تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الإدارة الذاتية تستغرب "الصمت الدولي" تجاه تركيا

إعلان الحداد العام
AvaToday caption
الإدارة الذاتية من جهتها أعلنت الإثنين، الحداد العام لثلاثة أيام جراء سقوط عدد كبير من القتلى في الهجوم التركي على عدد من المنشآت والمواقع، واصفة الهجوم بـ"الدموي"
posted onOctober 10, 2023
noتعليق

في أكبر حصيلة للغارات الجوية التركية على مواقع ومنشآت الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا (روجافا)، قتل 29 عضواً من قوى الأمن الداخلي "الأسايش"، وجرح 28 إصابة عدد منهم حرجة جراء غارة جوية تركية على أكاديمية لتدريب هذه القوات بريف ديريك (المالكية) في أقصى شمال شرقي سوريا.

الغارة التركية استهدفت في ساعة متقدمة من ليل الأحد عناصر قسم مكافحة المخدرات أثناء وجودهم في الأكاديمية التي يتلقون فيها التدريبات وعلوم مكافحة المواد المخدرة في المنطقة. ولم تكن هذه الحادثة يتيمة في اليوم الرابع لسلسلة هجمات تركية مستمرة، لكنها كانت الأبرز، والتي وعلى أثرها هرع المسعفون إلى مكان القصف على رغم التخوفات من تكرارها في المكان ذاته، ونقل المصابون إلى مستشفيات المنطقة التي أطلقت بدورها نداءات للسكان للتبرع بالدم لإنقاذ حياة مصابين تعرضوا لنزف حاد.

واستمرت الهجمات صباح أمس الإثنين في مناطق مختلفة شمال شرقي سوريا، حيث قتل طفلان بقرية المستورة التابعة لبلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، وذلك جراء قصف مدفعي تركي على قرى البلدة الوقعة على خطوط التماس مع مناطق سيطرة الفصائل السورية المعارضة، التي توجد فيها قواعد ونقاط عسكرية تركية، وفق مصادر محلية.

إلى ذلك قصفت طائرة مسيرة منشأة قرب بلدة الدرباسية في ريف الحسكة الشمالي، وكانت سبباً في إصابة خمس عاملات في جني القطن بالحقول المجاورة لقرية البشيرية، وأدى قصف مدفعي تركي إلى مقتل جندي تابع للنظام السوري في المناطق السيطرة المشتركة بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية في الشهباء بريف حلب الشمالي.

من جهته أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تدمير 194 هدفاً نتيجة العمليات العسكرية الجارية منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في شمال سوريا وكردستان العراق.

ونقلت وكالة "الأناضول" تصريحات أدلى بها، الإثنين، عقب اجتماعه مع الحكومة في أنقرة، قال فيها "نريد من القوى التي لها علاقات وثيقة مع التنظيمات الإرهابية، إبعاد عناصرها عن الإرهابيين في المنطقة تجنباً لتضررهم نتيجة عملياتنا"، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل تنفيذ تلك العمليات بـ"حزم وشدة وفاعلية أكبر".

الإدارة الذاتية من جهتها أعلنت الإثنين، الحداد العام لثلاثة أيام جراء سقوط عدد كبير من القتلى في الهجوم التركي على عدد من المنشآت والمواقع، واصفة الهجوم بـ"الدموي"، وأعربت عن أسفها إزاء "الصمت الدولي الذي اتخذ موقف المتفرج مما تقوم بها تركيا"، وأن ذلك "يعد دعماً مباشراً لتركيا بعدوانها ضد شعبنا".

واعتبر قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، أن استهداف تركيا لأكاديمية تابعة لقوى الأمن الداخلي "الأسايش"، "جريمة وحشية وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان". وأضاف في كلمة على منصة "إكس"، أن قوى الأمن الداخلي مؤسسة مدنية وتتلقى الدعم من التحالف الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن قواته "لن تتهاون في مواجهة اعتداءات وهجمات الاحتلال التركي على أراضينا وأهالينا، وسنمارس حقنا المشروع في الرد عليها".

الرئيس في دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية قال إن الهجمات التركية تأتي بشكل ممنهج على كل مقومات وسبل الحياة، وتهدف إلى تشريد الملايين من سكان المنطقة، وتحويلهم إلى لاجئين، موضحاً أن المنطقة "تحولت إلى منطقة منكوبة الآن"، على حد تعبيره.

وأشار جيا كرد في لقاء نظمه المركز الكردي للدراسات في ألمانيا إلى أن الهجمات التركية قد أضرت بقدرتهم على مساعدة النازحين الذين يبلغ عددهم 200 ألف في المخيمات، و800 ألف في القرى والمدن في مناطق الإدارة الذاتية، موضحاً أن "هناك 182 موقعاً خدماتياً دمرت من قبل أنقرة، وأن مليوني شخص قطعت عنهم خدمات الكهرباء والمياه. "وثمة مخاوف من ظهور الأوبئة والأمراض جراء غياب الخدمات".

وعلى أثر استمرار القصف والغارات التركية على مناطق الإدارة الذاتية، دعت 151 منظمة مدنية وحقوقية غير حكومية عاملة في شمال شرقي سوريا، مجلس الأمن الدولي إلى حماية المدنيين وتكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار والتصعيد في عموم مناطق سوريا، كما دعت التحالف الدولي والولايات المتحدة إلى التدخل الفوري لوقف الهجمات التركية على شمال سوريا وشرقها، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المسيرة والحربية التي تستهدف البنى التحتية والأعيان المدنية والمناطق الآهلة بالسكان، ورفض زعزعة الاستقرار، وتقويض جهود محاربة تنظيم "داعش"، كما طالبت الوكالات الأممية والمنظمات الإنسانية بتكثيف الجهود الإغاثية الإنسانية، بحيث يستجاب فورياً للحاجات الإنسانية الناجمة عن التصعيد العسكري الأخير، "بخاصة في ظل استهداف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية والبنى التحتية، والعمل الفوري على إعادة تأهيل المحطات والمناطق المتضررة في أسرع وقت ممكن لتجنب وقوع كارثة إنسانية وموجات جديدة من النزوح".