تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الحوثيون أداة إيران لتوسيع الحرب

مياه الخليج
AvaToday caption
قال الإيرانيان إن الحرس الثوري الإيراني يزود الحوثيين بمعلومات استخباراتية للتعرف على السفن المملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر
posted onDecember 10, 2023
noتعليق

شنت ميليشيا الحوثي اليمنية المدعومة من إيران هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأميركية. يخشى مسؤولون أميركيون أن تذهب الجماعة أبعد من ذلك فتكون السبب في حرب أوسع

تقول "نيويورك تايمز" الأميركية إن الحوثيين جماعة إيرانية جامحة وخطيرة، لا يمكن التنبؤ بسلوكها في الشرق الأوسط، "وترى فيهم طهران الأكثر ملاءمة لتوسيع الحرب مع إسرائيل"، وفق ما كتبت فرناز فسيحي، وهي مراسلة سابقة لصحية "نيويورك تايمز" في الشرق الأوسط، ورونين بيرغمان، وهو كاتب سياسي في الصحيفة نفسها، وإريك شميت، مراسل الصحيفة لشؤون الأمن القومي. ونسب هؤلاء إلى محللين مقربين من حكومة طهران قولهم إن قاعدة الحوثيين في اليمن تجعلهم في وضع مثالي لتصعيد القتال في المنطقة، للضغط على إسرائيل كي تنهي حربها في غزة.

يتتبع تقييم هؤلاء المحللين وصفًا لخطة إيران وشبكتها من الميليشيات لزيادة الهجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية في المنطقة، وفقًا لإيرانيين اثنين يتنميان إلى الحرس الثوري الإسلامي، لم يُسمح لهما بالتحدث علنًا. وقال المحللون إن الحوثيين هم المختارون لتنفيذ خطة التصعيد في المنطقة "لأنهم قريبون من الممرات المائية الاستراتيجية للبحر الأحمر ويستطيعون تعطيل حركة الملاحة العالمية، وفي الوقت نفسه بعيدون عن إسرائيل ما يجعل الضربات الانتقامية منهم صعبة"، بحسب فسيحي وبيرغمان وشميت. يضيف هؤلاء: "على نقيض حزب الله اللبناني المدعوم أيضًا من إيران، والذي يوجه ضربات قوية إلى القوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، فإن الحوثيين ليسوا رهينة ديناميات سياسية محلية، وبالتالي لن يجدوا أنفسهم مسؤولين فعليًا عن أي تصعيد ضد أميركا وإسرائيل".

قال مسؤولان إسرائيليان كبيران إن معلوماتهم الاستخبارية تؤكد تحريض النظام في إيران ميليشيات مسلحة تدور في فلكه لتكثيف هجماتها ضد إسرائيل. أضافا: "دوائر الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية قلقة من هجمات الحوثيين الأخيرة، وترى أن التهديد الذي تشكله خطير جدًا، إلى درجة أن الاستخبارات العسكرية أنشأت وحدة خاصة لمواجهة تهديدات الحوثيين".

كانت هذه الاستخبارات قد توقعت في السنوات الأخيرة أن تكون الحرب المقبلة متعددة الجبهات، وأن يشكل الحوثيون واحدة من هذه الجبهات. وبالفعل، استخدم الحوثيون قربهم من ممرات الملاحة البحرية الرئيسية على مشارف باب المندب في البحر الأحمر لمهاجمة السفن التجارية وتهديد السفن الحربية الأميركية. ويقول محللون إن المزيد من التصعيد في هذه المنطقة "قد يعطل حركة الملاحة التجارية العالمية".

ونسب تقرير "نيويورك تايمز" إلى ناصر إيماني، المحلل السياسي في طهران والمقرب من الحكومة، قوله: "نعتقد أن الحوثيين في اليمن سيشكلون تهديدا لإسرائيل على المدى الطويل أكثر من حماس أو حتى من حزب الله". يضيف أيماني: "إيران ترى في أنصار الله لاعباً رئيسياً وجزءاً من الاستراتيجية الجماعية لمحور المقاومة". إلى ذلك، يقول جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إن هجمات الحوثيين تهدد بتصعيد التوتر في المنطقة، "وواضح أنها تزيد من احتمالات توسع الصراع وتأجيجه".

تشمل خطة إيران الجديدة شن الحوثيين هجمات على السفن المملوكة لإسرائيل والولايات المتحدة العاملة في البحر الأحمر، وتصعيد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجماتها على القواعد العسكرية الأميركية، والهدف زعزعة استقرار الأمن البحري والشحن العالمي وإمدادات الطاقة. وقال الإيرانيان إن الحرس الثوري الإيراني يزود الحوثيين بمعلومات استخباراتية للتعرف على السفن المملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر.

في هذا الإطار، يقول مسؤولون غربيون إن سفينة يديرها الحرس الثوري قرب ساحل اليمن هي من تتولى جمع المعلومات وتمريرها إلى الحوثيين. وفي الآونة الأخيرة، قال مسؤول غربي كبير وإيراني مطلعين على المخطط إن طهران أنشأت موقعًا استخباراتيًا في جنوب البلاد، مهمته تمرير معلومات عن السفن الإسرائيلية إلى الحوثيين. إلا أن وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، نفى لـ "نيويورك تايمز" أن تكون إيران هي من يحرك الحوثيين والميليشيات الأخرى.

يتساءل مسؤولون أميركيون وخبراء آخرون عما إذا كانت إيران قادرة على كبح جماح الحوثيين إن خرجت أفعالهم عن السيطرة. يقول علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "هذه لعبة يصعب ضبطها، فالحوثيون ليسوا جماعة متعصبة فحسب، بل ليس لديهم ما يخسروه. كلما طال أمد الحرب، زاد خطر خروج هذه الجماعات عن السيطرة".

تأخذ واشنطن وتل أبيب التهديد الحوثي على محمل الجد، إذ يفكر الاستراتيجيون العسكريون في توجيه ضربات إلى اليمن لاحتواء الحوثيين، بحسب ما نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين ومسؤول دفاعي غربي كبير. فقد أعد مسؤولين اأميركيون أهدافًا أولية للحوثيين في اليمن لتدميرها في حا أمرت إدارة بايدن بشن ضربات انتقامية، "لكن، حتى الآن، واشنطن لا تريد المخاطرة بحرب إقليمية أوسع. كما خففت إسرائيل في الردها على هجمات حزب الله". ويقول الجنرال كينيث ماكينزي جونيور، الرئيس السابق للقيادة المركزية للجيش الأميركي، إن قدرة الحوثيين على إيذاء إسرائيل محدودة. ويضيف: "الخطر الأكبر هو إذا استخدموا الألغام أو صواريخ كروز قصيرة المدى في باب المندب".