تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

روجافا يتحسبون لتصعيد عسكري تركي

الجيش التركي
AvaToday caption
استغل أردوغان تحالف خصمه غير الرسمي مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكورد، لاتهامه بالعمل مع "إرهابيين"، إذ أنه يعتبر الحزب بمثابة جناح لحزب العمال الكوردستاني
posted onMay 30, 2023
noتعليق

يثير فوز الرئيس التركي رجب أردوغان  بولاية رئاسية ثالثة، مخاوف لدى كورد سوريا الذين علقوا آمالا كبيرة على سقوطه في الانتخابات الرئاسية وإنهاء المعارضة التركية التي سبق لها أن نددت بتدخلات أنقرة الخارجية، عقدين من حكمه رفع خلال العشرية الثانية منهما شعار القضاء على ما يسميه الإرهابي الكوردي.

ويتحسب الكورد للأسوأ بعد تجديد الأتراك لأردوغان ويستعدون لموجة هجمات جديدة قد تطالهم. وفي مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا المعروف محليا بـ (روجافا)، يبدي مواطنون كورد خشيتهم من تداعيات فوز الرئيس التركي بولاية رئاسية جديدة مع تهديده مرارا بشن هجمات ضد مناطقهم التي يعتبرها معادية له.

ويقول هوزان أبوبكر (30 عاما)، وهو صاحب محل ملابس في القامشلي باللغة الكوردية "نحن ككورد لم نرغب بفوز أردوغان  في الانتخابات التركية"، مضيفا "يرى كورد كظالمين، لكننا على العكس مظلومون".

ويتابع "كنا نريد فوز كمال كيليتشدار أوغلو، لا لأنه أفضل، لكن كان لكورد تحالف معه وربما لم يكن سيئا كأردوغان ".

وفاز أردوغان الأحد بولاية جديدة إثر اقتراع شهد تنافسا غير مسبوق ليمدّد حكمه المستمر منذ عقدين حتى عام 2028، فيما فشل كيليتشدار أوغلو في استقطاب مزيد من الناخبين في الدورة الثانية من الانتخابات.

واستغل أردوغان  تحالف خصمه غير الرسمي مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكورد، لاتهامه بالعمل مع "إرهابيين"، إذ أنه يعتبر الحزب بمثابة جناح لحزب العمال الكوردستاني الذي يقود تمردا ضد أنقرة منذ عقود وتصنّفه السلطات منظمة "إرهابية".

وتصنّف أنقرة كذلك الوحدات الكوردية في سوريا التي شكّلت رأس حربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) "إرهابية"، وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكوردستاني.

ومنذ 2016، شنّت تركيا ثلاث عمليات عسكرية داخل سوريا استهدفت أساسا المقاتلين الكورد وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على منطقة حدودية واسعة.

وفي سوق المدينة الرئيسي في القامشلي، إحدى أبرز مدن الإدارة الذاتية الكوردية في روجافا، يتبادل أصحاب المحال التجارية أطراف الحديث حول نتائج الانتخابات التركية وتداعيات فوز أردوغان .

ويخشى حزني سليمان (32 عاما) وهو صاحب متجر في السوق، أن يتفرّغ أردوغان  لكورد سوريا في المرحلة المقبلة بعدما ضمن ولاية رئاسية جديدة، خصوصا أنه هدد مرارا خلال الأشهر الماضية بهجمات عسكرية. وقال "نخاف أن يهجم أردوغان  مجددا على مناطقنا ويهدد الشعب الكوردي ويشرّده ويحاصر مناطقه".

وتسيطر أنقرة على شريط حدودي واسع في سوريا بطول 120 كيلومترا. وأعلن أردوغان  مرارا أنه يسعى إلى إقامة ما يطلق عليه "منطقة آمنة" بعمق 30 كيلومتران بينما دشنت تركيا في الفترة الأخيرة مشروعا سكنيا في المنطقة لتهيئة الظروف لما تسميع عودة طوعية للاجئين السوريين.

وتسود مخاوف من أن يرافق مشروع إعادة اللاجئين السوريين حملة عسكرية تستهدف المناطق الكوردية، بينما ينظرون شق آخر من كورد سوريا الجهود المصالحة بين أنقرة ودمشق بريبة ويعتقدون أن النظامين السوري والتركي قد ينخرطان في تسوية يدفع الكورد ثمنها.

وأمام متجره لبيع الأدوات الكهربائية، يقول محمّد أشرف "لا نريد أن نحارب تركيا ولا نريد شيئا منها إلا السلام"، مضيفا "لا نريد أن تشنّ حربا علينا لأن المنطقة في الأساس في حالة حرب"، في إشارة إلى النزاع المدمّر المتواصل في سوريا منذ العام 2011 والذي تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون سوري وتشريد أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.

ويقول الخبير في الشأن الكوردي موتلو جيفير أوغلو إن "انتصار أردوغان  هو بالتأكيد تطور سلبي للكورد" لا سيما في سوريا، مرجحا أن يواجهوا في الفترة المقبلة "مزيدا من الضغوط وهجمات بطائرات مسيّرة وتمكين أكبر للمجموعات المسلحة" الموالية لأنقرة.

ويرى أن الكورد "في وضع صعب أساسا وقد يزداد صعوبة لأن حكومة أردوغان  ترى الكورد بمثابة تهديد للأمن القومي".

ويأتي فوز أردوغان  فيما تشهد المنطقة تحولات دبلوماسية متسارعة، تشكّل سوريا أحد محاورها.

وشارك الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الحالي في القمة العربية في مدينة جدة السعودية، في خطوة توّجت تقاربا عربيا مع دمشق بعد عزلة استمرت أكثر من 11 عاما.

وتقود روسيا أبرز داعمي دمشق، جهودا لمحاولة لتطبيع العلاقات بين أردوغان  والأسد اللذين جمعتهما صداقة وعلاقة عائلية قبل اندلاع النزاع. ورغم أنها لم تحرز تقدما بعد مع اشتراط دمشق انسحاب تركيا من الأراضي السورية، لكن عدة اجتماعات عقدت بين مسؤولين من البلدين، بحضور موسكو وطهران الداعمة بدورها لدمشق.

ويرى جيفير أوغلو في مساعي أردوغان  "للمصالحة مع الأسد مصدر قلق آخر للكورد في سوريا، إذ من المرجح أن تحدث تلك المصالحة على حسابهم".

وفي حين يخشى أردوغان  أن يقيم الكورد حكما ذاتيا قرب حدوده، تصرّ دمشق على تقليص المكتسبات التي حققتها الإدارة الذاتية الكوردية خلال سنوات النزاع واستعادة السيطرة على أراض واسعة تحت سيطرة المقاتلين الكورد تضم أبرز حقول النفط والغاز وسهول زراعية واسعة.

ويقول صالح مسلم الرئيس المشترك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكوردي الأبرز في سوريا "لا يمكن التكهن بتصرفات أردوغان ، لكن أي تقارب بينه وبين الأسد سيكون على حساب الكورد"، مضيفا "يبدو أنه سيستمر في سياسته السابقة وعلينا أن نكون مستعدين للاحتمالات كافة"، معتبرا أنّ "مخططه  مبني على إبادة الكورد في كل مكان ومنهم كورد سوريا إذا وجد إلى ذلك سبيلا".