تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النساء يزاحمن الرجال في حلبجة

حلبجة
AvaToday caption
"التقاليد الاجتماعية تحصر النساء في دور الأم، وتقف عوائق عدة أمام انخراط نساء كوردستان في العمل، مثل ساعات العمل الطويلة التي قد ترغمهن على البقاء لساعات متأخرة خارج المنزل، أو الوظائف التي عليهن فيها العمل إلى جانب رجال"
posted onOctober 21, 2021
noتعليق

تتولى عدة نساء مراكز قيادية بمؤسسات السلطة المحلية في حلبجة بإقليم كوردستان العراق، رغم الصعوبات التي قد يتعرضن لها وتعترض طريق عملهن.

وفي حلبجة، الواقعة بشمال شرق كوردستان العراق، والتي يبلغ عدد سكانها 115 ألفا، توجد عشرات النساء بمناصب مهمة في الإدارة المحلية، ومنها "رئيسة بلدية وعميدة جامعة ومديرة قسم بيطري ومتحدثة باسم مديرية الصحة، وغيرها".

ويعتبر ذلك استثناء في كوردستان ، حيث تهيمن على السلطة والشأن العام مجموعة سياسيين رجال، والعشائر التي ينتمون لها، بينما تعاني النساء من التمييز ومن التضييق على خلفية قيم محافظة في مجتمع ذكوري، بحسب تقرير لفرانس برس.

وكادت رئيسة بلدية حلبجة كويستان فرج، تفقد حياتها بطلقة نارية، وتقول فرج (55 عاما)، "بالنسبة لنا كنساء، الصعود في مراتب السلطة ثمنه الكثير من التضحيات".

وعملت فرج نائبة رئيس بلدية لمدة 15 عاما، بعدما دخلت السياسة حين كانت طالبة جامعية توزع مناشير ضد نظام صدام حسين.

وتتذكر عندما جاء ذات يوم رجل من أجل إجراءات إدارية مشكوك بقانونيتها، واستشاط غضبا لما رفضت التوقيع على أوراقه، وتروي "اعتقدت حينها أنه سيخرج مسدسه ويطلق النار. وقف وقال لي لو لم تكوني امرأة، لكنت فعلتها".

وتقول فرج إن حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، أحد الحزبين الرئيسيين في الإقليم، يدفع في اتجاه تحقيق المساواة في حلبجة، على الرغم من أن بعض السكان يرون في ذلك إجراءات شكلية فقط تهدف إلى إخفاء إخفاقات السلطة المحلية.

ليس لحزب الاتحاد الوطني نفوذ كبير في أربيل، عاصمة الإقليم، لكن يعود إليه منصب رئيس برلمان كوردستان. وتتولاه حاليا ريواز فائق، وهي امرأة عضو في إدارة الحزب.

وتؤكد فرج أن الحزب "مؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة على كافة الصعد". 

وتضيف المسؤولة التي تتولى منصبها منذ العام 2016، وقد ارتدت ثوبا تقليديا مطرزا بخيوط ذهبية، "أتاح لنا ذلك تحقيق توازن جندري في المناصب الإدارية في حلبجة".

وتتباهى حلبجة أيضا بكونها أول منطقة في كوردستان تتعين فيها امرأة عميدة لجامعة: مهاباد كامل عبد الله التي تقول "الأحزاب الإسلامية كانت أول من بادر إلى تهنئتي".

وتروي أنه في مطلع القرن العشرين، كانت عديلة خانم الشهيرة قائمقام حلبجة.

في إقليم كوردستان، 14% من النساء في سن العمل يعملن بالفعل، ثلاثة أرباعهن في القطاع العام، وفق ما يفيد تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان.

ويضيف التقرير "التقاليد الاجتماعية تحصر النساء في دور الأم، وتقف عوائق عدة أمام انخراط نساء كوردستان في العمل، مثل ساعات العمل الطويلة التي قد ترغمهن على البقاء لساعات متأخرة خارج المنزل، أو الوظائف التي عليهن فيها العمل إلى جانب رجال".

وانتخبت أكثر من 90 امرأة في البرلمان بالانتخابات التشريعية العراقية التي أجريت في العاشر من أكتوبر، وفق نتائج أولية، ما يفوق النسبة أو الكوتا المخصصة لهن وهي 83 نائبة من أصل 329.

وفيما يسعى إقليم كوردستان إلى عكس صورة الاستقرار والتسامح، يندد ناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المرأة بأن ممارسات مثل ختان النساء والزواج القسري لا تزال حاضرة فيه، فضلا عن القيود التي تفرضها التقاليد.

وتشدد غوليستان أحمد التي ترأس لجنة لحقوق الإنسان في حلبجة على أنه "لا يكفي أن تتولى النساء مناصب عليا، بل يجب أن يكون هناك المزيد من النساء في وظائف أدنى أيضا".

في أزقة سوق حلبجة، لا تشغل قضية المساواة بين الرجل والمرأة السكان كثيرا، بل الأولوية بالنسبة لهم هو غياب السلطات المحلية.

ويقول تاجر التوابل وشيار عبد الكريم البالغ من العمر 45 عاما "لم تطرأ تغييرات ملحوظة في المدينة خلال فترة ولايتها، إن كان على مستوى الخدمات العامة أو على مستوى إطلاق مشاريع جديدة".

أما مجدى أحمد فتقول "أعمل منذ ست سنوات في هذا السوق، لم يقم أي أحد ببناء حمام عام للنساء".

وترحب أحمد بوصول نساء إلى مراكز مسؤولية، لكن بحذر، قائلة "لدي انطباع بأن أحزابهن تستخدمهن لتحسين صورتها في مجال المساواة، ليس إلا".