هلالي قوله على تويتر، إن "من بين 1206779 ناخبًا مؤهلا في الأهواز، صوت 79608 ناخبين فقط في الانتخابات التكميلية. وأن سبب انخفاض نسبة المشاركة (6.6 في المائة) هو الخوف من وباء فيروس كورونا وعدم رضا الناس عن الوضع المالي والسياسي والاجتماعي".

بدوره غرد هدايت خادمي أحد نواب مدينة الأهواز في البرلمان، "عكست نتيجة الانتخابات التكميلية في الأهواز وحميدية وبافي وكارون نتيجة أداء المسؤولين غير المحليين الذين يعارضون تنمية المحافظة".

كما وصف نشطاء على مواقع التواصل الإقبال الضعيف على الانتخابات، بالقول إنه في بعض المحافظات مثل زنجان، كان عدد عناصر الشرطة بمراكز الاقتراع أكبر من عدد الأصوات التي حصل عليها الفائز في الانتخابات التكميلية، فيما بلغت نسبة المشاركة في كرج بمحافظة البرز المجاورة لطهران 2 بالمئة فقط، حيث حصل الفائز الأول في المحافظة البالغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة، على نحو 27 ألف صوت فقط.

أما في بعض المناطق الأخرى، فقد صوت في غارمداريه المكتظة بالسكان نحو 400 شخص فقط، فيما شارك 8 أشخاص فقط في هوسينيه فرديس، وفق مصادر إعلامية محلية.

ويثير هذا الإقبال المنخفض بشكل غير عادي على الانتخابات التكميلية قلقا كبيرا بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة التي من المقرر أن تجرى في يونيو/حزيران المقبل، حيث يرجح محللون أن لا يزيد معدل المشاركة في الانتخابات الرئاسية على 10 بالمئة إذا بقي كل شيء على حاله في المشهد السياسي.