تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سجين رقم 1 عاش و قتل في سجنهِ

إیفان السادس بعد إعدامه
AvaToday caption
حرم هذا الطفل من التعليم وكان عاجزا عن الكلام بشكل واضح، بسبب مكوثه وحيدا لفترات طويلة، كما عانى من اضطرابات نفسية وتصرفات غريبة جعلته أشبه بالإنسان البدائي
posted onFebruary 23, 2019
noتعليق

مع وفاة الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر (Peter I) خلال شهر شباط/فبراير سنة 1725، عاشت روسيا على وقع أزمة عرش، لأن الإمبراطور المتوفى لم يترك وريثا ذكرا بعد أن قتل ابنه الوحيد ووريث عرشه ألكسيي بيتروفيتش (Alexei Petrovich) سنة 1718.

 

 

بطرس الأكبر

 

وبناء على هذا الواقع، تسلمت كاثرين الأولى (Catherine I)، زوجة بطرس الأكبر، مقاليد السلطة وحكمت الإمبراطورية الروسية حتى وفاتها سنة 1727، لتنتقل من بعدها السلطة إلى بطرس الثاني (Peter II) حفيد بطرس الأكبر من ابنه ألكسيي الذي أعدمه في وقت سابق.

لكن فترة حكم بطرس الثاني، الذي استلم العرش وهو في 11 من عمره، لم تدم طويلا، حيث توفي الأخير بحلول عام 1730 عقب إصابته بمرض الجدري لينتقل حكم الإمبراطورية الروسية لآنا يوانوفنا (Anna Ioannovna) ابنة إيفان الخامس (Ivan V) الأخ غير الشقيق لبطرس الأكبر.

حكمت آنا يوانوفنا الإمبراطورية الروسية لأكثر من 10 سنوات قبل أن تتخذ خلال الأيام الأخيرة من حكمها قرارا غريبا وغير مسبوق في تاريخ روسيا.

ففي حدود منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1740 وقبل أيام قليلة من وفاتها، عيّنت آنا يوانوفنا الطفل إيفان السادس (Ivan VI) الذي لم يتجاوز عمره الشهرين، وريثا للعرش خلفا لها بسبب صلة القرابة التي كانت تربطها بوالدته، كما أقدمت على تعيين عشيقها إيرنست يوهان فون بيرون (Ernst Johann von Biron) دوق كورلاند وصيا على العرش.

يوم 28 من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1740، استلم إيفان السادس البالغ من العمر شهرين مقاليد السلطة كإمبراطور لروسيا خلفا للإمبراطورة السابقة آنا يوانوفنا، لتبدأ حينها معاناته التي استمرت حتى وفاته.

خلال الأسابيع الأولى التي تلت اعتلاء إيفان السادس للعرش، عاشت روسيا على وقع انقلاب أزيح من خلاله فون بيرون، الوصي على العرش، من منصبه لتحصل آنا ليوبولدوفنا (Anna Leopoldovna)، والدة إيفان السادس، على لقب الوصية على العرش.

في غضون ذلك، حافظ الطفل إيفان السادس على عرشه لفترة قاربت السنة.

 

إيفان السادس، أمبراطور مدتهِ سنة

 

فيوم 6 من شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1741 عاشت روسيا على وقع انقلاب قادته إليزابيث (Elizabeth)، ابنة بطرس الأكبر، أزاحت من خلاله إيفان السادس ووالدته من سدة الحكم لتستلم عرش روسيا بدلا منهما.

وقد جاء هذا الانقلاب بسبب السياسات الخارجية للوصية على العرش آنا ليوبولدوفنا، التي أحاطت نفسها بالعديد من المستشارين ذوي الأصول الألمانية.

بعدها، اعتقل الإمبراطور السابق إيفان السادس البالغ من العمر حينها سنة وثلاثة أشهر ليعزل عن بقية أفراد عائلته، ويوضع في السجن تحت حراسة مشددة.

خلال تلك الفترة، رأفت الإمبراطورة الجديدة إليزابيث بحال الطفل مفضلة الإبقاء على حياته وحبسه في سجن بإحدى المناطق النائية.

لكنها أصدرت أوامر صارمة لحراس السجن بإعدام إيفان السادس في حال نشوب ثورة أو محاولة لتحريره.

وعلى مدى 20 سنة، أخفت السلطات الروسية الهوية الحقيقية لإيفان السادس، الذي تنقّل بين العديد من السجون، تحت لقب المجهول والسجين رقم واحد.

إلى ذلك، حرم هذا الطفل من التعليم وكان عاجزا عن الكلام بشكل واضح، بسبب مكوثه وحيدا لفترات طويلة، كما عانى من اضطرابات نفسية وتصرفات غريبة جعلته أشبه بالإنسان البدائي.

وطيلة فترة سجنه، لم يسمح لإيفان السادس بلقاء أي كان ما عدا حراس السجن.

لكنه كان يلتقي بين الحين والآخر بعض أباطرة روسيا.

فبالإضافة لإليزابيث، زار الإمبراطور بطرس الثالث (Peter III) إيفان السادس، وذهل عند مشاهدته.

كما زارت كاثرين الثانية (Catherine II) الإمبراطور السابق المسجون، وأكدت ضرورة قتله في حال كشف هويته الحقيقية ومحاولة تحريره.

وخلال شهر تموز/يوليو سنة 1764، حاول عدد من المسؤولين في السجن تحرير إيفان السادس لتنصيبه بدلاً من كاثرين الثانية عقب تعرفهم على هويته الحقيقية، إلا أن بعض الحراس أصروا على تنفيذ ما أمروا به سابقاً، فأعدم إيفان السادس في نفس مكان اعتقاله، ليفارق الحياة عن عمر ناهز 23 سنة قضاها كلها بالسجن.