تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

محافظات إيرانية لا توجد فيها مياه صالحة

أزمة شح المياه
AvaToday caption
مع تصاعد أزمة شح المياه وردت تقارير كثيرة عن الأضرار في التربة وارتفاع نسبة العواصف الرملية في محافظات مثل خراسان الجنوبية التي تشهد أيضاً تفشي الأمراض الجلدية واضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض الكلى
posted onJune 2, 2023
noتعليق

تتعرض السلامة العامة للمواطنين في إيران إلى مخاطر كبيرة في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر والمشادات الكلامية بين حركة "طالبان" وإيران بسبب الخلاف على استخدام مياه نهر هلمند، وقد حذر رئيس إدارة الأزمات من شح المياه الصالحة للشرب في 24 محافظة خلال فصل الصيف.

وفي أحدث تحذير في شأن أزمة المياه قال محمد حسن نامي رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران "تعاني في الوقت الحالي 24 محافظة، منها ثلاث محافظات في شمال البلاد، من شح المياه الصالحة للشرب، وقد عقدنا في عدد من هذه المحافظات اجتماعات لإدارة الأزمة".

وأشار نامي إلى أن العاصمة طهران تعاني أيضاً من شح المياه وأن السدود الخمسة في هذه المحافظة لا يمكنها توفير حاجة المحافظة إلى مياه الشرب. أضاف "قضية المياه مشكلة أساسية هذا العام، وإذا ما تقرر نقل المياه من منطقة إلى منطقة أخرى، فإن المناطق التي تزود الأماكن الأخرى بالمياه ستعاني هي نفسها من شح المياه أيضاً، يجب شرح هذه الأزمة للناس وعليهم التأقلم معها".

وتابع رئيس إدارة الأزمات "ليعلم الشعب أننا نواجه شح المياه ويجب على المواطنين الاقتصاد في استخدامها خصوصاً في ما يتعلق بالزراعة، يجب التوقف عن زراعة المحصولات التي تحتاج إلى مياه كثيرة، يجب إغلاق الآبار غير المرخص بها وتنظيم الاستفادة من هذه الآبار من أجل المصلحة العامة".

في الأثناء، كتب موقع "ركنا"، الأحد 28 مايو (أيار)، عن شح المياه في محافظات خراسان الجنوبية وسيستان وبلوشستان ويزد وزنجان وكرمان وفارس وهورمزغان وقزوين وألبرز، محذراً من أن هذه المحافظات تعاني شحاً في مياه الشرب بسبب قلة الأمطار وارتفاع الاستهلاك المحلي، وذكر التقرير أن أزمة المياه في هذه المحافظات والمناطق التي تعاني شح المياه تتسبب في كثير من المخاطر منها تفشي الأمراض الخطرة، لا سيما محافظة سيستان وبلوشستان حيث تشهد تفشي أمراض متعددة منها الملاريا والإسهال وفقر الدم والحمى، كما يضيف التقرير أن محافظة فارس تشهد تفشي أمراض مثل سرطان الجلد وجفاف الجلد وجفاف الفم وأمراض الكلى والهضم بسبب شح المياه.

ومع تصاعد أزمة شح المياه وردت تقارير كثيرة عن الأضرار في التربة وارتفاع نسبة العواصف الرملية في محافظات مثل خراسان الجنوبية التي تشهد أيضاً تفشي الأمراض الجلدية واضطرابات الجهاز الهضمي وأمراض الكلى.

وتتولى وزارة الصحة مسؤولية سلامة المياه وتحديد كيفية الحصول على المياه الصالحة للشرب في جميع أنحاء البلاد، ويتوجب عليها الاعتماد على أساليب علمية لمواجهة تلوثها وضمان خلوها من المواد الكيماوية والجراثيم والعمل من أجل توفير المياه الصالحة للشرب، كما تتولى الوزارة مراقبة المنشآت المائية في المدن والقرى في الظروف العادية والاستثنائية، والإشراف على نقل المياه وتوفير المياه السليمة في المناطق التي تحتاج إليها.

ومع ذلك، لم تتحرك وزارة الصحة في المناطق التي تعاني شح المياه على رغم أنها مسؤولة عن توفيرها، كما تمتنع عن توفير أخصائيين ومراكز صحية من أجل ضمان إيصال مياه صالحة للشرب للمواطنين، وفشلت الوزارة هذه السنة في تأسيس بنى تحتية ومراكز صحية تضم أخصائيين في المناطق التي تعاني أزمة مياه.

وتعد محافظة سيستان وبلوشستان من أكثر المناطق تأثراً بأزمة المياه والمشكلات الصحية الناجمة عنها كما تفتقر إلى وجود أخصائيين وأطباء بنسبة تلبي حاجات السكان.

وطبقاً لما تنشره وسائل الإعلام الإيرانية في داخل البلاد، فإن بعض المناطق منها بمبور ودشتياري وقصر قتد وسرباز ولاشار لا توجد فيها مراكز صحية وتعاني مناطق أخرى في هذه المحافظة من قلة الكادر الطبي منها فنوج ومهرستان ودلكان وكنارك.

وكنموذج لعمق الأزمة، فإن سكان منطقة لاشار في جنوب شرقي سيستان وبلوشستان يجب أن يقطعوا مسافة 200 كيلومتر من أجل الاستفادة من الإمكانات الطبية في مستشفى بيران شهر، ومعدل نسبة الأطباء في هذه المحافظة هو سبعة أطباء لكل 10 آلاف شخص وهذه النسبة أقل من متوسط نسبة الأطباء في البلاد أي 11 طبيباً لكل 10 آلاف نسمة.

وذكر موقع "ركنا" الإخباري أن محافظة سيستان وبلوشستان لم تشهد أي تغيير في القطاع الطبي ولم تشهد تحركاً في توفير الأطباء والأخصائيين على رغم التقارير الواردة وتحذير ممثلي البرلمان والمسؤولين المحليين.

وهذه الحالة تنطبق على المحافظات التي تعاني أزمة مياه إذ تتخبط بمشكلات عديدة في القطاع الصحي ولم تتحرك وزارة الصحة من أجل حلها، كما لا تهتم بتوقير المياه الصالحة للشرب لهؤلاء المواطنين، ولا استراتيجية عندها لمواجهة الأمراض في المناطق التي تشهد أزمة مياه.