تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الترهيب يرخي بظلاله على اختيارات كورد في تركيا

ديار بكر
AvaToday caption
"الأحزاب الكبيرة لا تلقي بالا للكورد ونحن لن ندعم حزبا لن يدعمنا"، كاشفا أنه ينتظر بادرة من أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديمقراطي) بزعامة كمال كيليتشدار أوغلو "ليتكلّم من أجل الكورد"
posted onDecember 29, 2022
noتعليق

ي مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكوردية في جنوب شرق تركيا التي أعيد إعمارها على عجل بعد معارك طاحنة وقعت فيها خلال العامين 2015 و2016 بين مقاتلين كورد وقوات تركية خاصة، لم تندمل بعد جروح الماضي التي ترخي بظلالها على الانتخابات المقبلة.

ويبدو وضع حزب الشعوب الديمقراطي، وهو أكبر حزب يدافع عن قضايا الكورد في تركيا، على المحكّ مع اقتراب الاستحقاق المقرر في الربيع لاختيار رئيس وأعضاء للبرلمان.

وفي مارس 2021، طلب نائب عام حظره، متّهما إياه بالارتباط بـ"الإرهاب". وبات يطالب اليوم بتجميد حساباته، لكن لن يكون من السهل مقايضة "الصوت الكوردي" وهو بمثابة "صانع الملوك".

ويؤكد أورهان أياز الذي انتخب رئيسا للبلدية تحت راية حزب الشعوب الديمقراطي حاصدا 72 بالمئة من الأصوات في 2019 "نحن 6 ملايين ناخب (حوالي 10 بالمئة من إجمالي الناخبين) ونريد مرشّحا جريئا يدعم الكورد".

وقد تعذّر على أياز كغيره من مسؤولي الحزب المتّهمين بـ"الإرهاب" والمقدّر عددهم بنحو ستين، تولّي مهامه، إذ وضعت حكومة رجب طيب أردوغان مكانه قائما يقوم بدوره بالإنابة.

وأودع الآلاف من مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي وأنصاره السجن، ومن بينهم المحامي السابق صلاح الدين دميرطاش المتّهم بـ"الترويج للإرهاب". ومنذ تسعينات القرن الماضي حظرت حوالي عشرة أحزاب كردية أو حُلّت.

وشكّل حزب الشعوب الديمقراطي الذي يقاسي مضايقات من النظام منذ 2016 ثالث قوّة في البرلمان التركي إثر نيله 12 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية سنة 2018.

وتتهمه السلطات بأنه يرتبط بعلاقة "عضوية" مع حزب العمال الكوردستاني المسلّح المدرج على لائحة الإرهاب في أنقرة والاتحاد الأوروبي وواشنطن.

وقد شنّ الجيش التركي مؤخرا سلسلة من الضربات الجوية على مواقع لحزب العمال الكوردستاني وحلفائه في شمال العراق وسوريا ويهدّد بشنّ عملية برية.

ويرى أورهان أياز أن "اتهامات الإرهاب هذه هدفها تجريم حزب الشعوب الديمقراطي"، لافتا إلى أن "حزب العمال الكوردستاني هو حركة شعبية تشكّلت بفعل الضغوط الممارسة على الكورد"، موضحا "نحن نريد حلّا سياسيا، فالمسار العسكري ليس الحلّ، لكن لا بدّ من نظام ديمقراطي لإسكات الأسلحة".

ويؤكد أياز أن "الأحزاب الكبيرة لا تلقي بالا للكورد ونحن لن ندعم حزبا لن يدعمنا"، كاشفا أنه ينتظر بادرة من أكبر حزب معارض، حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي-ديمقراطي) بزعامة كمال كيليتشدار أوغلو "ليتكلّم من أجل الكورد".

ونال حزب العدالة والتنمية (ايه كاي بي)، بزعامة أردوغان والحاكم منذ 2002، 30 بالمئة من الأصوات في هذه المنطقة خلال الانتخابات الأخيرة. ويقول رجل أعمال فضّل عدم الكشف عن هويته "الكورد لن يصوّتوا لعدوّهم وقد يختارون البقاء على الحياد وسيكون ذلك كافيا كي يفوز أردوغان".

ويشير مسعود عزيز أوغلو رئيس مركز الأبحاث المحلي "ديتام" إلى أن "الحكومة لطالما خشيت الكورد وكلّ سياساتها قائمة على هذا الخوف"، مضيفا "رسالتنا هي: لا تخافوا، فنحن لا نريد الانفصال عن تركيا، لكن مسؤولي المعارضة لا يريدون الظهور مع الكورد وصمتهم يساعد أردوغان".

ويخشى عبدالله زيتون (34 عاما)، المحامي في جمعية حقوق الإنسان في ديار بكر، تصاعد التوتّر مع اقتراب الانتخابات. وهو يقول إن "كلّ المسؤولين أو المناصرين عوقبوا. وهذه الحكومة لا تتقبّل أيّ انتقاد".

غير أن حسين بيأوغلو القائم بأعمال المنطقة المعيّن من حزب العدالة والتنمية يؤكّد "لم نعرف يوما مشكلة كردية في تركيا عموما وفي ديار بكر خصوصا".

أما ناجي سابان الكاتب المخضرم في صحيفة 'تيغريس'، فهو يؤكد من جهته أنه شهد على تدهور الوضع. ويقول "إذا ما عقدنا مقارنة مع الثمانينات، فالوضع أسوأ على كلّ الأصعدة. وفي السابق، كان ثمّة توازن بين الرئيس والعدالة والبرلمان". أما اليوم، "فالفرص معدومة للدفاع عن حقوقنا، كصحافيين أو مواطنين".

وتتراوح أعمار أغلبية الكورد بين العشرين والخامسة والعشرين من العمر وفي استحقاق العام 2023، سيصوّت كثيرون منهم للمرة الأولى في حياتهم. وهم "الأكثر تأثّرا بسياسة الحكومة، لذا من المفترض أن يرصّوا الصفوف، فهم محرّك التغيير"، على ما يأمل ناجي سابان.