تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

قسد تستقدم تعزيزات لحسم المعركة في دير الزور

قسد
AvaToday caption
اتهمت مقاتلين "مستفيدين" من القيادي الموقوف أحمد الخبيل، و"مسلحين مرتزقة مرتبطين بالنظام" بمحاولة خلق "فتنة" بينها وبين العشائر العربية
posted onSeptember 4, 2023
noتعليق

أرسلت قوات سوريا الديمقراطية التي يشكّل المقاتلون الكورد عمودها الفقري تعزيزات إلى محافظة دير الزور في شرق سوريا حيث تدور منذ أسبوع اشتباكات مع مقاتلين محليين عرب، فيما تتضارب روايات وسائل الإعلام حول مصير هذه المعارك.

واندلعت بداية الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع قرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد عزل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي تحالف فصائل كوردية وعربية مدعومة أميركياً، قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها متهمة إياه بالفساد.

ودفع ذلك مقاتلين عرب محليين، خصوصاً المقربين من القيادي الموقوف، إلى تنفيذ هجمات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة يومي السبت والأحد. وأسفرت المواجهات خلال أسبوع عن مقتل 71 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين وبينهم تسعة مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وذكر المرصد في بيان صحفي الاثنين، أن هناك حركة نزوح من ذيبان بريف دير الزور الشرقي باتجاه ضفاف الفرات الغربية بسبب اشتداد للمعارك فجر الاثنين ومحاولة تقدم من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي الإثنين، لوكالة "فرانس برس" إن هذه القوات تسعى إلى "حسم" الوضع في ذيبان، آخر بلدة يتمركز فيها المقاتلون المحليون، بعدما مشّطت نهاية الأسبوع الماضي معظم القرى التي شهدت اشتباكات.

وأضاف شامي "وجّهنا نداء لخروج المدنيين" من ذبيان، مضيفاً أن هناك توجها نحو "الحسم وإنهاء التوتر".

ووصلت إلى دير الزور تعزيزات لمقاتلين ضمن قوات سوريا الديمقراطية تباعاً إلى المنطقة للاتجاه نحو ذبيان.

ويتمركز في ذيبان حالياً عشرات المقاتلين يقودهم أحد شيوخ أبرز عشائر المنطقة التي تختلف ولاءات وجهائها، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى حركة نزوح من المنطقة.

وقال مدير شبكة "دير الزور 24" المحلية عمر أبو ليلى "يبدو أن العشائر الأخرى اتخذت موقفاً مسبقاً بعدم الدخول في هذا القتال، والأمور محصورة فقط في ذبيان حالياً خصوصاً بعد تمشيط قوات سوريا الديمقراطية لبلدة الشحيل" القريبة.

وفي شمال سوريا، نفّذ مقاتلون موالون لأنقرة قالوا إنهم ينتمون إلى عشائر عربية هجمات ضد مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية دعماً للمقاتلين المحليين في دير الزور.

وشدّدت قوات سوريا الديمقراطية التي خاضت مع مقاتلين عرب في صفوفها، معركة طويلة ودامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، على أن لا خلاف مع العشائر العربية. ودعت سكان دير الزور "إلى ألا ينجروا وراء هكذا فتن"، مؤكدة أنها على "تواصل دائم" مع العشائر.

واتهمت مقاتلين "مستفيدين" من القيادي الموقوف أحمد الخبيل، و"مسلحين مرتزقة مرتبطين بالنظام" بمحاولة خلق "فتنة" بينها وبين العشائر العربية.

بدورها، دعت واشنطن إلى الاستقرار، وأعلنت سفارتها في دمشق الأحد عن لقاء بين مسؤولين أميركيين وقوات سوريا الديمقراطية ووجهاء عشائر في دير الزور، اتُفّق خلاله على ضرورة "خفض العنف في أقرب وقت".

وتتضارب الأنباء حول ما يجري على الأرض، إذ تتباين الروايات حول الكفة الراجحة في الميدان وفق وسائل الإعلام التي تنقلها استنادا إلى مصادرها بالاستناد المختلفة الولاءات. فقد أفادت صحيفة "الوطن أون لاين" السورية بأن مقاتلي العشائر أحبطوا محاولة اقتحام "قسد" لبلدة ذيبان من جهة القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي، مشيرة إلى تدمير آليتين عسكريتين لـ"قسد" على أطراف البلدة.

من جهتها نقلت "سبوتنيك" الروسية عن مصادر محلية قولها أن "القوات الأميركية أطلقت قنابل ضوئية في سماء المنطقة في الوقت الذي قامت فيه "قسد" باستهداف البلدتين بقذائف الهاون والقنابل المحمولة بطائرات مسيرة، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين".

وأضافت الوكالة الروسية أن "قسد" فشلت في اقتحام البلدتين، وتمكن أبناء العشائر من تدمير عدد من آليات "قسد"، كما اندلعت مواجهات بين الطرفين في بلدة الصحوة في ريف دير الزور الشرقي، بعد مهاجمة العشائر نقاطا تابعة لـ"قسد".

وأشارت إلى أن "قوات العشائر نفذت هجومًا مضادًا في بلدة الشحيل، تم خلاله استعادة السيطرة على مشفى الشحيل ومحاصرة مجموعة لـ"قسد" في مدرسة الشحيل، وسط اشتباكات عنيفة تدور بين الطرفين".

ونقلت عن المصادر ذاتها "انشقاق 25 عنصرًا من قوات النخبة التابعة لـ"قسد" في مدينة الرقة، بعد رفضهم الذهاب إلى دير الزور لقتال أبناء العشائر".

ومحافظة دير الزور الحدودية مع العراق والتي يقطعها نهر الفرات، ذات غالبية عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية. وتتقاسم السيطرة عليها قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.

وتتولّى الإدارة الذاتية الكوردية وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكّل جناحها العسكري، إدارة مناطق تسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا، عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.

وشكّلت قوات سوريا الديمقراطية رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلنت القضاء عليه في 2019. ولا تزال خلايا منه تنشط في المنطقة الصحراوية في شرق سوريا، منفذة هجمات لا سيما ضد قوات النظام.