تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الجفاف يهدد البحر الميت

البحر الميت
AvaToday caption
لأعوام مضت ظل نهر الأردن يمد البحر الميت بالمياه العذبة، لكنها اليوم شحيحة وتكاد تكون معدومة بسبب السدود المائية الإسرائيلية التي تصادر ما يقدر بـ1.5 مليار متر مكعب سنوياً من مياه نهر الأردن
posted onOctober 30, 2022
noتعليق

تنحسر مياه البحر الميت سنوياً بشكل يهدده بالجفاف في غياب أي خطط لإنقاذ أكثر بقعة منخفضة على وجه الأرض.

ويبلغ المعدل السنوي لانخفاض منسوب مياه البحر الميت ما بين متر ومتر ونصف، الأمر الذي يهدد باختفاء أحد أبرز المعالم المهمة في الأردن بعد أعوام وتضرر القطاع السياحي القائم عليه عدا عن الآثار السلبية الناتجة من هذا الانحسار بيئياً.

وتصنف تقارير دولية البحر الميت من بين خمس بحيرات في الشرق الأوسط معرضة لخطر الجفاف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسوء الإدارة، وسط اتهامات محلية لإسرائيل بالتسبب بهذه الأزمة بعد أن حولت مجرى مياه نهر الأردن على مدى سنوات.

منذ عام 1967 تحول إسرائيل مصبات نهر الأردن إلى مشاريعها الزراعية بعد أن كانت تغذي البحر الميت البالغة مساحته نحو 550 كلم مربع ويصل عرضه في أقصى حد إلى نحو 17 كلم وطوله إلى 70 كلم.

ولأعوام مضت ظل نهر الأردن يمد البحر الميت بالمياه العذبة، لكنها اليوم شحيحة وتكاد تكون معدومة بسبب السدود المائية الإسرائيلية التي تصادر ما يقدر بـ1.5 مليار متر مكعب سنوياً من مياه نهر الأردن.

ويتحدث مراقبون أردنيون عن عمليات تجفيف يقوم بها الجانب الإسرائيلي للحصول على الأملاح، تحديداً البوتاس.

تؤكد وزارة البيئة الأردنية خطورة الوضع في البحر الميت ومدى تهديد ذلك للبيئة بعدما بلغت نسبة الملوحة فيه 34 في المئة وهي واحدة من أعلى نسب الملوحة في المسطحات المائية بالعالم في وقت تطلق الجهات المعنية دعوات إلى الحفاظ على البحر الميت كإرث عالمي.

ويعول الأردن على مشروع ناقل البحرين الذي انسحبت منه إسرائيل قبل أعوام لوقف استنزاف البحر الميت، إذ يقول متخصصون إن هذا المشروع الأمل الوحيد للمحافظة على البحر الميت من الانحسار عن طريق جر مياه البحر الأحمر بعد قلة تدفق نظيرتها العذبة إليه.

ووقع الأردن وإسرائيل عام 2015 اتفاقاً لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ناقل البحرين الذي يهدف إلى تحلية مياه البحر الأحمر وضخ جزء منها إلى البحر الميت.

وفيما ينفي مدير مشروع الناقل الوطني عيسى الور كل الفرضيات التي تتحدث عن جفاف البحر الميت خلال الأعوام الخمسين المقبلة، يؤكد أن الدراسات التي أجريت لا تستند إلى حقائق علمية، ويصر رئيس جمعية أصدقاء البحر الميت زيد السوالقة على خطورة انخفاض مستوى المياه فيه إلى 437 متراً تحت مستوى سطح البحر مسجلاً بذلك أدنى مستوياته في التاريخ.

ويقول السوالقة إن انحسار المياه في البحر الميت يشكل خطراً على وجوده ومحيطه الحيوي، ناهيك عن الظواهر غير الطبيعية التي ظهرت تباعاً كالحفر الانهدامية وبروز شواطئ جديدة.

ووفقاً للدراسات تلعب الصناعات المقامة على شواطئ البحر الميت دوراً في استنزاف مياهه بما يقارب 400 مليون متر مكعب سنوياً في حين أن التبخر بفعل الحرارة المرتفعة يؤدي إلى فقدان بين 700 إلى 900 مليون متر مكعب سنوياً.

يجف البحر الميت اليوم بمعدل ينذر بالخطر بسبب مزيج من تغير المناخ واستخراج المياه من قبل إسرائيل، مما يجعله عرضة للاختفاء التام خلال الخمسين عاماً المقبلة ووفقاً لمعدل التراجع الحالي ربما يجف البحر الميت تماماً بحلول عام 2040 أو 2050.

اجتذب البحر الميت الزائرين من جميع أنحاء العالم ويعد من أهم المنتجعات الصحية ومصدراً لصنع مستحضرات التجميل، ولذلك ينظر إليه على أنه مصدر حيوي للدخل بالنسبة إلى الأردن، وفقدانه أو نعيه سيكون مدمراً للقطاع السياحي، إذ يبلغ حجم الاستثمارات السياحية في منطقة البحر الميت نحو ملياري دولار، بخاصة أن أنواع السياحة متعددة من العلاجية إلى المؤتمرات العالمية وسياحة الزفاف.

منطقة البحر الميت أصبحت مركزاً رئيساً للبحوث الصحية في الأعوام الأخيرة وتشكل جوانبه نظاماً بيئياً فريداً، ولذلك فإن الجانب الأردني من البحر الميت بات وجهة سياحية رئيسة بحيث تم بناء عدد من الفنادق والمنتجعات على شواطئه واستثمرت عمان بكثافة في تطوير البنية التحتية بالمنطقة دعماً لنمو السياحة.