تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

باريس تطالب طهران بالأفراج عن الفرنسيين المعتقلين في إيران

وقفة احتجاجية في باريس
AvaToday caption
يُعتقل سبعة فرنسيين حالياً في سجون إيرانية، وهم من بين عشرات الغربيين المحتجزين في إيران. ويصفهم داعموهم بأنهم أبرياء يستخدمهم الحرس الثوري كوسيلة ضغط
posted onJanuary 28, 2023
noتعليق

نظمت لجنة التضامن مع المعتقلين الفرنسيين السبعة في إيران وقفة في باريس السبت شارك فيها عشرات الأشخاص، للتنديد بهذه الاعتقالات التعسفية والمطالبة بإطلاق سراحهم. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد نشرت الأربعاء 25 يناير/كانون الأول تغريدة على لسان الوزيرة كاترين كولونا تحث فيها السلطات الإيرانية على إطلاق سراح سبعة فرنسيين. فيما عبرت الوزارة خلال مؤتمر صحفي الخميس عن رغبة بلادها في اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءً منسقًا لإطلاق سراح جميع الأوروبيين المحتجزين في إيران والذين وصفتهم بأنهم "رهائن دولة".

قامت لجنة التضامن مع الفرنسيين السبعة المعتقلين في إيران، فاريبا عادلخاه وبنجامان بريار، بتنظيم وقفة احتجاجية في باريس السبت للتنديد بالاعتقالات التعسفية لجميع الفرنسيين الذين تعتقلهم طهران.

وتجمّع عشرات الأشخاص السبت في باريس للمطالبة بالإفراج الفوري عن الفرنسيين المحتجزين في إيران، والتنديد بـ"سياسة احتجاز الرهائن" التي ينتهجها النظام الإيراني.

خلف لافتة كبيرة كُتب عليها "الحرية للرهائن في إيران"، تجمّع أفراد عائلات المحتجزين رافعين صور أقربائهم. وقالت نويمي كولر، شقيقة المدرّسة سيسيل كولر الموقوفة منذ أيار/مايو مع شريكها جاك باري بتهمة التجسس "نحن عائلات وأصدقاء" المحتجزين، ندرك "المحنة التي لا تطاق من جراء وجود شخص عزيز محتجز من قبل النظام الإيراني".

رسميا، هناك سبعة فرنسيين محتجزين في إيران. وقالت كولر إنهم "يعانون من ظروف احتجاز غير إنسانية، والحبس الانفرادي، والاستجوابات التي لا نهاية لها، والاعترافات المنتزعة قسرا، والمحاكمات الصورية". وشدّدت كولر على أن المعاناة تزداد يوميا، وقالت "نطلب الإفراج عنهم فورا ومن دون شروط".

من جهتها قالت بلاندين بريير، شقيقة بنجامان بريير الموقوف منذ أيار/مايو 2020 والصادر بحقه حكم بالحبس ثماني سنوات وثمانية أشهر لإدانته بالتجسس، إن المحتجزين "باتوا على آخر رمق، باتوا ضعفاء نفسيا وجسديا وبلا أفق".

وشارك في التحرّك داعمون للباحثة فاريبا عادلخاه التي أوقفت في حزيران/يونيو 2019 وحكم عليها بالحبس خمس سنوات لإدانتها بالمس بالأمن القومي، وللوي أرنو الذي أوقف في 28 أيلول/سبتمبر.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد جددت في تغريدة للوزيرة كاترين كولونا نشرتها الأربعاء الماضي، مطالبة نظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بإطلاق سراح الفرنسيين السبعة المحتجزين في السجون الإيرانية.

وأكّدت الوزيرة على تويتر أنّه "من جديد، طالبت (الوزيرة) بالإفراج الفوري عن الرهائن الفرنسيين السبعة المعتقلين تعسّفياً واحترام القانون الدولي، وجدّدت إدانتنا لقمع" التظاهرات التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني بعد أن احتجزتها شرطة الأخلاق.

ويُعتقل سبعة فرنسيين حالياً في سجون إيرانية، وهم من بين عشرات الغربيين المحتجزين في إيران. ويصفهم داعموهم بأنهم أبرياء يستخدمهم الحرس الثوري كوسيلة ضغط. ولم يتمّ الحكم على عدد منهم، كما أنهم لم يتمكّنوا من تعيين محامٍ.

ومن بين الفرنسيين السبعة المعلّمة والنقابية سيسيل كولر، ورفيقها جاك باريس اللذان قبض عليهما في أيار/مايو 2022، والباحثة الفرنسية-الإيرانية فاريبا عادلخاه التي اعتقلت في حزيران/يونيو 2019 ثم حكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي، وكذلك بنجامان بريار الذي اعتقل في أيار/مايو 2020 وحكم عليه بالسجن ثماني سنوات وثمانية أشهر بتهمة التجسس. واعتُقل برنار فيلان في 3 تشرين الأول/أكتوبر حين كان في رحلة في إطار أنشطته الاستشارية في إيران لحساب شركة سفريات.

وأتى موقف الوزيرة الفرنسية في وقت يثير فيه تدهور صحة برنار فيلان الذي يحمل أيضاً الجنسية الإيرلندية، قلقاً شديداً لدى أسرته والسلطات الفرنسية.

كما عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجندر خلال مؤتمر صحفي عن رغبة بلادها في اتخاذ إجراء منسّق داخل الاتحاد الأوروبي لإطلاق سراح الأوروبيين المحتجزين في إيران، والذين وصفتهم بأنهم "رهائن دولة". وقالت إن "فرنسا ليست وحدها في هذا الوضع للأسف"، موضحة أن وزيرة الخارجية كاترين كولونا أثارت مسألة التحرك المنسّق الاثنين خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في بروكسل.

وأُثيرت هذه النقطة مجدّداً الأربعاء في بروكسل خلال اجتماع للجنة التعاون القنصلي.

وتابعت آن-كلير لوجندر بالقول إنّ الهدف هو "مشاركة التحليلات المختلفة للعمل معاً لإيجاد الردود المناسبة من أجل ضمان الإفراج الفوري" عن جميع الأوروبيين المسجونين.

وتسعى إيران والدول الغربية الكبرى إلى إحياء اتفاق دولي تم التوصل إليه في العام 2015 بهدف ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني. وتُتهم إيران بالسعي لحيازة سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.

وفرضت دول غربية مجموعة عقوبات على المسؤولين الضالعين في قمع الحركة الاحتجاجية الشعبية التي تشهدها إيران منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول/سبتمبر بعدما اعتقلتها "شرطة الأخلاق" بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية.

كذلك فُرضت عقوبات على إيران بسبب تزويدها موسكو مسيّرات استخدمتها روسيا في حربها على أوكرانيا.

وتتّهم دول عدة بينها فرنسا طهران بممارسة سياسة استخدام الرهائن ورقة مساومة.

في نهاية كانون الأول/ديسمبر أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن التعبئة "كاملة" من أجل الإفراج عن الفرنسيين السبعة المحتجزين في إيران.