تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

زيارة بولتون لأبوظبي لغرض التنسيق ومحاربة التهدید الإيراني

بولتون مع وزير الخارجية الإماراتي
AvaToday caption
تأتي زيارة مستشار الأمن القومي وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران منذ فرض عقوبات على النظام في طهران
posted onMay 29, 2019
noتعليق

أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أن زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة تهدف بالأساس إلى التنسيق مع أبوظبي فيما يخص القضايا الأمنية الشائكة ومستجدات المنطقة.

وقال بولتون الأربعاء إن الهجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات في وقت سابق هذا الشهر تمت باستخدام "ألغام بحرية من إيران بشكل شبه مؤكد".

وحتى الآن، لم تتهم الإمارات أي جهة بالوقوف وراء عملية تخريب أربع سفن، من بينها ناقلتا نفط سعوديتان، والتي تبعها بيومين قصف بطائرات مسيرة لمحطتي ضخ نفط في السعودية .

وصرح بولتون لصحافيين في أبوظبي "أعتقد أنه من الواضح أن هذه (الهجمات على الناقلات) كانت باستخدام ألغام بحرية من إيران بشكل شبه مؤكد". لكنه رفض التعليق على تفاصيل التحقيق الذي تشارك فيه الولايات المتحدة.

وأضاف أن الهجمات على الناقلات مرتبطة بالهجوم على محطتي الضخ الواقعتين على خط أنابيب شرق-غرب في السعودية والهجوم الصاروخي على المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد.

وقال بولتون أيضا إن هجوما فاشلا استهدف ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر قبل يومين من العملية التي وقعت قبالة ساحل الإمارات. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مسؤولين سعوديين.

وشدد على أن الإدارة الأميركية تأخذ على محمل الجد هذه التهديدات الإيرانية، وأضاف أن هذه الهجمات كانت متسقة مع معلومات حول تهديد خطير جدا وذلك أحد الأسباب "لزيادة قدرتنا على الردع في المنطقة".

وقال بولتون إن الولايات المتحدة تحاول أن تتحلى "بالحكمة والمسؤولية" في نهجها. وأضاف "النقطة المهمة هي أن نوضح لإيران ووكلائها أن هذا النوع من الأنشطة يخاطر برد قوي من الأميركيين".

وتأتي زيارة مستشار الأمن القومي وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران منذ فرض عقوبات على النظام في طهران.

وقال مراقبون إن زيارة بولتون تهدف بالأساس إلى الاطلاع على نتائج التحقيق الذي تشارك فيه واشنطن فيما يخص الهجمات التخريبية على 4 ناقلات نفط قبالة السواحل الإماراتية.

ومن المرجح أن تسيطر حالة التوتر في المنطقة وسبل التصدي للتهديدات الإيرانية على محادثات بولتون مع مسؤولي أبوظبي.

وكان كتب بولتون في وقت سابق في تغريدة له على موقع التواصل تويتر "هبطت للتو في الإمارات.. أتطلع للقاء حلفائنا الإماراتيين... لبحث القضايا الأمنية المهمة في المنطقة".

وبولتون من أعضاء الإدارة الأميركية المتشددين حيال إيران والداعين إلى ضرورة وضع حد لتجاوزات طهران لما باتت تشكله من تهديد لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وتعد الإمارات حليفا مهما في المنطقة لواشنطن يتم التنسيق فيما بينهما حيال تطورات المنطقة والتصدي لأي خطر يشكل تهديد للمصالح المشتركة للبلدين في المنطقة.

وطبعت دولة الإمارات التحقيقات الجارية في حادثة ناقلات النفط بطابعها الهادئ والمتأني في التعامل مع مثل هذه الحوادث، مفسحة المجال أمام تحقيقات سلسة ومتروّية لضمان التوصّل إلى نتائج دقيقة تتيح صياغة موقف سليم من الحادثة بعيدا عن التسرّع، وبمعزل عن التوتّرات السياسية الجارية في المنطقة.

وتؤكد كل المؤشرات وقوف إيران وراء هذه الهجمات التخريبية نظرا لتهديداتها السابقة على خلفية العقوبات الأميركية.

وشكلت الهجمات مؤشرا خطيرا على أمن الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية.

وكان أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على ضمان حرية الملاحة البحرية وإمدادات النفط العالمية في المنطقة.

ووصل التوتر ذروته حين أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الشرق الأوسط شملت حاملة طائرات وفرقاطات وقاذفات من طراز بي 52، كما أعلن البنتاغون أنه بصدد دراسة إرسال قوات إضافية إلى المنطقة تقدر بـ1500 جندي.

وتأتي هذه التعزيزات العسكرية على خلفية ما كشفته تقارير استخباراتية من مخطط إيراني بشن هجمات تستهدف القوات الأميركية في المنطقة.

وفي السياق ذاته، قال بولتون الأسبوع الماضي إن لدى الولايات المتحدة معلومات مخابرات "متعمقة وجادة" بشأن التهديدات التي تشكلها إيران ولم يخض في التفاصيل.

وتتزامن زيارة بولتون إلى الإمارات مع عقد قمتين عربيتين طارئتين في السعودية في 30 مايو لبحث تداعيات هجمات بطائرة مسيرة استهدفت في الآونة الأخيرة منشآت نفطية في المملكة، وكذلك هجمات على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.

وتهدف القمتين إلى بحث سبل توحيد الجهود العربية للوقوف في وجه التهديدات الإيرانية المتصاعدة في الفترة الأخيرة خصوصا بعد احتدام التوتر بين طهران وواشنطن.