تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النظام الإيراني تمهد لزرع فتنة بين الأقليات العرقية

جانب من الأحتجاجات الإيرانية في باريس (أرشيف)
الصورة : كارزان حميد - شبكة (AVAToday) الأخبارية
"القلق إزاء قمع الاحتجاجات هناك وسط تقارير عن استخدام قوات الأمن الأسلحة النارية وإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي بما في ذلك في منازل سكنية"
posted onOctober 17, 2022
noتعليق

في مواجهة أكبر تحد منذ سنوات، يحاول الزعماء الدينيون في إيران تصوير الاحتجاجات الغاضبة المرتبطة بوفاة مهسا أميني على أنها انتفاضة انفصالية من جانب الكورد تهدد وحدة الأمة وليس حكم رجال الدين، بحسب تقرير نشرته رويترز.

وتوفيت أميني (22 عاما)، وهي كوردية من كوردستان في شمال غرب إيران، إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب انتهاك القواعد الصارمة التي تتطلب من النساء ارتداء ملابس محتشمة في الأماكن العامة.

وتشهد الجمهورية الإسلامية منذ 16 سبتمبر، احتجاجات تلت وفاة أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها، وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تؤدي النساء دورا أساسيا فيها، وفقا لـ"فرانس برس".

وأعلنت السلطات توقيف مئات المحتجين لضلوعهم في "أعمال شغب"، وشهدت مدارس وجامعات تحركات احتجاجية رفعت فيها شعارات مناهضة للسلطات، وتخللها قيام فتيات بخلع حجابهن، الإلزامي وفق قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية، حسب "فرانس برس".

وسرعان ما انتشرت الاحتجاجات، التي بدأت في جنازة أميني في مسقط رأسها "سقز" الكوردية، في مختلف أنحاء البلاد، لتصل إلى العاصمة طهران ومدن في وسط إيران وفي جنوب غرب وجنوب شرق البلاد حيث تتركز الأقليات العربية والبلوشية.

وعبرت منظمة العفو الدولية عن "القلق إزاء قمع الاحتجاجات هناك وسط تقارير عن استخدام قوات الأمن الأسلحة النارية وإطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي بما في ذلك في منازل سكنية"، وفقا لـ"فرانس برس".

وهاجمت طهران الجماعات المسلحة الكوردية الإيرانية في العراق المجاور قائلة إنها متورطة في الاضطرابات، وأطلق الحرس الثوري الإيراني صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف للمسلحين في المنطقة الكوردية شبه المستقلة بشمال العراق، حيث قالت السلطات إن 13 شخصا قتلوا، حسب "رويترز".

وقال مسؤول أمني متشدد لرويترز: "جماعات المعارضة الكوردية تستغل قضية أميني ذريعة لبلوغ هدفها المستمر منذ عقود بانفصال كوردستان عن إيران، لكنها لن تنجح".

وردد مسؤول سابق التعليقات نفسها، وقال لرويترز إن كبار مسؤولي الأمن قلقون من أن "تستخدم جماعات المعارضة الكوردية الدعم الذي يحصل عليه الكورد من أنحاء إيران للضغط من أجل الاستقلال".

ووصفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية الاحتجاجات التي عمّت البلاد بأنها "مؤامرة سياسية" أشعلتها جماعات كوردية انفصالية، ولا سيما الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني.

وقال تونجر بكرهان، وهو رئيس بلدية سابق أقيل واعتُقل على خلفية اتهامات بارتباطه بالمسلحين، "كما هو الحال في تركيا والعراق وسوريا، الكورد في إيران هم من يسعون إلى الديمقراطية، والكورد هم من يسعون إلى الحرية".

وتقول منظمة العفو الدولية إن "العشرات إن لم يكن المئات" من السجناء السياسيين المنتمين إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني وغيره من الأحزاب السياسية المحظورة يقبعون في السجن بعد إدانتهم في محاكمات جائرة.

وعلى الرغم من هذه القيود في الداخل، ونموذجي الحكم الذاتي الكردي في العراق وسوريا، يصر العديد من الكورد الإيرانيين على أنهم لا يسعون للانفصال.

وقال كافه جريشي، وهو صحفي وباحث كوردي إيراني إن "الكورد الإيرانيين يريدون احترام حقوقهم الدستورية ... الناس في إقليم كوردستان، يريدون تغيير النظام وليس الاستقلال".

وقال علي واعظ، خبير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية، إن الاتهامات بالطموحات الكوردية الانفصالية تهدف إلى خلق "حالة التفاف وطني" تشجع الإيرانيين على دعم القيادة وليس المتظاهرين".