تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

إيران تلزم النساء ارتداء ثوب "الشادور"

إيرانيات
AvaToday caption
عندما تسربت تفاصيل القانون، قوبل بردود فعل من قبل عدد من المحامين والمواطنين. ولم يقتصر القانون على حجاب النساء الموظفات وحسب، بل شمل الدمى وألعاب الأطفال أيضاً، بحيث يطالب محال بيع الألعاب بمراعاة الحجاب
posted onDecember 6, 2023
noتعليق

ألزمت محافظة قم التي تعتبر أهم المراكز الدينية في إيران، النساء الموظفات في الدوائر الحكومية بارتداء ثوب "الشادور". وجاء في تعميم أصدره نائب المحافظ للشؤون الاجتماعية في مدينة قم أنه "بناءً على قوانين العفة والحجاب الصادرة من قبل الوزارات المختصة والمجلس الأعلى للثورة الثقافية، تقرر على جميع الأخوات الموظفات أن يرتدين الشادور في العمل والتنقل بين المكاتب ومن دون مكياج".

استثني طاقم الصحي في البلاد من هذا التعميم الذي أعلن عنه بتاريخ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ويأتي إصدار هذا التعميم في الوقت الذي بدأ فيه المواطنون مرحلة جديدة من مقاومة المرأة بخلع الحجاب خلال العام الماضي.

من خلال تسيير دوريات الحجاب وعناصر "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ورجال الأمن إلى الشوارع لمواجهة المواطنين وجهاً لوجه، يحاول النظام الإيراني أن يتصدى لنضال المرأة الإيرانية ضد الحجاب الإلزامي. ومن ناحية أخرى، مع الانتهاء من مشروع قانون الحجاب وإقراره خلال الأسابيع المقبلة، ستشهد البلاد موجة جديدة من الضغوط التي تمارس على المواطنين

وعندما تسربت تفاصيل القانون، قوبل بردود فعل من قبل عدد من المحامين والمواطنين. ولم يقتصر القانون على حجاب النساء الموظفات وحسب، بل شمل الدمى وألعاب الأطفال أيضاً، بحيث يطالب محال بيع الألعاب بمراعاة الحجاب. وجاء في قرار مجلس النواب هذا والمعد باقتراح من قبل حكومة إبراهيم رئيسي، أنه "يجب على جميع محال بيع الألعاب أن تضع أوشحة وشادوراً على رؤوس الدمى التي تعرض في الواجهة وأن تغطي أجسام التماثيل والدمى بملابس فضفاضة".

وتعقيباً على هذا القانون كتب المحامي والأستاذ الجامعي الذي استبعد من التدريس في جامعة طهران، محسن برهاني، قائلاً إنه "بموجب المادة 43 من قانون الحجاب والعفة، يجب على جميع محال بيع الألعاب وضع الأوشحة والحجاب على الدمى التي تضع في واجهتها. ويجب أن تكون الملابس فضفاضة لتغطية أجساد التماثيل والدمى".

في الأسبوع الماضي، تزايدت الضغوط على الطالبات للالتزام بالحجاب الإلزامي. وذكرت المجالس الطلابية في تقريرها أن جامعة تبريز أنشأت لجنة تسمى "أفاد" (العمل الثقافي والاجتماعي الجامعي). وأعلن أنه "بناءً على القائمة التي أعدها أمن الجامعة، فإن هذه اللجنة التي تأسست حديثاً، وجهت رسائل إلى الطالبات وطلبت منهن التوجه إلى المكان المخصص لمناقشة وضع الحجاب".

كما ورد في هذا التقرير أنه نظراً للتهديدات التي تعرض لها الطلاب، أصبح الجو العام في جامعة تبريز مليئاً بالتوتر وأن الطلاب لا يشعرون بالأمان في الحرم الجامعي.

وفي السياق نفسه، أعلن أمين "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، طاهري أكردي، الأسبوع الماضي، أنه تم تحذير 200 ألف مواطن بسبب الحجاب غير المناسب. ووفقاً لما قاله، فإن نحو ثلاثة في المئة من التحذيرات التي وجهت إلى المواطنين أدت إلى وقوع اشتباكات ومواجهات بين المواطنين وعناصر الهيئة. واعتبر عديد من الخبراء الاجتماعيين أن مسألة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" دائماً ما تعد تدخلاً في الحياة الشخصية وتعارض روح القانون وتؤدي بالنتيجة إلى انتشار الفوضى والعنف، وحذروا منها.

وقال أكردي لوكالة "إيسنا"، إنه "بناء على التقارير الواردة، فإن هناك 2850 عنصراً ثورياً يعملون في سبيل الله لتحذير النساء غير المحجبات". وأضاف أنه بحسب آخر تقرير قدم للهيئة منذ فترة قصيرة، فقد وجهوا تقريباً 200 ألف إنذار، ووفقاً لما قالوه لنا، إنه 97 في المئة من الذين تم إنذارهم تقبلوا هذا الإنذار وحلت المشكلة من دون وقوع أي مواجهات".

وأُغلقت مؤسسة "مدينة الكتاب" الواقعة في أحد أحياء مدينة أصفهان من قبل شرطة المدينة بحجة "عدم مراعاة الحجاب". وفي تقرير لوكالة "هرانا" فإن المؤسسة التي تقع في حي عباس آباد، أغلقت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، من قبل الشرطة التي تشرف على الأماكن العامة وذلك بسبب "عدم مراعاتها لضوابط الحجاب".

وقيل، إن إدارة "مدينة الكتاب" هي تحت إشراف الممثل والمخرج الإيراني، سروش صحت. وسبق وأن أغلقت المؤسسة ومنعت من مواصلة نشاطها لنفس السبب.