تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"أوميكرون" تصيب عشرات آلاف البريطانيين يوميا

أوميكرون
AvaToday caption
يأتي توسيع نطاق حملات التطعيم في وقت حذرت فيه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، من أن "أوميكرون" قد تصبح الأكثر انتشاراً في أوروبا بحلول منتصف يناير
posted onDecember 15, 2021
noتعليق

أعلنت المملكة المتحدة التي تواجه فورة إصابات بوباء كوفيد-19 نتيجة انتشار المتحورة أوميكرون، الأربعاء تسجيل 78,610 إصابة خلال 24 ساعة، وهي سابقة منذ انتشار الوباء عام 2020، وفقا للأرقام الرسمية.

ويعود العدد القياسي السابق إلى 8 يناير (كانون الثاني) 2021، في ذروة تفشي المتحوّرة ألفا، مع تسجيل البلاد المتضررة بشدة بالوباء 68,053 إصابة.

في مواجهة "موجة هائلة" من الإصابات بالمتحورة الجديدة من فيروس كورونا السريعة التفشي، على حد تعبير رئيس الوزراء بوريس جونسون، أطلقت الحكومة البريطانية حملة تلقيح معزز على نطاق غير مسبوق بهدف إعطاء جرعة إضافية لجميع البالغين بحلول النهاية ديسمبر (كانون الأول).

وحتى الأربعاء، تلقى 43 في المئة من السكان جرعة ثالثة فيما حصل 81,5 في المئة من السكان فوق 12 عاما على الجرعتين الأوليين.

وبهدف تجنب اكتظاظ المستشفيات، فرضت الحكومة البريطانية أيضا قيودا إضافية مثل العمل عن بعد ووضع الكمامات في الاأمكان المغلقة وحيازة الشهادة الصحية للمشاركة في الأحداث الكبرى.

وسجّلت المملكة المتحدة الاثنين أول وفاة مرتبطة بالمتحوّرة أوميكرون في أوروبا.

إلى ذلك، قال وزير الصحة البريطاني، ساجد جاويد، اليوم الأربعاء إن متحور أوميكرون لفيروس كورونا مسؤول الآن عن نحو 60 في المئة من الإصابات بكوفيد-19 في لندن.

أضاف جاويد لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) حين سُئل إن كانت الحكومة تعتزم تشديد قواعدها لإبطاء تفشي المرض "لا أحد يرغب في فرض أي قيود أخرى. في نفس الوقت الناس يرغبون في أن يكونوا آمنين على أنفسهم وعلى عائلاتهم وأصدقائهم".

قالت روشيل والنسكي مديرة المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم الأربعاء إن البيانات الأولية تشير إلى أن متحور فيروس كورونا الجديد أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من المتحور دلتا.

وتوجد حالات مؤكدة للإصابة بأوميكرون في 36 ولاية على الأقل، ويتوقع مسؤولو الصحة أن يشهدوا استمرار نمو معدل الإصابات في الولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة.

وقالت والنسكي في إفادة بالبيت الأبيض إن المسؤولين بدأوا في رصد زيادة الإصابات بكوفيد-19 بين نزلاء دور رعاية المسنين الذين حصلوا على التطعيم كاملا وإن معدل الإصابة بين من تلقوا جرعات تنشيطية أقل بعشرة أمثال.

قالت منظمة الصحة العالمية، الأربعاء 15 ديسمبر (كانون الأول)، إن أدلة أولية تشير إلى أن اللقاحات المضادة لـ"كوفيد-19" قد تكون أقل فاعلية في الحماية من المتحورة "أوميكرون" لفيروس كورونا، التي تنطوي على خطر تكرار الإصابة بها أكثر من السلالات الأخرى.

وأوضحت المنظمة في تحديثها الوبائي الأسبوعي، أن المزيد من البيانات مطلوبة لفهم أفضل للدرجة التي تراوغ بها "أوميكرون" المناعة الناتجة إما عن تلقي اللقاح أو التعافي من الإصابة السابقة. وأضافت، "نتيجة لذلك فإن مجمل الخطر من المتحورة الجديدة (أوميكرون) يظل مرتفعاً جداً"، في تأييد لتعليقات لمسؤولين بالمنظمة خلال إفادة صحافية على الإنترنت، الثلاثاء.

وأردفت أن النسبة المئوية لتسلسلات الإصابة بمتحورة "دلتا" المسجلة في قاعدة بيانات المبادرة العالمية لتبادل بيانات الإنفلونزا انخفضت هذا الأسبوع، مقارنةً بمتحورات أخرى مثيرة للقلق، وذلك للمرة الأولى منذ تصنيف "دلتا" كمتحورة مثيرة للقلق في شهر أبريل (نيسان).

ولا تزال "دلتا" الأكثر شيوعاً، إذ تمثل 99.2 في المئة من قرابة 880 ألف تسلسل سجل لدى المبادرة العالمية لتبادل بيانات الإنفلونزا من خلال عينات تم جمعها خلال الـ60 يوماً الأخيرة، لكن الاتجاه آخذ في الانخفاض في نسبة المتحورات "ألفا"، و"بيتا"، و"غاما"، ومع ظهور متحورة "أوميكرون".

وكالة مكافحة الأمراض الأوروبية نبّهت بدورها، الأربعاء، إلى أنه يجب اتخاذ "إجراء صارم" بشكل "عاجل" لمواجهة التفشي السريع لـ"أوميكرون"، محذرةً من أن "التطعيم وحده لن يكون كافياً".

وقالت مديرة الوكالة، أندريا أمون، في كلمة عبر الفيديو، "في الوضع الحالي، لن يسمح لنا التطعيم وحده بمنع تأثير المتحورة (أوميكرون)، حيث لا يوجد متسع من الوقت لسد النقص في التطعيم".

كما رفعت الوكالة الصحة تقييمها لمخاطر المتحورة الجديدة على الصحة العامة إلى "عالية جداً"، وأوصت بسلسلة من التدابير بينها العودة إلى العمل عن بعد وزيادة مستوى الحذر خلال التنقلات والاحتفالات بمناسبة أعياد نهاية العام.

ورأت أنه من "المحتمل جداً" أن تؤدي المتحورة الجديدة إلى دخول المستشفى ووفيات بنسب أعلى من تلك التي تم توقعها بالفعل في التقديرات السابقة المتعلقة بالمتحورة "دلتا"، السائدة حتى الآن.

وجدد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها دعوته إلى "إعادة فرض عاجل وتعزيز" التدابير "غير الصيدلانية" ضد "كوفيد-19"، وهو مصطلح يغطي القيود بشكل عام، لتخفيف العبء عن النظام الصحي. وأضافت الوكالة التي تغطي 27 دولة في الاتحاد الأوروبي والنرويج وأيسلندا، "هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتقال العدوى وتخفيف العبء الذي يثقل كاهل النظام الصحي وحماية الفئات الأكثر ضعفاً في الأشهر المقبلة".

وأكد المركز الأوروبي، أن "الأولوية" تكمن في وضع الكمامة والعمل عن بعد وتجنب الازدحام في الأماكن ووسائل النقل العام والبقاء في المنزل عند المرض والتهوية والحفاظ على مستوى عالٍ من النظافة، وذلك إضافة إلى تتبع الإصابات المحتملة أو المؤكدة بـ"أوميكرون"، مع اعتبار الاختبار "أداة مهمة" حتى عندما يتم تطعيم الأشخاص، علاوةً على عزل المصابين بـ"كوفيد-19".

في غضون ذلك، بدأ تلقيح الأطفال ضد فيروس كورونا، الأربعاء، في دول عدة في أوروبا، حيث قد تصبح متحورة "أوميكرون" الأكثر انتشاراً بحلول منتصف يناير (كانون الثاني)، فيما أطلقت الشرطة الألمانية عملية ضد معارضي القيود الصحية بعد تلقي مسؤول محلي تهديدات بالقتل.

وبعد الدنمارك والنمسا، بدأت إسبانيا واليونان والمجر إضافة إلى مدن ألمانية عدة بينها برلين، تلقيح الأطفال دون 12 عاماً، وهي فئة عمرية من بين أكثر الفئات المعرضة حالياً للإصابة.

وبات تلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً بجرعة من لقاح "فايزر" أقل قوة من تلك المستخدمة للراشدين، ممكناً في الاتحاد الأوروبي منذ ترخيصه من جانب الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية في 25 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الفئة العمرية بين 5 و14 عاماً، هي حالياً أكثر الفئات المعرضة للعدوى، مع معدلات إصابة أحياناً أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من المعدلات الخاصة بسائر السكان.

ويأتي توسيع نطاق حملات التطعيم في وقت حذرت فيه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، من أن "أوميكرون" قد تصبح الأكثر انتشاراً في أوروبا بحلول منتصف يناير.

لكن حملة التلقيح تواجه معارضة شديدة في دول أوروبية عدة بينها ألمانيا، حيث نفذت الشرطة عملية في دريسدن في منطقة ساكسونيا، معقل الحركة اليمينية المتطرفة المعارضة للقيود الصحية، بعد تلقي رئيس هذه المنطقة ميكايل كريتشمر، تهديدات بالقتل عبر تطبيق "تیلیغرام".

وفي كلمة أمام البرلمان، وعد المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز بشن حملة شرسة ضد "الأقلية المتطرفة" المعارضة للتلقيح.

وتشتبه الشرطة في أن يكون أفراد من مجموعة تقف وراء التهديدات، "يمتلكون أسلحة حقيقية وأقواس ونشاب".

وإضافة إلى برلين، أطلقت منطقة بافاريا الألمانية جنوب البلاد، حملتها أيضاً لتلقيح الأطفال الأربعاء.

وقبل أيام عدة من عيدي الميلاد ورأس السنة، وبعد مماطلات مفوضية التلقيح الألمانية التي استمرت أسابيع، اختارت بعض المناطق الألمانية التوصية بتلقيح الأطفال الذين لديهم عوامل خطر معين أو أولئك الذين لديهم أقرباء يعانون أمراضاً مصاحبة.

وإضافة إلى التلقيح لدى أطباء الأطفال والأطباء العموميين، من المتوقع تنظيم حملات تلقيح في حديقة الحيوانات في برلين وفي متحف التاريخ الطبيعي وحتى في المدارس.

إسبانيا، وهي إحدى الدول الأوروبية التي تسجل معدل تلقيح مرتفعاً، أطلقت بدورها حملة تطعيم الأطفال بين 5 و11 عاماً، في المدارس ومراكز التلقيح والمستشفيات، بحسب المناطق.

وأعرب رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، عن أمله في أن يجعل توسيع حملة التلقيح من البلاد "نموذجاً بالنسبة للعالم".

وعلى الرغم من أن هناك تردداً أكبر مما كان أثناء حملة تلقيح الراشدين، فإن 74 في المئة من الأهالي ينوون تلقيح أطفالهم، بحسب استطلاع للرأي.

وتظهر حملة إعلانية للحكومة الإسبانية عبر التلفزيون أطفالاً متحمسين. وقال أحدهم إن "دوري" جاء لتلقي اللقاح "مثل جدي وجدتي، وأبي وأمي، وعمتي وعمي، والمعلمة"، والتمكن من "المساعدة في الانتهاء من هذا الفيروس وحماية الأشخاص المسنين".

وفي اليونان، حجزت أكثر من 30 ألف عائلة مواعيد لتلقيح أبنائها، فيما بدأت البلاد، الأربعاء، أيضاً تلقيح الأطفال، وكذلك الأمر في المجر. وستبدأ دول أوروبية أخرى مثل إيطاليا وبولندا، حيث فرضت تدابير صحية جديدة، الأربعاء، والبرتغال وقبرص، حملاتها لتلقيح الأطفال في الأيام المقبلة.

وفي فرنسا، لم تتم الموافقة إلا على تلقيح الأطفال الذين قد يصابوا بأعراض شديدة من فيروس كورونا، إلا أن الحكومة أعلنت أنها تنوي توسيع الحملة لتشمل "جميع الأطفال"، لمن يرغبون بذلك.

وخارج أوروبا، بدأت إندونيسيا، الثلاثاء، تلقيح الأطفال بين 6 و11 عاماً في بعض المناطق مثل العاصمة جاكرتا.

واعتباراً من الخميس، ستفرض إيطاليا على جميع المسافرين الوافدين من دول الاتحاد الأوروبي إبراز نتيجة سلبية لفحص "كوفيد-19" وحجراً صحياً مدته خمسة أيام على الأشخاص غير الملقحين.

بولندا فرضت كذلك، الأربعاء، قيوداً جديدة على عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول المطاعم والفنادق والمسارح بنسبة 30 في المئة من السعة القصوى، بعد أن بلغ عدد الوفيات اليومية بكورونا أعلى مستوى له منذ أبريل (نيسان) مع تسجيل 669 وفاة في الساعات الـ24 الأخيرة.

لكن هذه القيود الجديدة لا تنطبق على الأشخاص الملقحين، ما يعطي أصحاب الأعمال والمديرين مسؤولية التحقق مما إذا كان الرواد تلقوا الطعم أم لا.

وأودى الوباء بحياة ما لا يقل عن 5319316 شخصاً في العالم منذ أواخر عام 2019، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية، الأربعاء.

وتواصل "أوميكرون" تفشّيها بوتيرة سريعة في أنحاء العالم كافة. وأعلنت كينيا بدورها، الأربعاء، أنها رصدت أول ثلاث إصابات بالمتحورة الجديدة على الأقل.

المغرب أيضاً أعلن، الأربعاء، تسجيل الإصابة الأولى بـ"أوميكرون"، لدى مواطنة بمدينة الدار البيضاء. وقالت وزارة الصحة في بيان، إن المصابة موجودة "تحت الرعاية الصحية بإحدى المؤسسات الاستشفائية بالدار البيضاء"، مضيفةً أن حالتها الصحية "مستقرة ولا تدعو إلى القلق".

وفي وقت أطلقت دول كثيرة حملات إعطاء الجرعات المعززة لمكافحة الموجة الوبائية الجديدة، أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية، الأربعاء، أن لقاح "جونسون أند جونسون" يمكن استخدامه كجرعة معززة لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 18 عاماً.