تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تركيا تحشد قواتهِ ضد الكورد في سوريا

شمال سوريا (روجافا)
AvaToday caption
تعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا رئيسيا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا. ولروسيا أيضا قوات في المنطقة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد
posted onOctober 15, 2021
noتعليق

قال مسؤولان تركيان إن بلادهما تستعد لاحتمال شن عمل عسكري جديد ضد جماعة كردية مدعومة من الولايات المتحدة في شمال سوريا )روجافا) إذا فشلت محادثات متعلقة بالأمر مع واشنطن وموسكو.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع إن أنقرة عازمة على القضاء على التهديدات الناشئة من شمال سوريا ووصف هجوما لوحدات حماية الشعب الكوردية أدى إلى مقتل شرطيين تركيين بأنها "القشة التي قصمت ظهر البعير".

وقالت تركيا إن الشرطة في منطقة أعزاز السورية هوجمت بصاروخ موجه يوم الأحد من تل رفعت من قبل وحدات حماية الشعب الكوردية التي تصنفها أنقرة جماعة إرهابية مرتبطة بشكل وثيق بمسلحين يشنون تمردا منذ عقود في جنوب شرق تركيا، في إشارة لحزب العمال الكوردستاني المصنف من قبل تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنظيما "إرهابيا".

وكانت واشنطن قد عبرت عن تضامنها مع أنقرة بعد تعرض منطقة محاذية للحدود مع سوريا لهجوم صاروخي في الفترة الماضية، لكنها لم تدن الوحدات الكوردية ولم تسمها أصلا.

وقال مسؤول بارز "من الضروري تطهير المناطق في شمال سوريا وخصوصا منطقة تل رفعت التي تنطلق منها هجمات ضدنا باستمرار".

وأي هجوم تركي قد يستهدف الوحدات الكوردية قد يفاقم التوتر القائم بين الولايات المتحدة وتركيا، وهو ما يفسر إلى حدّ ما تأخر أنقرة في تنفيذ أي مغامرة عسكرية جديدة.

وشنت القوات التركية ثلاث عمليات توغل في الأراضي السورية في السنوات الخمس الماضية وفرضت سيطرتها على مئات الكيلومترات على طول الشريط الحدودي وتوغلت بعمق نحو 30 كيلومترا في شمال سوريا.

كما تنشط مقاتلات روسية ومقاتلون مدعومون من إيران ومسلحون مدعومون من تركيا ومتشددون إسلاميون وقوات أميركية وقوات حكومية سورية عبر مناطق في شمال سوريا، إضافة إلى وحدات حماية الشعب الكوردية.

وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب حليفا رئيسيا في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا. ولروسيا أيضا قوات في المنطقة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وتشكل وحدات حماية الشعب الكوردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية والمعروف اختصارا بـ"قسد" وهي ائتلاف فصائل عربية وكوردية تخوض معركة على جبهتين: جبهة الدولة الإسلامية حيث تعتبر رأس الحرب في هذه المعركة وتحظى بدعم قوي من التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة.

أما الجبهة الثانية فهي ضد فصائل سورية غالبيتها متطرفة تدعمها تركيا التي تصنف تلك القوات على أنها امتداد لحزب العمال الكوردستاني وتتعامل معها على أنها عدو، بينما تخشى أنقرة قيام كيان كوردي على تخومها قد يشكل امتدادا جغرافيا للكورد بين سوريا وتركيا والعراق وإيران.

وتكابد قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة محاولات التمدد التركي في شمال سوريا، وتعرضت في السابق لعدة هجمات دون أن تحظى بدعم من الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي قرر تخفيض عدد القوات الأميركية في سوريا والعراق وأفغانستان ضمن خطة شاملة تهدف لإنهاء حروب أميركا الخارجية.

والدعم الأميركي للوحدات الكوردية محور خلاف كبير بين واشنطن وأنقرة وأحد أسباب توتر العلاقات الثنائية.

ويبحث الرئيس التركي عن ذرائع لتوسيع عمليات قواته في شمال سوريا وهي جبهة حرب مفتوحة لا تبدو لا نهاية على الرغم من تعرضه لضغوط داخلية وخارجية.

ودفعت تركيا في الفترة الأخير بتعزيزات عسكرية ضخمة للمنطقة الحدودية مع سوريا في تحرك أشاع بقوة احتمال تنفيذها عملا عسكريا جديدا للتنفيس عن أزمتها الداخلية ولكبح هجمات أقضت مضاجع قواتها في شمال سوريا.