تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بوتين في طريق مفتوح لولاية خامسة

بوتين
AvaToday caption
يشن الكرملين منذ هجومه الواسع على أوكرانيا حملة قمع واسعة النطاق على المعارضة شبهتها جماعات حقوق الإنسان بالحقبة السوفييتية واعتُقل وسُجن آلاف الأشخاص على خلفية احتجاجات وفر آلاف آخرون من البلاد
posted onDecember 8, 2023
noتعليق

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024 المقرر إجراؤها في مارس/آذار المقبل، فيما يبدو الزعيم البالغ من العمر 71 عاما في طريق مفتوح لتجديد عهده، وسط غياب أي منافسين له في الاستحقاق الانتخابي.

ويحكم بوتين روسيا منذ مطلع الألفية الثالثة وفاز في أربعة انتخابات رئاسية وتولى لفترة قصيرة رئاسة الحكومة في نظام باتت فيه المعارضة غير موجودة فعلا.

ويأتي الإعلان على هامش حفل في الكرملين لأفراد الجيش، بينهم بعض الذين شاركوا في الهجوم في أوكرانيا الذي أمر به بوتين في فبراير/شباط من العام الماضي وقال في الحفل "لن أخفي ذلك، كانت لدي أفكار مختلفة في أوقات مختلفة ولكن هذا وقت اتخاذ القرار" وأكد "سأترشح لمنصب رئيس الاتحاد الروسي".

وأبلغ بوتين قراره خوض الانتخابات إلى الضابط في الجيش الروسي اللفتنانت كولونيل أرتيوم جوغا عقب مراسم تقليد أوسمة في الكرملين لعدد من أفراد الجيش.

ويقول محللون إن بوتين لن يواجه أي منافسين رئيسيين ومن المرجح أن يسعى للحصول على أكبر تفويض ممكن لطمس الخلاف الداخلي بشأن النزاع في أوكرانيا.

وبعد إصلاحات دستورية مثيرة للجدل في 2020، يمكن لبوتين البقاء في السلطة أقله حتى 2036، بينما تقول جماعات حقوق الإنسان إن الانتخابات السابقة شابتها مخالفات وأنه من المرجح أن يُمنع المراقبون المستقلون من متابعة الانتخابات المقبلة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية على مدى ثلاثة أيام في الفترة من 15 إلى 17 مارس/آذاار في خطوة يقول منتقدو الكرملين إنها تجعل ضمان الشفافية أكثر صعوبة.

وقد سُمح لخمسة أحزاب رئيسية بتقديم مرشح لانتخابات 2024 دون جمع التوقيعات وجميع تلك الأحزاب تدعم الكرملين والهجوم في أوكرانيا.

ويمضي المنافس الأبرز لبوتين أليكسي نافالني حاليا حكما بالسجن لمدة 19 عاما بتهم يقول أنصاره إنها كاذبة وفي بيان صدر عن فريقه الخميس شجع الروس على التصويت "لأي مرشح آخر" غير بوتين، واصفا الانتخابات بأنها "محاكاة ساخرة" لعملية انتخابية.

ويشن الكرملين منذ هجومه الواسع على أوكرانيا حملة قمع واسعة النطاق على المعارضة شبهتها جماعات حقوق الإنسان بالحقبة السوفييتية واعتُقل وسُجن آلاف الأشخاص على خلفية احتجاجات وفر آلاف آخرون من البلاد خشية استدعائهم للخدمة العسكرية.

وجعل الهجوم الأوكراني من رئيس الكرملين منبوذا بين الزعماء الغربيين وفُرضت على بلاده عقوبات غير مسبوقة تهدف للحد من قدرتها على تمويل النزاع، لكن فيما تسببت العقوبات في البداية برحيل الشركات الغربية واضطرابات في الصناعة، أثبت الاقتصاد مرونته وظلت معدلات التأييد الداخلي لبوتين مرتفعة.

وأعادت موسكو توجيه جزء كبير من صادراتها من الطاقة إلى زبائن آسيويين من بينهم الصين، ما سمح لها بمواصلة تمويل الهجوم الذي دخل الآن شهره الثاني والعشرين.

ويقول محللون إن بوتين شعر بتحسن حظوظه مع تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا وفشل الهجوم المضاد الذي تشنه كييف في اختراق الخطوط الروسية.

وفي محاولة لتعزيز نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2018 والتي شهدت فوز بوتين بأغلبية ساحقة في كافة المناطق، يصور المسؤولون الاقتراع بأنه معركة محورية ضد القيم الغربية.

ويبدو أن الكرملين يستخدم الإستراتيجية نفسها هذه المرة، إذ اعتبر في قرار قضائي الشهر الماضي "الحركة الدولية للمثليين" جزءا من حرب ثقافية أوسع مع الغرب.