تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نرجس محمدي؛ من السجن تفوز بنوبل للسلام

نرجس محمدي
AvaToday caption
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية
posted onOctober 6, 2023
noتعليق

قالت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي المسجونة في طهران، والتي فازت اليوم الجمعة بجائزة نوبل للسلام، مكافأة لها على نضالها في مجال حقوق الإنسان وضد قمع النساء، إن التغيير في إيران "لا رجعة فيه".

وتحدثت محمدي، في إجابات كتبتها من زنزانتها بسجن إيوين في طهران لوكالة الصحافة الفرنسية برس عن ثقتها في مستقبل الحراك الشعبي في إيران وعن حياتها اليومية وروت معاناتها بعدما فصلت عن طفليها. وأضافت "لم تتمكن حكومة إيران من قمع احتجاجات الشعب الإيراني، فيما تمكن المجتمع من تحقيق أمور هزت أسس الحكومة الدينية الاستبدادية وأضعفتها". وأوضحت "أسهمت الحركة الاحتجاجية في تسريع عملية السعي إلى الديمقراطية والحرية والمساواة" التي أصبحت الآن "لا رجعة فيها".

وأوقعت حملة القمع مئات القتلى، وفق منظمات غير حكومية، وتخللتها آلاف التوقيفات منذ عام.

وتابعت محمدي أن الاحتجاجات التي كانت حاشدة عندما انطلقت عقب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها من شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة، لم تعد ظاهرة الآن، لكنها تنتشر في المجتمع. وأشارت إلى أن النساء على خط المواجهة، ودورهن "حاسم" بسبب عقود من "التمييز والقمع" في حياتهن العامة والشخصية.

ورأت محمدي أن "الحركة الثورية" لا تقتصر على النخب الشابة وسكان المدن، موضحة أن "الاستياء والاحتجاجات وصلا إلى مناطق الضواحي والقرى"، مشيرة إلى البطالة والتضخم والفساد كعوامل مؤججة للغضب.

وتابعت الناشطة "أصبح الناس مستائين وعدائيين، حتى تجاه الدين"، لافتة إلى أن الاحتجاجات المتكررة التي هزت إيران في السنوات الأخيرة، خصوصاً تلك التي جاءت رداً على الضائقة الاقتصادية "تظهر حجم الاحتجاجات وطابعها الذي لا رجعة عنه".

ورأت محمدي أن الدول الغربية لا تريد أو لا تستطيع أن ترى أهمية هذه الاحتجاجات، وانتقدت "سياسة الاسترضاء التي تنتهجها الحكومات الغربية التي لا تعترف بالقوى والشخصيات التقدمية في إيران، ناهيك بسياساتها الهادفة إلى الإبقاء على النظام الديني السلطوي" في البلاد.

وتخوض الدول الغربية مفاوضات صعبة مع طهران لإعادة إطلاق الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015. وتحتجز إيران التي غالباً ما تتهم بممارسة "دبلوماسية الرهائن"، عشرات الأجانب في سجونها.

وكتبت محمدي "لم أرَ طفلي كيانا وعلي منذ أكثر من ثماني سنوات، ولم أسمع صوتيهما منذ عام ونصف العام. إنها معاناة لا تحتمل ولا توصف". ويعيش زوجها وطفلاها التوأمان البالغان 16 سنة في فرنسا.

وتتعرض محمدي التي ترسل في بعض الأحيان للحبس الانفرادي وتحرم من المكالمات الهاتفية، لـ"مضايقات من القضاء والشرطة لإسكاتها"، بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود".

وكتبت محمدي "ثمن النضال ليس فقط التعذيب والسجن، بل إنه قلب ينكسر مع كل حرمان، في معاناة تخترق عظامك حتى النخاع". وأضافت "ليس لديّ أي أمل في الحرية تقريباً". وتقول "جناح سجن إيوين للنساء يؤوي أكثر السجينات السياسيات نشاطاً ومقاومة في إيران. خلال السنوات التي أمضيتها في السجن تشاركت الزنزانة مع 600 امرأة في الأقل وأنا فخورة بكل واحدة منهن".

وختمت محمدي قائلة "كان السجن دائماً قلب المعارضة والمقاومة في إيران، بالنسبة إليّ فهو يجسد أيضاً جوهر الحياة بكل جمالها".

وقالت الإيرانية نرجس محمدي الحائزة على جائزة نوبل للسلام في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرته الصحيفة على منصة "إكس" اليوم الجمعة إن الدعم والتقدير العالميين لدفاعها عن حقوق الإنسان يجعلها "أكثر تصميماً وأكثر شعوراً بالمسؤولية وأكثر حماساً وأملاً".

فازت الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي المدافعة عن حقوق المرأة بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 اليوم الجمعة، وهو قرار سيغضب طهران على الأرجح.

وحثت اللجنة المانحة للجائزة إيران على إطلاق سراح نرجس، وهي من أبرز ناشطات حقوق الإنسان الإيرانيات وتدافع عن حقوق النساء وتدعو أيضاً إلى إلغاء عقوبة الإعدام.

ورددت رئيسة لجنة نوبل النرويجية بيريت ريس أندرسن في بداية حديثها كلمات "نساء، حياة، حرية" باللغة الفارسية وهي من بين شعارات الاحتجاجات السلمية التي خرجت ضد الحكومة الإيرانية وأشادت بنرجس ووصفتها بأنها "مقاتلة في سبيل الحرية".

وقالت "لجنة نوبل النرويجية قررت منح جائزة نوبل للسلام لعام 2023 لنرجس محمدي تكريماً لنضالها ضد قمع النساء في إيران ومحاربتها من أجل تعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع".

وذكرت أن الجائزة تكرم أيضاً مئات الآلاف من الأشخاص الذين تظاهروا ضد التمييز والقمع للنساء في إيران.

وأضافت "لا سبيل أمام العالم لتحقيق التآخي بين الأمم الذي سعى (مؤسس الجائزة) ألفريد نوبل إلى تعزيزه إلا من خلال المساواة بين الجميع في الحقوق".

تقضي نرجس الآن أحكاماً متعددة في سجن إيفين في طهران ومجمل العقوبات 12 سنة تقريباً، وذلك وفقاً لمنظمة "فرانت لاين ديفندرز" المعنية بالدفاع عن الحقوق، وهي واحدة من الفترات العديدة التي احتجزت فيها خلف القضبان، وتشمل الاتهامات نشر دعاية ضد الدولة.

ونرجس نائبة رئيسة مركز المدافعين عن حقوق الإنسان وهو منظمة غير حكومية تترأسها شيرين عبادي التي فازت هي الأخرى بجائزة نوبل للسلام في 2003.

ونرجس هي المرأة الـ19 التي تفوز بالجائزة التي تمنح منذ 122 عاماً والأولى منذ فوز الفيليبينية ماريا ريسا بالجائزة في 2021 بالمشاركة مع الروسي دميتري موراتوف.

ومن المقرر تسليم جائزة نوبل للسلام، وقيمتها 11 مليون كرونة سويدية (نحو مليون دولار) في أوسلو في الـ10 من ديسمبر (كانون الأول) وهو تاريخ يتزامن مع ذكرى وفاة ألفريد نوبل الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895.

وقالت ريس أندرسن "هذه الجائزة هي أولاً وقبل كل شيء اعتراف بالعمل المهم جداً الذي قامت به حركة بأكملها في إيران بزعامة نرجس محمدي". أضافت "إذا اتخذت السلطات الإيرانية القرار الصحيح، فستطلق سراحها حتى تتمكن من الحضور لتسلم هذا التكريم (في ديسمبر)، وهو ما نمني به أنفسنا"

وجاء فوز نرجس في وقت تقول فيه جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إن فتاة إيرانية ترقد في المستشفى في غيبوبة بعد ما قيل إنها مواجهة مع عناصر من شرطة الأخلاق في مترو أنفاق طهران لعدم ارتدائها الحجاب. ونفت السلطات الإيرانية تلك التقارير.

كما جاء بعد ما يزيد قليلا عن عام من وفاة مهسا أميني وهي رهن احتجاز شرطة الأخلاق بسبب مخالفتها لقواعد الزي الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.

وأدى ذلك لخروج احتجاجات حاشدة على مستوى البلاد مما شكل أكبر تحد لحكومة إيران في سنوات وواجهته السلطات بحملة قمع صارمة.

بدورها، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي يسلط الضوء على شجاعة وتصميم المرأة الإيرانية.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية إليزابيث ثروسيل "لقد رأينا شجاعتهن وتصميمهن على مواجهة الأعمال الانتقامية والترهيب والعنف والاعتقال".

وأضافت "يتعرضن للمضايقة بسبب ما يتعين وما لا يتعين ارتداؤه. هناك إجراءات قانونية واجتماعية واقتصادية صارمة بشكل متزايد ضدهن، هذا حقاً أمر يسلط الضوء على شجاعة وتصميم النساء في إيران وكيف أصبحن مصدر إلهام للعالم".

كما جددت ثروسيل دعواتها للإفراج عن نرجس محمدي، وهي إحدى الناشطات البارزات في إيران، والتي أطلقت حملة من أجل حقوق المرأة وإلغاء عقوبة الإعدام، وهي تقضي حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً.

وقالت ثروسيل "نحن وشركاء آخرون في منظومة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان طالبنا مراراً بإطلاق سراحها".

من جانبها، قالت عائلة نرجس محمدي في رسالة خطية الجمعة إن منح جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية المسجونة يمثل "لحظة تاريخية ومهمة للنضال من أجل الحرية في إيران".

وأضافت "إننا نهدي هذه الجائزة لجميع الإيرانيين، وخصوصاً للنساء والفتيات الإيرانيات اللاتي ألهمن العالم أجمع بشجاعتهن وكفاحهن من أجل الحرية والمساواة"

وقال زوج الإيرانية نرجس محمدي تقي رحماني إن منح الجائزة للسجينة للمدافعة عن حقوق المرأة سيشجع نضالها والحركة التي تقودها.

وأضاف رحماني في مقابلة بمنزله في باريس إن "جائزة نوبل هذه ستشجع نضال نرجس من أجل حقوق الإنسان، لكن الأهم من ذلك أنها في الواقع جائزة للمرأة والحياة و(حركة) الحرية".

وفي رفض شبه رسمي، قالت وكالة "فارس" شبه الرسمية للأنباء إن نرجس محمدي الناشطة المسجونة المدافعة عن حقوق المرأة حصلت على جائزة نوبل للسلام اليوم الجمعة "لأفعالها ضد الأمن القومي الإيراني".

وذكرت الوكالة "حصلت نرجس محمدي على جائزتها من الغرب، تصدرت عناوين الأخبار مرات عدة بسبب أفعالها ضد الأمن القومي".

ولم تعلق السلطات الإيرانية بعد على الجائزة.